كلنا يعرف ان الشخصية هي مجموعة الصفات التي تميز الانسان عن غيره و تقوم كيانه عادات و طقوس معينة تكون جزءاً من شخصيته المستقلة المتفردة ولكل شخصية دعائم ثلاث ترتكز عليها هي العقل والارادة والعاطفة وهي الالوان التي تجعل كل واحد منا يحمل لونا مختلفا عن الاخر ومن منطلق هذا التعريف يمكن ان نفترض لأي مجتمع شخصية خاصة به لما يحمله من عادات وافكار وثقافات يؤمن بها ويعمل على هديها فالمجتمعات تختلف والاختلاف على مستوى الافراد هو دليل وجود الشخصية وايضا هو على مستوى المجتمعات دليل على ان لكل مجتمع شخصية تميزه عن المجتمعات الاخرى ولكن دعائم شخصية المجتمع تختلف عن دعائم الشخصية الفردية بواحدة الا وهي العقل ويمكن ان نسمى البديل بالمرجعية التي تتحكم بحركة وتموج المجتمع وتكون له سلوكه العام وتبقى الدعائم الاخرى وهي الارادة والعاطفة تشكل لركنين الاخرين فشخصية المجتمع محكومة بثلاث ركائز ايضا اولها المرجعية او القيادة العامة وهنا يمكن الاشارة الى نقطة جانبية وهي ان شخصية المجتمع تتشكل بنسبة وتستمد بعض مميزاتها من شخصية المرجع او القائد العام باعتبارها احد الركائز الثلاث والركن الاول من اركانها فان كانت مرجعية المجتمع هو القانون كانت شخصيته متشكلة بنسبة كبيرة من الارادة والعاطفة او الانسانية ولا اريد هنا ان اقف على اعتاب قوة الشخصيتين لمجتمعين يختلفان في مرجعيتهما القانون او رجل دين او قائد سياسي او اي شخصية اخرى متصدية للقيادة بل انتقل الى ازدواج الشخصية الفرضية التي طرحها الوردي في شخصية العراقي التي يتبعها ازدواج شخصية المجتمع العراقي هذه الفرضية التي لم تبنى على اساس علمي او على اساس الطريقة الاحصائية المنظمة والمتبعة في بلدان العالم المتطور كما اشار هو في كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي وبرر اسباب عدم اجراءه هذه الطرق العلمية المنظمة لاختلاف المجتمعات من حيث انسجامها مع الحكومات وحبها لها او الخوف منها فاتخذ طريقة التفهم او وتكوين المثال النموذجي وهذه الطريقة لا تؤتي ثمار اجتماعية عامة الا بالفرض والتصور فان كانت الشخصية ترتكز على ركائز ثلاث كم اشرنا في الاسطر الاولى وهي العقل والارادة والعاطفة فالعقل واحد وهو مصدر كل القرارات والاجراءات الخاصة بكيان الانسان فكل قرار يتخذ هو ينسجم مع مصالح هذا الانسان فلايمكن ان نتصور عقلا مزدوجا او ارادة وعاطفة مزدوجة وهما مصدر تشكيل الشخصية الفردية وتلونها نعم على مستوى السلوك الاحتماعي المتناقض او تصوير الازدواج بصورة ظاهرة اجتماعية قد يتوهم البعض الازدواجية لكنها في حقيقة الامر انها ممارسة مسرحية او تمثيلية لضمان مصالح معينة تصب في انماء شخصيته الفريدة وليس تعددا للشخصية او ازدواجية كما اوهم البعض بهذا المفهوم الاحتماعي لاغراض كانت تستهدف المجتمع العراقي او الشخصية العراقية نعم هناك فصام شخصي وهذا مرض نفسي ليس محلا للحديث وليس علاقة بعلم الاجتماع وللحديث بقية