23 ديسمبر، 2024 5:59 م

ارهابيون “نص ردن”

ارهابيون “نص ردن”

لم تحتل “داعش” الموصل وتكريت “على غفلة” مثلما يتصور البعض. يبدو اننا نسينا “ولاية الفلوجة” القائمة على تخوم بغداد او “شمرة عصا”  حسب وصف البدوي. بالمناسبة كان مجلس الوزراء اتخذ قرارا العام الماضي سمح بموجبه للفلوجة في ان تصبح محافظة… “يا خبر اسود” على “كولة” الاخوة المصريين. فلو كان تم تنفيذ القرار المذكور لاصبحت سدة الفلوجة وماجاورها ضمن املاك “داعش”. فالقرار يتيح لها ضم قرى ونواح و.. بواكي وخيبات جديدة. لكن ما حصل في الموصل انسانا ما كان جرى في الفلوجة.  وماحدث في تكريت انسانا معارك الشيخ حميد الهايس في منطقة الملعب وشارع 60 وجزيرة
 الخالدية في الرمادي تتخللها تصريحاته عن الـ 150 داعشي الذين تطاردهم قوات الصحوات الجديدة في وادي حوران. وما يحدث في تلعفر وراوة وعانة والقائم وسد حديثة سوف ينسينا بعد اسبوع تصريحات السيد وزير الدفاع لقناة “الحرة” والتي جاء فيها ان من الوهم القول ان من دخل الموصل وتكريت وشل حركة اربع فرق عسكرية وشرطة اتحادية ومحلية ببضع ساعات هم بضع مئات.. بل هم كما قال الوزير الانيق” الاف مؤلفة”. وللجغرافية “مو للتاريخ” فان السيد الوزير كان جالسا على يمين السيد القائد العام ايام كانوا يناقشون خيم الاعتصام حين  قال محافظ الانبار ان قادة القاعدة في
 الخيم هم بين (35 او 36 او ربما 40 شخصا).
 نحن اذن حيال خبطة “من جص  ورمل وحديد تسليح”. ففيما كان الشيخ الهايس والسيد المحافظ يتحدثان عن بضع عشرات او مائة ونيف فان الاحاديث والتصريحات تلك لم تكن تتعدى القول اننا صحيح حيال ارهابيين, ولكنهم في افضل احوالهم “نص ردن”. وعلى ذكر الـ “نص الردن” فانني اتذكر ليلة سقوط الموصل بيد اثيل النجيفي كما تقول السيدة  حنان الفتلاوي كنت اتحدث هاتفيا ظهيرة اليوم الثاني مع السيد محافظ صلاح الدين ابو مازن بشأن ما إذا كانت هناك مخاطر على تكريت اثر زلزال  الموصل. ابو مازن قال لي بالحرف ان تكريت امنة تماما ولاخوف عليها و”لاهم يحزنون” وان “بضعة جرذان”
 دخلوا الى الساحل الايسر من قضاء الشرقاط ولن يصبح الصبح الا وقد تم طردهم. حين ادرك شهرزاد الصباح كان الجرذان يتجولون في شوارع تكريت على ظهور سيارات رباعية الدفع. لم يكونوا 35 او 36 او 40 حسب تطمينات محافظ الانبار او 150 حسب تقديرات الشيخ الهايس ولا “بضعة جرذان” كما قال لي ابو مازن بل “الاف مؤلفة” كما قال السيد وزير الدفاع.
اذا كان لي ان اصدق حكاية كون الدواعش هم ارهابيون “نص ردن” طبقا  لتقديرات السادة المسؤولين فان الامر الوحيد الذي فشلوا فيه حتى الان واتوقع انهم سوف يفشلون فيه فشلا ذريعا انهم لم يزحزحوا قادتنا السياسيين عن مرحلة ما قبل مونديال البرازيل. فبرغم خسارة اسبانيا وتعادل كوستاريكا وفوز الارجنتين على ايران فانهم مازالوا يجتمعون كل ثلاثة ايام لا لشئ .. الا لكي يناقشوا “اخر المستجدات”. غريب امرهم وعجيبة قضيتهم .. حتى المصائب والكوارث وفي المقدمة منها احتمال عدم وصول نايجيريا الى دور الثمانية يطلقون عليها ..  اخر المستجدات.