10 أبريل، 2024 8:25 ص
Search
Close this search box.

ازدواجية روسيا بين طهران ودمشق وواشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا ريب أنّ اصعب انواع الأزدواجية هي الإدراك المسبق للجهة او الدولة التي تختار ممارستها ولأسبابٍ تمسّ مصالحها المادية او المعنوية او كلاهما , ومهما حمل ذلك من تناقضاتٍ مؤثرة على صعيد الداخل .

ولا شكّ أنْ من الملاحظ أنّ موسكو تتخذ موقفاً معارضاً لأيّ موقفٍ امريكيٍ بالضد من ايران سيما في الإعلام , في ظل ما يكاد يغدو الحرب الباردة الجديدة ” او الأقلّ برودةً من سابقتها ” , وإذ تلتقي اهداف الأيرانيين والروس في حماية ” النظام ” في سوريا , وتنفيذ ذلك عسكرياً بشكلٍ فعال سواءً على الأرض او من الجو , لكنّ التناقض بين سياسات وممارسات موسكو وطهران قد فاق نقاط الإلتقاء بينهما على الأرض السورية , حيث وصل الأمر ولأكثر من مرّة الى مواجهاتٍ واشتباكاتٍ عسكرية بين ميليشياتٍ ايرانية وبين الروس , وكانت مدينة حلب والمناطق المجاورة لها كأنموذجٍ لهذا الخلاف المسلح وفي مناطقٍ سوريةٍ اخرى , وكانت موسكو قد رفضت طلباً من القيادة السورية لإمكانية انشاء قاعدة جوية في منطقة ” القلمون ” وقاعدة اخرى بحريّة في ” بانياس ” لتوضع تحت تصرّف الأيرانيين , على غرار قاعدتي ” طرطوس و حميميم ” اللتين تستخدهما روسيا , وكان الرفض الروسي متذرعاً بالموقف الدولي من تمدد النفوذ الأيراني بأتجاه البحر الأبيض المتوسط !

وقد باتَ اكثر من مكشوف الصراع والتنافس الروسي – الأيراني لكسب المزيد من المصالح والنفوذ داخل سويا , ويمكن القول أنّ كليهما يمارسان دورهما بمهارةٍ متفاوتة , ويستغلان الموقف الحرج للقيادة السورية لإستحصال وانتزاع مكاسب اقتصادية وجيو – سياسية اكثر , وقد نالت ايران امتياز ادارة الهاتف الجوال في سوريا ” مع ما يترتب على ذلك ” وكذلك مناطق انتاج الفوسفات وغيرها وحتى الحصول على شراء عقاراتٍ في ريف دمشق وما حولها .

لكنه من الجانب الروسي فهنلك توافق مع تل ابيب على قصف المقاتلات الاسرائيلية لأهدافٍ ايرانية او ميليشياتٍ تابعة لأيران او لوحداتٍ عسكريةٍ تابعة لحزب الله داخل سوريا , ودون السماح لتشغيل منظومة صواريخ

S – 300 للدفاع الجوي التابعة للقوات السورية في التصدي للطائرات الأسرائيلية .! , ويُنظر من زاويةٍ خاصة أنّ اية اسلحةٍ ايرانيةٍ ثقيلة ” روسية الصنع ” يدمرها الطيران الأسرائيلي , فسيجري التعويض عنها مجدداً بأستيرادها ثانيةً من روسيا .!

تستثمر وتستغلّ موسكو الأزمة المشتعلة بين واشنطن وطهران لمضاعفة توسيع دائرة نفوذها في الداخل السوري , بينما يتشبّث الأيرانيون في إظهار التحدي أمام ادارة ترامب وتثبيت وترسيخ حضورهم خارج ايران , والأوضاع الراهنة في المنطقة وخصوصاً في سوريا وايران قابلة لمزيدٍ من الإشتعال .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب