تريد فرنسا استقلال ناغورني قره باغ من ناحية وتدعم وحدة أراضي جورجيا وأوكرانيا من ناحية اخرى ؟
في بعض الأحيان ، تعترف الصحافة الأجنبية بالحقائق التي تقولها اذربيجان حكومة وشعبا لسنوات.حيث أن التصريحات الرسمية للاتحاد الأوروبي أكثرها لصالح الأرمن بسبب تشكيل لوبي أرمني كبير وثري في الولايات المتحدة وفرنسا. يبلغ تعداد الجالية الأرمينية في فرنسا 600 ألف نسمة ، وتعتبر فرنسا ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان الارمن في العالم.
في أواخر نوفمبر ، صوت مجلس الشيوخ الفرنسي للاعتراف بناغورني كاراباخ كجزء من أرمينيا. بالطبع ، قوبل هذا التصويت باحتجاج من جانب الأذربيجاني.
ومع العلم ، كان التصويت رمزيًا ، بذلك أظهر هذا الاجراء مرة أخرى مدى إرباك موقف الحكومة الفرنسية من هذا الصراع منذ سنوات عديدة .
كيف يمكن تفسير الارباك الفرنسي حيث نرى من خلال حقائق على الارض بأن باريس تتخذ مثل هذه الخطوة بشأن استقلالية ناغورني كاراباخ ، بينما تعارض في الوقت نفسه احتلال روسيا الفعلي لاراضي من جورجيا وأوكرانيا ، بما في ذلك ضم شبه جزيرة القرم؟
طبعا هذا سؤال مثير للاهتمام ، أليس كذلك؟
نتيجة أنشطة ودعم اللوبي الأرميني في امريكا ،تم تنفيذ قرار التعديل 907 ضد أذربيجان في عام 1992 بموجب قانون دعم الحريات ، وفرض عقوبات على أذربيجان وحظر أي مساعدات حكومية لهذا البلد.
(تعديل رقم 907 هو تعديل لقانون دعم الحريات الذي أقره الكونجرس الأمريكي في عام 1992 بمبادرة من اللوبي الأرمني وحظر المساعدة الأمريكية المباشرة لأذربيجان).
دعم المحتل الارمني لأراضي أذربيجانية. طبعا هذه هي الحالة الوحيدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
طوال الفترات السابقة كان المسؤولين في باكو ينددون بالقرارات الغير العادلة من طرف الولايات المتحدة وفرنسا ، كانت الولايات المتحدة ترسل إشارات لارمينيا من خلال بعض القرارات المتعلقة بقره باغ بأن احتلالك للأراضي الأذربيجانية يستحق مكافأة والتقدير.
في عام 2001 لأن أمريكا تعرضت لهجوم إرهابي من قبل القاعدة توفي حوالي 3000 شخص في أمريكا كان من الضروري إرسال القوات الأمريكية إلى أفغانستان كانت هناك حاجة للأراضي الأذربيجانية كمرحلة عبور الى الافغانستان خلال هذه الفترة ، لم تلغ الولايات المتحدة قرار التعديل 907 ، لكنها جمدته ببساطة إلى أجل غير مسمى.
هذا يعني أنه ، من الناحية النظرية ، يمكن إعادة سن هذا التعديل في أي وقت تريده الادارة الامريكية بدعم اللوبي الارمني طبعا هذه نقطة مثيرة للاهتمام جدا.
منذ بعد اندلاع حرب قره باغ الثانية طلبت اللجنة الوطنية للأرمن الأمريكيين (ANCA) بأن السناتور بوب ميندينز (وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ) دعا إلى فرض عقوبات قاسية على أذربيجان وتركيا.
على اعتبار بان أرمينيا و (ناغورني قره باغ ) احتلت من قبل اذربيجان وتركيا, طبعا لا يزال السيناتور مينينديز لا يعرف أن الدولة لا يمكن أن تحتل اراضي تقع داخل حدودها المعترف بها دوليًا. طبعا السيناتور بوب مينيندينز هو أحد أكثر أعضاء مجلس الشيوخ الامريكية الداعم للأرمن لان زوجته أرمنية عرقيًا…
الغرب المسيحي يدافع عن الدول المسيحية اينما كانوا وفي كل الصراعات, هذه كانت واضحة تاما من خلال تصريحات رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون ضد تركيا في موضوع التنقيب التركي في البحر المتوسط ودعمها لليونان وكذلك تصريحات ماكرون ضد أذربيجان وتركيا في موضوع قره باع ودعمها لأرمينيا.
العلاقة الاوربية مع الاتراك والصورة النمطية القديمة ضد تركيا في أوروبا لم تسمح للاتراك بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. أثرت هذة العامل على موقف الأوروبيين تجاه اتراك أذربيجان ايضا .
كمتابع للشان التركي وشأن دول أوراسيا ، لقد كتبت عن هذا الموضوع مرات كثيرة.
لقد قلت وكتبت بأن عامل التعصب المسيحي الاوربي هو المسيطر في عقول السياسة الغربيين والامريكيين مع الاسف لم يستطيعوا التخلي عن هذا الفكر بعد مرور الحروب العالمية .
