لمعالجة الحال على الرغم من العواصف
مرت سنين عجاف مظلمة عل العراق وشعبه انتشرت فيها المجازر البشرية التي فاقت كل ما يحدث بالعالم من جرائم في هذا الزمن .. يوميا تباد إعداد هائلة من المدنين بلغت ألوف عن طريق التفجيرات المشتركة التي يقوم بها الإرهاب وداعش والعصابات المنظمة التي لها دور أساسي بتهجير أكثر من مليون وثمانمائة إلف مواطن من أبناء هذا الشعب المسالم الأمر الذي فرض عليهم السكن في الخيام وبالعراء يعانون أقصى ظروف الحياة الأليمة ، تركوا كل ما يملكون ، وغيرهم آخرون غادروا ارض الوطن إلى بلاد الغربة بلا عمل ولا مورد منهم العلماء والأطباء والمهندسين والخبراء
وأصحاب المهن العلمية .معظمهم شردوا بالقوة من قبل المليشيات التي أعدتها الدول المعادية للعراق ، ووزعتها على ارض الرافدين لتعبث كما تشاء في حقوق الإنسان تحت خيمة حكومة فاسدة وفاشلة تمعنت وتفننت بتعذيب أبناء شعبنا تحت ظل جهات تحقيقيه وقضائية مسيسة أودعت في سجونها مئات الألوف من الشباب منذ سنين طويلة وبدون محاكمه ،( وأخيرا ذهبت غير مأسوف عليها )
الشعب يبحث عن الاستقرار والأمان بعد أن تعب واكتشف على مدار السنوات المريرة أن الأحزاب والكتل السياسية، سواء المدعومة من دول الجوار السنية والشيعية ، لا تمثل حقيقة المذهب ولا طموح الشعب لدولة ديمقراطية تحافظ على كرامة الإنسان .
بدليل فشل الحكومات السابقة من تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية ، وعدم تلبية ابسط حقوق المواطنين ، بل سعت بشكل مبرمج وحثيث إلى تقسيم المجتمع وفق أجندة طائفية الأمر الذي سهل عمل الإرهاب والميليشيا .
وبنفس الوقت لم تستطع الكيانات والأحزاب والتجمعات التي تدعي تمثيلها للسنية إن تأتي بحل واقعي لتسوية معضلة العراق . لانشغال قادتها في صراعات مستمرة . وتشتت مكوناتها وفقدانها لرأي موحد ، كما هو الحال في الإطراف الأخرى.
أمر طبيعي إن يعاني شعبنا من هذا الانحدار والوضع الشاذ بعد إن فقد العراق نخبه الثقافية والعلمية والاقتصادية والعسكرية من جراء الصراعات الداخلية والتهجير وركنت هذه الكفاءات خارج العملية السياسية ، وخسر شعبنا مشورتهم العلمية وأفكارهم العقلانية.
وتبقى مشكلة المشهد العراقي قائمة لغياب الجهد ألتصالحي الحقيقي الوطني والأخلاقي، ليحل محل التفرقة والتجزئة والقتل على الهوية ، لان الدين الذي يجمعنا طرح جانبا وحل محله المذهب السياسي، الكل يريد الكسب والسلطة وحتى الانتخابات من خلاله لأنه واجهة وستار لتغطية الفساد والعيوب ، وهكذا وصلنا إلى أبشع نقطه وهي التناحر الطائفي والعنصري وعسكرة الشعب للقتال ، مجازر للمدنيين وتهديم وحقد وكراهية في كل مكان بين شعب واحد ، لعن الله من أوصلنا إلى هذا الحال ؟ والله هم أشباه رجال فاسدون لا مكان لهم في عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان
، ارتكبوا جرائم تقع تحت طائلة المسائلة القانونية إمام القضاء والمحاكم الدولية . .
