22 ديسمبر، 2024 8:53 م

ازدواجية المفهوم وانفرادية المواقف..

ازدواجية المفهوم وانفرادية المواقف..

لم يكن هو العاجز أو البعيد عن ألاعيب السياسة, لكن مشكلته كانت: العمل لإستيعاب الجميع في بودقة الولاء والانتماء, والشعور الوطني, بالطبع لم يكن هو الوطني الوحيد, والمزايد بين نظرائه, ولم يختر لنفسه أن يكون بيضة القبان, وصمام أمان العملية السياسية, نظريات, مبادرات, رؤى وأفكار يتطلع لتنفيذها على أرض الواقع, لكن الواقع شيء, وتصريف الواقع بما نطمح ونريد شيء آخر.
عمار الحكيم ـ المسؤولية كانت ملازمة له مذ نعومة إظفاره, لم لا وهو ربيب القائد المحنك والشجاع, صاحب نظرية الأرتقاء, “وبناء الجماعة الصالحة”, ودورها الفاعل
في قيادة الأمة “شهيد المحراب”(قد سره(.
حين يتم تبني نظرية معينة؛ لابد من إيجاد الأرضية الصالحة لتطبيقها, ضمن معطيات الواقع المتغير, فالمبادرات على اختلاف أنواعها, وضمن توزيعها الجغرافي لمحافظات العراق, تكون ملائمة للعمل بها وتطبيقها, وإنطلاقاً من رؤية عدم تحجيم صلاحيات المحافظات, وأرتباطها المباشر بالحكومة الاتحادية, والأخذ بنظر الاعتبار أحتياجات كل محافظة, وإمكانية النهوض بمواردها الطبيعية, مما يسهل نمو حركة الأستثمار بالشكل الأمثل والصحيح.
كانت الرؤية واضحة والانطلاقة معتدلة في تشخيص الأخطاء؛, ضمن دراسة وضع الحلول, وقاعدة بيانات منطقية, هنا بدأت المشكلة, بل هنا عادت “السقيفة”, وعاد معها الاصطفاف والتخندق, وأبعدت أسماء ـ واقتربت أخرى ـ فكان أمرهم شورى, والصبر على الاختلاف شجاعة, ومسايرة
الجماعة, لدرء الفتنة, مجريات الاحداث فرضت للعراق من خوض المرحلة “بالكيفية الحاصلة الآن”.
السيد الحكيم لم يَكلّ, وهو المترع شبابا وفكرا, بل واصل الطريق بما يحتم عليه ضميره, وشعوره الوطني, يشهد له بذلك العدو قبل الصديق, جاءت انتخابات مجالس
المحافظات, القشة التي قصمت ظهر البعير, فالكل أيقن بسقوط المجلس الاعلى الإسلامي, من دائرة المنافسة, وانحسار دوره على التبليغ والإرشاد؛ وما شاكل ذلك المغزى.
ظهرت النتائج..؟!, وكانت غير متوقعة لأغلب المتفائلين أن تكون بهذا الشكل, لِتُرسَم الخارطة من جديد, وحسب ما يريد ذلك الشاب العنيد, توقع الخصوم أن يسير المجلس بخطاهم, تزيين الكعكة ثم تقسيمها, بما يناسب حصته منها.. للأسف(ليس كل ما يتمناه الساسة بالغوه), المبادرات أخذت بالتصاعد, وأهداف البناء والأعمار باتت أكثر وضوحا, ليس للمناطق ذات الاغلبية المذهبية فحسب, بل أخذت تجري كنهري دجلة والفراتبعكس الاتجاه؛ من الجنوب صعوداً لتلتقي في صحراء الانبار, مكونة نهر الوحدة والمحبة صعوداً لشمالنا الحبيب.
لم تكن تلك المعطيات متوقعة في جو جهز للفتنة والشقاق والتفرقة, فالخصم أدرك وجوده بتنمية الشعور المناطقي, وبث روح الازدراء الانساني على مبدأ الطائفة, الارض أيضا لم تسلم من ذلك الشعور, هي مهددة بالذبول والأضمحلال, ثم الأنفصال عن الوطن الأم.
وهنا كانت ” أنبارنا الصامدة” عرضة لخناجر الغدر والخيانة, حتى”داعش” لم تكن ضرباته أمضى من تلك الخناجر, ونزولاً بمشروع قانون الــــ5 بترو دولار, الذي هو الآخر لم يصدح به, عبر مكبرات الصوت في “غدير خم”, بل أكتفى (الصحابة) بوضع سماعة الأذن ليصل اليهم بعد الفلترة مخصوماً أربعة دولار, ليكون التصويت النهائي دون اقتراف الذنب, بدولار واحد فقط(فالأحلام لا تمت للحقيقة بصلة) والواقع ليس ببعيد عن الخيال.