ثمة من يجاهر اليوم بعداءه المستميت للمقاومة ، هذا لم يعد مهما فى عصر تلون فيه الكثيرون بكل ألوان الخيانة الممكنة ، ماذا عسانا نرد على ذلك الكاتب الكويتى الذى تمنى أن تخسف اسرائيل الارض بحماس و ينام و يصحى على أطلالها و ماذا عسانا نكتب عن ذاك الكاتب الكويتى أيضا و ربما السعودى اذا خانتنى الذاكرة الذى دفع بأن اسرائيل لم تعد العدو لان ايران حلت مكانها فى صدره المغلول بالكراهية و الحمى ، هناك ممثل لحزب تونسى تجاهر علنا بأنه حان الوقت للزعماء و الشعوب العربية أن تفتح أبواب بلدانها لقطيع الصهاينة القتلة ، منذ اشهر قليلة بذلت السعودية و لئيم الجامعة العربية أحمد أبو الغيط كل الجهود لاقناع من لا يزال على العهد بأن يصوت لصالح قرار سمج و كريه يوصم حزب الله بالارهاب ، فى هذا السياق خرج علينا كل كتاب النظام فى السعودية بكل غث من العبارات المسيئة للذوق العام و للمهنية الصحفية شاهرين سيوف الرذيلة لاعطاء زغم اعلامى قبيح لهكذا قرار ملطخ بالعار ، هؤلاء الخونة أنفسهم هم من صمتوا صمت الخرفان لما صدر قرار الكونغرس الذى وصم السعودية بكونه دولة راعية للارهاب و زاد بأن حملها مسئولية كاملة فى تعويض ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 .
ربما لا يكون مجديا أن ننشغل بالرد على هؤلاء لان أقلامنا و أصواتنا قد أمضت كل هذه السنوات فى اقناعهم بالحجة و المنطق و التاريخ و الجغرافيا و كل ايات القرآن و الوطنية دون جدوى ، هؤلاء العملاء أوصدوا باب الحق و دخلوا من زمان أبواب الباطل و لمثل هؤلاء لا ينفع ترياق أو مضاد حيوى يستعيدون به عروبتهم الضائعة و رجولتهم البائسة و ضمائرهم المباعة فى اسواق النخاسة السياسة الصهيونية العالمية ، ربما هناك من يساءلنا لماذا ارتمى كل هؤلاء فى أحضان الصهيونية بهذا الشكل المريب و لماذا الغى الكثيرون منهم كل ما يبربطهم بعروبتهم و تاريخهم و ماضيهم و حاضرهم و هل قدمت الجهات المقابلة ما يكفى من مال لاغراء هؤلاء القطيع المسموم ، كيف يمكن لدكتور مثل عزمة بشارة أن يتجاهل ما يحدث لابناء شعبه الفلسطينى المعذب المشرح المستعمر و يرتمى فى أحضان نظام قطرى يعلم الجميع أنه أكثر من حليف للمستعمر الصهيونى ،كيف يقفز واحد مثل الصحفى محمد كريشان فى بؤرة الخيانة القطرية و هو سليل تربة ناضلت ضد الاستعمار و قدمت قوافل من الشهداء فى سبيل عزة تونس و وحدة العرب ، لقد هت المتابعون و عماد الدين اديب لا يخجل من تحريض احدهم على استعمال رصاصة لاغتيال الرئيس السورى بشار الاسد فى مقال قبيح بعنوان ” رصاصة مجرد رصاصة ” و هو الذى لم يحرض لا ضد القيادة الاسرائيلية و لا ضد الذين باعوا العراق بثمن التراب و لا هؤلاء الذين ذرفوا دموعهم فى جنازة شمعون بيريز .
لقد جاء فى كتبهم و خطبهم و وعودهم أنهم سيحررون القدس و أن همهم الوحيد فى هذه الدنيا هو تحرير فلسطين و نصرة الاسلام ، لا هم حرروا فلسطين و لا حتى رموا الجمرات فى انتظار فرصة أخرى و لا هم نصروا الاسلام الا بواسطة ” جبهة النصرة ” التى أحدثوها لتقصف أجسام السوريين و تسحلهم و تعتدى على نساءهم و تبيع قطع ابدانهم الى كل الذين يتاجرون بكل شىء فى هذا الزمن الردىء ، هو نفسه محمد مرسى الذى خطب فى قومه ” خيبر ..خيبر يا يهود جيش محمد سيعود ” و هو نفس المنافق الذى حبر لشمعون بيريز تلك الرسالة الشهيرة التى افتتحها بعبارته الشهيرة ” عزيزى شمعون بيريز كم أتطلع …” ، لقد طلع علينا مرشد حركة النهضة التونسية بتعريف غير مسبوق للارهاب و للجماعات الارهابية اذ قال لا فض فوه ” داعش تمثل الاسلام الغاضب ” ، و حتى يعطى معنى مبتكرا آخر للقصاص فقد أخذته الحمية المجنونة بأن نطق عفنا بأنه لا يرى مانعا من الاحتفاء بعودة القتلة التونسيين الارهابيين من سوريا كأن شيئا لم يقع واصفا هؤلاء أنهم ” اللحم النتن الذى لا مكان له الا عند أصحابه ” ، مثل هذه المقولات اللئيمة سمعنا منها الكثير و فى مواقع أخرى بل و ربما بتوصيفات مبتكرة أخرى و لعل الذين يمنعون تنفيذ الاعدام فى جواسيس لبنان أو ارهابييى تونس من باب تنفيذ وصية دكاكين حقوق الانسان المشبوهة لا يخجلون من أنفسهم و يدفعون الاقدار الى أن تضحك عليهم حتى يغمى عليها من فرط الغثيان.
لقد جاءت على لسان القرضاوى و فيصل القاسم دعوات صريحة لقتل الرئيس الاسد لم نسمع مثلها ضد حكام الصهاينة رغم ما فعلوه و ما أجرموه فى حق الانسانية و رأينا كيف لم يخجل الرجلان من مصافحة الصهاينة سرا و علنا ، لقد فعلوا كل شىء ليتخلى بوتين على الاسد و فعلوا كل شىء ليتخلى بعض اللئام و ضعاف النفوس عن نظام الاسد و بلغت بهم الحماقة أن اعلنوا هروب الرئيس مع عائلته و لجوءه الى خافرة بحرية روسية ، منذ أيام تهامسوا و تلامزوا بأن حفاوة الرئيس الاسد بالرئيس بوتين فى مطار حميميم هى الصورة المعبرة عن هزيمة الاسد و قيادة الرئيس الروسى لسوريا و لا أدرى أية كذبة سيقدمون فى الايام القادمة بعد أن هزمت عشائرهم الارهابية و مشروعهم الخبيث و خسروا المال بعد أن خسروا الضمير و الشهامة و الرجولة من زمان ، لم يعد يعنينى ما يقدمه هؤلاء للمتابع العربى من اخبار زائفة و تضليل محموم لان الجميع قد اقتنع اليوم بأن كل كذبهم و ترهاتهم سيرتد عليهم و مهما سرت دماء الكذب فى عروقهم فهم سيحسون يوم بكم الاحتقار و الذل الذى يملأ صدور الشارع العربى فى كل مكان ، فى كل الاحوال ثبت الجيش السورى و ثبتت المقاومة و ثبت العقد المعنوى بين الرئيس بوتين و الرئيس الاسد و خسر المتامرون من كل حدب و صوب و لا عزاء للخونة و العملاء .