طبعا مع الاسف الشديد إذا كان هناك أي صراع بين دولة إسلامية ودولة مسيحية في اي بقعة من الكرة الارضية ، فإن الغرب سيقفون إلى جانب الدولة المسيحية ويدعمونها ، بغض النظر عمن اذا كان تلك الدولة هو على حق في هذا الصراع.
طبعا الفكرة الرائجة دائما هي أن اي دولة مسلمة لا يمكن أن تكون على حق في مثل هذه الحالاتفي نظر الغرب المسيحي لذلك لا داعي للتفكير بذلك ابدا معلى الغرب المسيحي الدفاع والدعم عن البلد المسيحي ان كانت على حق او على باطل.
لذلك تظهر معايير مزدوجة وأحيانًا ثلاثية في السياسة الغربية تجاه الاحداث في مناطق الصراع حول العالم .
لا يخفى على أحد ايضا بأن القوانين والأنظمة العالميةوضعها الغرب المسيحية من دون استثناء.
لكن نراهم لا يريدون أن يفعلوا ويتصرفوا ما يكتبونه من قوانيين وانظمة. في كل مرة يستخدمون تلك القوانيين، من أجل مصالحهم الخاصة فقط، يقدمون تفسيرات مختلفة حول تلك القوانيين حسب المناطق الصراع، أحيانًا تكون متناقضة ، لما كتبوه بأيديهم وباقلامهم القذرة.
الان بشكل عام ، لماذا الغرب المسيحي عدواني وهمجي للغاية تجاه نهضة وديمقراطية تركيا ؟
لأن الغرب المسيحي لا يريد تنمية ونهضة للدولة التركية المسلمة هذا واضح من خلال الاجراءات الغربية والامريكية الاخيرة حول الاحداث في المنطقة وفي العالم .
الغرب كانت ومازالت بحاجة لتركيا ضعيفة اقتصاديا وسياسيا واجتماعية لايريدون تركيا قوية على كافة الاصعدة يريدونها دولة مريضة .نفس المنهج يريدون تطبيقهاعلى أذربيجان لان اذربيجان ذات امتداد تركي مسلم من الناحية العرقية والدينية.
طبعا نجد ان هناك سياسيين ومحليين فرنسيين موالين لروسيا في فرنسا.
وهم يعتبرون شبه جزيرة القرم أراضي روسية وناغورني قره باغ أراضي أرمينية ويصدرون بيانات بشأنها عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية.
بالطبع ، يتلقون الدعم والتمويل من جهات تشجع ضم شبه جزيرة القرم لروسيا.
طبعا هناك ضغوطات كثيرة الان من قبل جهات في الغرب المسيحي من اجل ان يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على تركيا وعلى اذربيجان.
لا أعتقد أنها ستكون ناجحة كما راينا في الاجتماع الاخير للاتحاد الاوروبي.
هنا نتسائل لماذا لا تدعم الدول المحتلة اراضيها لاستعادة سيادتها على اراضيها المحتلة ؟
تتوافق العقوبات التي سيفرضها الغرب على تركيا وأذربيجان مع القانون الدولي (المادة 2 ، الجزء 4 من ميثاق الأمم المتحدة).
إنه قانون السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي. E.H.) وهو مثال على ازدواجية المعايير.
أن الغرب المسيحي الان يدعم حق منطقة ناغورني قره باغ الاذربيجانية في تقرير المصير والاستقلال إذا حدث ذلك ، فستظهر مثل هذه الأسئلة.
لماذا يعترف بعض دول الاتحاد الأوروبي بهذا الحق فقط في ناغورني قره باغ ولايفعل ذلك في مناطق اخرى علما هناك اربعة قرارات اممية صريحية بان اراضي قره باغ عائدة للسيادة الاذربيجانية ؟
لماذا لم يتم تطبيق نفس النهج على النزاعات المجمدة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق؟
لماذا يتم “نسيان” النزاع على جزر الكوريل،الصراع العرقي في بلجيكا ورومانيا وسلوفاكيا وإسبانيا وغيرها من الدول المسيحية التي فيها نفس المشاكل؟
نقول يجب ان يتعين على الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة والحكومات الغربية المسيحية عدم التخلي عن مبدأ وحدة الأراضي الدول ذات سيادة في النزاعات ومن ضمنها منطقة ناغورني قره باغ الاذربيجانية.
منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ، كانت أرمينيا مع روسيا في نهجها وسياستها
وكانت تحت مظلة جميع الكتل التي أنشأتها روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
تلعب جمهورية أذربيجان دورًا مهمًا في تامين الطاقة للغرب بحكم مخرونها من الغاز الطبيعي والنفط وأذربيجان لديها أيضا علاقات جدية مع إسرائيل الطفل المدلل للغرب وامريكا .
في نهاية المقال ،هناك نقطة مهمة للغاية ان روسيا وفرنسا والولايات المتحدة أعضاء في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الدول الثلاثة الموالية والداعمة للأرمن.