23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

ازدواجية زاوية النظر بين الحزبين الكرديين .!

ازدواجية زاوية النظر بين الحزبين الكرديين .!

بغضّ النظر , وبعدمه ايضا ! , فأنّ الحزبين الكرديين ” الأتحاد الوطني الكردستاني , والحزب الديمقراطي الكردستاني ” لا يحسبان ايّ حسابٍ ويتجاهلان الأحزاب الكردية الأخرى ” الأسلامية والعلمانية ” وكأنها غير موجودة اساساً ” , فالصراع على السلطة والمال والنفوذ يخلو ويتجرّد من ايّ تساهلٍ غالٍ او رخيص الثمن .. وبالرغم من أنّ الخلافات والأنشقاقات بين الأحزاب الكردية قد تجسّمت وتضاعفت منذ ذلك الأستفتاء الفائت , وتحولت الى حالةٍ من التشرذم السياسي والمواقف المضادة والمتضادة مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة الأقليم , لكنّما مايجري حالياً من صراعٍ سياسي – انتخابي وتحالفات تكتيكية خاوية بين كافة احزاب العراق من جنوبه الملتهب الى شماله المغترب ! , قد جعل التنافس يحتد ويشتد بين الحزبين الكرديين الرئيسيين حول الحصول على موقع رئاسة الجمهورية , وهو بالطبع موقعٌ رمزي اكثر مما هو فعلي او عملي من خلال الصلاحيات المجردة لهذا المنصب وفقاً لما رسمه الدستور , ويمكن اعتبار هذا التنافس كحالةٍ اقرب الى السيكولوجيةٍ – السياسية الى حدٍّ ما , بالرغم مما يوفرّ موقع الرئاسة من حضورٍ كردستاني في العملية السياسية , وكان من الأجدر بالقادة الكرد أن تغدو وتنصبّ منافساتهم على الوزارات السيادية وربما على بعض المناصب العسكرية لو كانوا عمليين في التفكير بهذا الشأن , بالرغم من أنّ أية حكومة عراقية مقبلة ستكون قد استفادت من العبر والدروس السابقة في منح شخصيات كردية لمناصب سيادية وعسكرية حسّاسة ” كما كان الفريق – غير الركن بابكر زيباري رئيساً لأركان الجيش ! ” وكذلك منح حقيبة الخارجية للسيد هوشيار زيباري ! ” وتلك أخطاءٌ محال أن تتكرر , لكنّ القادة الكرد الذين يؤخرون تحالفهم مع ايٍّ من الكتل والأحزاب التي من المفترض أن تغدو الأكبر لأغراض المساومة السياسية , فيبدو انهم لا يجيدون فنّ واصول اللعب .!

والى ذلك , فكافة الحكومات العراقية ورؤساء وزرائها كانوا وما انفكوا على جهلٍ مدقع في التعامل مع ملف حكومة الأقليم او قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني , ولم تفكّر ولم يترآى لتلك الحكومات الفاشلة أن تضغط او تساوم القادة الكرد لرفع والغاء القيود لدخول العراقيين الى الأقليم او الأقامة هناك وخصوصاً في قضية تصدير النفط من شمال العراق وعائداته التي لا تدخل الى الخزينة العراقية , وما الى ذلك من تفاصيلٍ وجزئيات , والأنكى أنّ قيادات الأحزاب الأسلامية تتراكض وتلهث للحصول على رضا وتأييد القيادات الكردية ومحاولاتهم المستميتة لأقناعهم بالتحالف معهم لنيل منصب رئاسة الوزراء , وبئس هكذا احزاب لا تلتفت الى المصالح الوطنية , وأنّى لهم الوطنية , وهم ساعدوا على آليّة الأحتلال وأدخلهم الأحتلال الى العراق .!