ألان اختلف الحال بعد إن اجتاحت جحافل الموت والجريمة ( داعش ) أراضي واسعة من وطننا ، وبعد إن تشكلت حكومة جديدة تضم الجميع برئاسة الدكتور حيدر ألعبادي الذي تعهد بإصلاح الحال بفهم وطني ، وطرد الغزاة ، أليس من واجبنا الوطني وشرفنا المغتصب إن نتوحد لطرد الغزاة وفكرهم المتخلف ؟، بلدنا في خطر يجب ترك خلافاتنا والاتجاه جميعا لتحرير أرضنا ومقدساتنا من شراذم داعش . أليس من واجبنا الوطني شعبا وحكومة إن نلجم دعاة الحقد والكراهية من حملة الفهم الطائفي وحملة الفهم المتشدد أين كان في هذا الظرف الخطير.
بوادر إصلاح الفساد في الجيش ، واندفاع المتطوعين من الحشد الشعبي ، وأبناء العشائر ، عززت الثقة بين الجيش و الشعب وحصيلتها الانتصارات الأخيرة على قوى الظلام . إذ لا يمكن تحرير أرضنا ودحر الإرهاب إلا بسواعد أبناء العراق ، وخاصة أبناء المدن المغتصبة فهم المعنيون بذلك وهم المتضررون والمشردون من ديارهم . وعل الجميع دعمهم بالتدريب والسلاح تحت إمرة الجيش كما تعهد لهم رئيس الحكومة .
ولا يمكن لأي جهة أجنبية القتال نيابتا عنا لان شعبنا يمتلك الإرادة والقدرة على دحر أي عدوان ، ومن يقول خلاف ذلك فهو واهم ؟
في هذا الظرف الخطير جدا والذي يهدد وجودنا وتاريخنا .. يجب إن نفكر ونعيد حساباتنا
يجب إعادة الثقة بين أبناء الوطن الواحد وتجنب كل ما يثير الآخرين من اتهامات وشكوك وفتن لأنها لا تنفع إي طرف والجميع سوف يخسر بالتأكيد . وإمامنا تجارب كثيرة في منطقتنا والعالم .
وعلى الجميع أيضا ممن تهمهم مصلحة بلدهم السعي لحل المعضلات والمشاكل التي نتجت عن تصرف الحكومة السابقة وإعطاء الحقوق المشروعة لأصحابها دون منة ، إن الكثير من هذه المشاكل يمكن حلها بسهولة ودون تشنج ، ويمكن إزالة الكثير من المعوقات من خلال تشريع القوانين المهمة والمعطلة في مجلس النواب لو توفرت الإرادة المستقلة وأنجزت لكان الحال غير الذي نحن فيه ، (وأهمها تعديل الدستور )، وقانون الأحزاب ، والمحكمة الاتحادية ، وقانون النفط ، وتفعيل قانون الخدمة الإلزامية في الجيش، وأيضا اختيار أعضاء مجلس الخدمة المدنية لتنفيذ إحكام فانون
الخدمة المدنية ، وصلاحيات المحافظات وإلغاء القوانين المتخلفة والمعوقة ، وقوانين أخرى متنازع عليها وهي معروفة وتهم الشعب.
قول مأثور ل ( بابلبليوس) ( قد يتقبل الكثيرون النصح . لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه
نعود لواقعنا الاجتماعي ونقول إن العراق يختلف عن كثير من الدول ولا يمكن لأي قوة في العالم من تجزئته هذا النسيج الوطني لأنه متشابك على نطاق العائلة فلا تخلو عائلة في العراق من تواجد كل المذاهب والقوميات في داخلها ، فنجد إن أحفاد الجد هم من مذهبين وأكثر من قومية وهكذا الخال والعم وغيرهم .. لهذا يجب عل الساعين لإثارة الفتن الطائفية من خلال التحريض والتصريحات الإعلامية في هذا الظرف الخطير إن يرعوا و(يمسحوا بوزهم) لخيبتهم – لان إثارة الفتنة والتفريط بالوطنية هي جريمة يجب إن يحاسب مرتكبها إمام القانون. لنفتح قلوبنا ومشاعرنا
لمستقبل أفضل يضمن وحدة العراق وكرامة الإنسان وحقوقه ومستقبل أجيالنا .. داعين الله إن تسمو إرادة وإدارة السيد ألعبادي الوطنية لانتشال العراق وشعبه من الكارثة التي )حلت به وإعادة كرامته وتاريخه المشرف بمؤازرة الشعب الموحد ضد أعداء الإنسانية. ( ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو )