بعد مرور عدة شهور عن التفجيرات الارهابية التي ضربت منطقة الكرادة في بغداد ، والتي راح ضحيتها زهاء 400 بين شهيد وجريح وكان اغلبهم من الاطفال والنساء ، والتي تركت في نفوس وقلوب ذويهم جرحا وحزنا عميقا يصعب نسيانها ، ان ارواح الشهداء لاتزال غاضبة وساخطة ، عن الذي جرى بحقهم وعن البطىء في كشف ملابسات الحادث وغير راضية ايضا لعدم الجدية في مسألة الكشف او التحري بشكل دقيق والاسراع عن محاسبة المقصرين و المنفذين ، وتقديمهم للعدالة لينالو جزائهم العادل والمنصف ، حتى يتسنى لعدم تكرار مثل تلك الحادثة الأليمة والشنيعة ، و للحيلولة دون ان تزهق الكثير من ارواح الأبرياء .
لماذا هذا السيناريو الدموي بحق هذا الشعب العراقي ، لماذا لم ينتهى لكل شيء نهاية ، الا ان ينعم العراق بالامن والاستقرار هذا محال و لا نهاية له ، هل اصبح الدم العراقي رخيص لهذه الدرجة ان يصبح ويمسي بدوي انفجارات والمزيد من الشهداء ، هل اصبحنا الكبش الذي يفدى به من اجل تنفيذ اجندات خارجية او تصفية حسابات داخلية ، لماذا هذا القتل و الترويع واستهداف للمدنيين العزل الذين لا حول لهم ولاقوة سوى انهم عراقيون ، والذين ايضا عانوا الأمرين نتيجة الحروب في زمن النظام السابق ، وماخلفه من دمار وهلاك ، ناهيك عن الوضع الامني الحالي و المتردي الذي زاد الطين بلة بدخول داعش واحتلالها لمنطاق واسعة و قتلها للابرياء على طريقة قانون الغاب ، لقد قدم العراقيون الكثير من التضحيات والمزيد من قوافل الشهداء في سبيل استقرار العراق والحفاظ عليه ، ولايزال يقدم في ساحات القتال من اجل عراق آمن موحد و مزدهر وان ينال ماتبقى من الشعب العراقي المزيد من الراحة والطمئنة ، ولكن توجد قوى شريرة تسعى لعرقلة اي جهد او نية لاستقرار العراق . وبالنهاية نقول : لمن هو مسؤول عن تلك الفوضى والمتسبب فيها ان حبل الظالم قصير وسوف يأتي هذا اليوم الذي سيأخذكم الله اخذ عزيز مقتدر وستحشرون مع عدو الانسانية ابليس في عقر جهنم.