23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

ارهابيون وانبطاحيون في خندق واحد ضد الحشد والمقاومة

ارهابيون وانبطاحيون في خندق واحد ضد الحشد والمقاومة

نقصد بالارهابيين هنا دواعش السياسة, الذين يتواجدون بيننا , في داخل اروقة مجلس النواب وفي الكابينة الوزارية, والذين يعملون لإدامة عمر داعش, لكن عملهم ينحصر بالحقل السياسي والاعلامي والحكومي حيث يشتركون مع الدواعش بوحدة الانتماء الطائفي. اما الانبطاحيون فهم من مكون طائفي آخر, لكنهم اتخذوا من الانبطاح تجاه داعش منهج عمل وبالتالي فهم بموقفهم هذا كالإرهابيين يعملون لخدمة داعش.

وبينما فصائل المقاومة والحشد الشعبي تقاتل ببسالة تنظيم داعش الارهابي, وتقدم يومياً العديد من رجالها شهداءاً , اتفق الارهابيون والانبطاحيون من حيث يعلمون او لايعلمون , بتنسيق او بدونه على طعن فصائل المقاومة والحشد الشعبي بسكين الغدر ومن الظهر. فهاهم دواعش السياسة يعملون ليل نهار لتشويه سمعة الحشد الشعبي والمقاومة, لأنهم يدركون جيداً أثرهما العظيم في حسم المعركة التي يخوضها العراق ضد داعش وحلفائه, ولأنهم ربطوا مصيرهم بمصير داعش, ولأنهم هم من احتضنوا داعش, ولأنهم هم من مهدوا الطريق لسقوط الموصل وبقية المدن العراقية بيد داعش, فأنهم يدركون جيداً ان خسارة داعش وهزيمتها على يد المقاومة والحشد الشعبي يعني هزيمتهم وخروجهم من اللعبة السياسية غير مأسوف عليهم تلاحقهم لعنة الشعب ويلاحقهم الخزي والعار الى ابد الابدين, لذلك اجتهدوا ويجتهدون في النيل من المقاومة والحشد.

أما الانبطاحيون والذين أوصلتهم المحاصصة اللعينة الى مواقع قيادية في جسد الدولة العراقية , فهم الاخرون وان كانوا ضد داعش الا ضد الحشد والمقاومة, لأنهم يعون ايضا ان انتصار المقاومة والحشد الشعبي يعني وقوفهم وجهاً لوجه امام الشعب الذي سيحاسبهم عاجلاً أم آجلاً على انبطاحيتهم وتخاذلهم امام عدو الشعب, ولأانهم يعرفون ان المقاومة والحشد الشعبي ستلتفت اليهم بعد الانتهاء من حرب داعش لتقاضيهم على مواقفهم المخزية, مما يعني انهم كالأرهابيين يواجهون ذات المصيرعلى يدي ابناء الشعب, مما سيفقدهم الامتيازات التي يتنعمون بها, لذا وقفو في خندق الارهابيين لمحاربة الحشد من خلال تبنيهم للدعوات المشبوهة لنزع سلاح المقاومة والحشد ولكن بعبارات اخف من عبارات الارهابيين كالدعوة الى (ضبط) سلاح الحشد والمقاومة وما الى ذلك من الدعوات المثيرة للريبة.

المقاومة والحشد اصبحا الرقم الصعب في المعادلة السياسية في العراق, وكما ان المقاومة ممثلة بحزب الله في لبنان, والحوثيون ممثلين بحركة انصارالله في اليمين باتا رقماً صعباً لايمكن تجاوزه محلياً, ويحسب له الف حساب اقليمياً ودولياً, فإن الحشد والمقاومة في العراق سائران على نفس المنوال, ولم يعد بإمكان احد تجاوزهما او تهميشهما. ان بزوغ نجم المقاومة والحشد يعني بالضرورة أفول آخرين, لاسيما العديد من القوى السياسية التقليدية في العراق, التي لم يعد الشعب يكترث لها كثيراً, او يتوقع منها الكثير كما يتوقع من رجال المقاومة والحشد الذي مزجوا بين الاقوال والافعال.

وازاء هذا التطور والتحول الكبير في الواقع السياسي العراقي, صار لزاماً على دواعش السياسة والانبطاحيين المترهلين الاصطفاف في خندق واحد لكسر شوكه الحشد والمقاومة. وسنسمع ونرى في الايام القليلة القادمة عن الكثير من المؤامرات التي تحاك ليلاً ونهارا, سراً وعلانية بغرض تصفية الحشد والمقاومة, وأول تلك المؤامرات هي الدعوات المشبوهة التي بدأت ترتفع بتجريد ونزع سلاح المقاومة والحشد, او التضييق عليهم مالياً والحيلولة دون صرف مستحقاتهما, او العمل اعلامياً على تشويه سمعتهما ونسب الاعمال غير القانونية اليهما, كما حدث مؤخراً في حادثة مقتل السويدان على يد جهة مجهولة.

ولأجل كل ما تقدم علينا العمل على حماية المقاومة والحشد, والتصدي لكل محاولة للإساءة اليهما, وتغطية ظهرهما قانونياً اي بتشريع قانون يؤكد شرعيتهما بعدما أصلت المرجعية المباركة شرعية وجودهما بفتوى الجهاد الكفائي.

ان الحشد والمقاومة هما أمل العراقيين في تغيير الواقع المأساوي الذي يعشه الشعب والوطن, ولا أبوح سراً حينما ازعم وبحسب المعلومات المتوفرة لديَّ أن العد التنازلي قد بدء لقلب الطاولة على رؤوس دواعش السياسة والانبطاحيين والمترهلين والفاسدين, وما علينا الا التأهب لإستقبال التغيير القادم لا محالة, فأنتظروا انا معكم منتظرون.