22 نوفمبر، 2024 8:07 م
Search
Close this search box.

ارفعوا رؤوسكم عالياً واهتفوا للعراق

ارفعوا رؤوسكم عالياً واهتفوا للعراق

أديباتنا العزيزات..
أدباءنا الأعزاء..
لا يخفى عليكم ما يمر به الوطن من مرحلة مهمة تتنامى بها الروح المُحبة للعراق، وتتعمق فيها الرؤية الصحيحة لمستقبل الأجيال، من أجل ولادة الحياة الكريمة. وهنا يسجل اتحادكم من خلالكم موقفه ورأيه إزاء كل ما يجري، فمنذ مطلع تشرين الأول وقبله، كان الأدباء ومازالوا أصحاب المبادرة والتحدي والصمود في وجه الظلم والتعسّف، ولن يتراجعوا عن مطالب أبناء الشعب الصابر والمقموع بسوط سلطة غاشمة، أرادت أن تبتلع ثورته بالقتل تارة، والخطف والاعتقال والتهديد والترويع تارة أخرى.
يا حملة الكلمة الحرة والأصيلة، ندعوكم للثبات في سوح الاحتجاج والاعتصام، فإن النصر كل النصر في الثبات، كما نشد عزمكم وأزركم بأن لا انسحاب من الساحات حتى تحقيق المطالب الحقة للمتظاهرين السلميين، وأولها محاسبة القتلة المجرمين، من قنصوا شبابنا الشهداء واعتدوا عليهم شر اعتداء، واختطفوا واعتقلوا وجرحوا وهددوا الأبرياء.
إن الأحزاب المتنفذة اتّفقت على تمرير مرشّح مرفوض من سوح الانتفاضة كلها، كما أن الأحزاب نفسها التي جرّت البلد لهذا الخراب، مازالت تدافع عن المحاصصة وتضغط من أجل حكومة انتقالية ترضي طمعهم وجشعهم، متجاهلين حق الشعب في تقرير مصيره وحكّامه الذين يجب أن يكونوا موظفين عند الشعب وفي خدمته، لذلك لا تتراجعوا عن ضغطكم الرافض لأجندات المتسلطين، واحرسوا نبات الثورة بماء التواصل والتحشيد، ولا ينتابكم الانكسار من شوكة الطغاة، فهم ضعاف أمام كلمة الحق التي تخرج من أفواه المنتفضين الحقيقيين وأفعالهم، الذين استمروا بمسك الأرض قاطعين الفرصة على أدعياء الوطنية الصارخين من خلف جدرانهم ومواقفهم المهادنة تاركين الشباب في مواجهة الموت بعري الصدور.
أيتها الأديبات.. أيها الأدباء..
يا نبض الوطن وهمّته وجلاله..
إن حروفكم توقد الشموس للجماهير، وكلماتكم تضيء العتمة للسائرين، فتوحّدوا لقيادة الوعي، وإن اتحادكم بكم يثور وينتفض، ويرفض ويقارع، وسيستمر في رفض الحكومات التي تخالف مواصفات الثائرين، وليس لاتحادكم سوى أن يكون جزءاً من هذا المجتمع ورائداً فيه، فللأدباء قولتهم التي لا تبارك إلا الصواب، وللأدباء صولتهم التي رفضت أنظمة المحاصصة والتحزّب العنصري والطائفي وكل الطغاة على مر الأزمان، وللأدباء نهضتهم التي لا تسعى لمغانم فالغنيمة كل الغنيمة أن يكون الوطن بخير وسلام.
اتحادكم أكبر من الحكومات الزائلة، وأسمى من الوزارات، ولا ولن يدعم أي مشروع مزيف تجيء به أحزاب الفساد، كما لن يترك لهم فرصة الانفراد في ظلم المواطنين والتغاضي عن مطالبهم، وسيحارب مستمراً لحين الخلاص التام من الطغمة السوداء، ولحين نشوء حقبة جديدة تلبي مطامح شرائح المجتمع.
إنها البداية أيها الأحبة، فقفوا متراصّين لدحض الجبروت القاتل، فبعزيمتكم ينتصر الوطن، ويشرق الأمل.
إرفعوا رؤوسكم عالياً واهتفوا للعراق، واستعدوا لصفحة جديدة بيضاء لكم النصر فيها، فهذا هو موقفكم التاريخي الذي صدح به الشعراء ومنهم الجواهري حين قال:
فالأرضُ تشهدُ أنَّها خُضِبَتْ دماً
منّي، وكان أخو النعيم الخاضبا

ماذا يضرُّ الجوعُ ؟ مجدٌ شامخٌ
أنّي أظَلُّ مع الرعيَّة ساغبا

أنّي أظَلُّ مع الرعيَةِ مُرْهَقاً
أنّي أظَلُّ مع الرعيَّةِ لاغبا

فسلامٌ على الثوّار في كل المحافظات، وهم يقدّمون أرواحهم النبيّة،
وسلامٌ عليكم أيها المدافعون عن الفقراء والمظلومين، وسلام على ثباتكم ورفضكم، وسلام على قوّتكم وشموخكم، والعار للمتزلفين والكاذبين والقتلة وراكبي الموجات والمدّعين والطغاة.
الرحمة للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والحرية للمعتقلين.. والنصر للعراق
الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق

أحدث المقالات