عفا الله عما سلف، يبدوا ان هذا الأمر اضحى يمزق النسيج الاجتماعي، ويهدد الوطن، والمواطن، ويشظي العراق الى قبائل، وجماعات متناحرة في ما بينها، ويلغي الروح الوطنية، والإنسانية، والأخلاقية..
ان كثير من المفاهيم الإسلامية، والإنسانية، قد استقلت بشكل خاطئ؛ وصارت تمارس على الشعوب بالمفهوم السياسي، الذي نراه اليوم(( كل حزباً بما لديهم فرحون))، وكثير من المفاهيم الإنسانية تقبل التفسير لوجهين، تارةً يقرئها عاقلاً متدبراً للأحداث، وتارةً اخرى يقرئها عديم الضمير، والإنسانية، ويسخرها حسب ما تصبو اليه مصلحته الشخصية..
نحن اليوم في العراق، قد وقعنا في كثير من الإشكالات، منذ سقوط النظام العفلقي الى يومنا هذا، واخذت هذه الأمور من أعمارنا عقداً من الزمن؛ جعلتنا نقبع تحت وطئت المفهوم الذي ذبحنا على النصب، وهو” عفا الله عما سلف”؛ فقد طبق هذا الأمر على شريحة كبيرة من ابناء الشعب العراقي دون اخرى، ارادت المرجعية الدينية في ذلك الحين عام 2003، ان تتخطى الماضي، وتبني عراقاً جديداً خالياً من العنف، والثارات العشائرية مع أولئك الثلة الباغية، وتقلب صفحة جديدة من اجل بناء المؤسسات، وإعادة المنظومة الأمنية، والسياسية بشكل جديد، وتحتوي الجميع بدون
تمييز، او اقصى..
أستغل هذا المفهوم من بعض ساسة الصدفة” وكيكيه الفنادق الأوربية”، وتخطى جميع القوانين الدولية، والأعراف الإنسانية، والأخلاقية؛ وبدء يأخذ طابع كبير في نفوس المجتمع، ويتصدر الحديث في جميع المؤتمرات، والاتفاقات في الأروقة السياسية الداخلية، والخارجية، وهذا ما جعل العراق يلاك بين أنياب المصالح السياسية، والتأثيرات الدولية، والإقليمية على مدى اكثر من عقد؛ وسقطنا في كثير من المطبات الطائفية، والانهيارات الأمنية، واخرها احتلال اربع محافظات عراقية، وتهجير سكانها، وبيع نسائها، وذبح ابنائها، وتفجير مراقدها..
بدئنا نخوض غمار هذا الأمر الذي سئمنا من التحدث به، منذ ارسلت الحكومة العراقية بعد 2006 الإرهابيين السعوديين معززين مكرمين في طائرات مكيفة؛ بعد ان اكملوا جهادهم في العراق.!! وذبحوا، وهجروا الألاف، وجعلوا العراق افواج من الأرامل، والأيتام، والمشردين تحت بيوتات الصفيح، والقصب، واخراج عتاة المجرمين، والقتلى من السجون، والمعتقلات في صفقات تمت خلف الأبواب السياسية، وقصور الخضراء..
عفا الله عما سلف لا نريدها تطرق مسامعنا مره اخرى بعد 2014، ولا نسمح ان تمر علينا مرور الكرام، ولأبد ان نضع الأمور في نصابها، ونحاسب، ونعاقب من تسبب بقتلنا، وتهجيرنا، وذبح ابنائنا في سبايكر وغيرها؛ وخيانة جيشنا، وسبي نسائنا، وهدر اموالنا؛ وفساد مؤسساتنا، واحتلال محافظاتنا؛ فقد طفح الكيل، وسوف يكون ردنا قاسياً” كالذي انتزعت منه بين ليلةً، وضحاها”…