22 نوفمبر، 2024 5:15 م
Search
Close this search box.

ارض المعاد

كان ياما كان ليس في قديم الزمان بل يحدث في كل مكان وفي كل آن ولا يكاد ينفك عن الواقع ولا يفلت منه انسان. الا ما شاء الله في من رحم من عباده. لا وجه للحقيقة تلمح ولا صدق في القول تسمع ولا صالح في الفعل تلمس الكل يدعي الخير منهجه والحق مهيعه. ويريك ان الاهداف ليست هي الغاية . هكذا وبنفس الادوات اخرج ابليس آدم وحواء من جنة عدن, علما انه لم يجبرهم على فعل ولم يرغمهم على قول ولم يكن له سلطان عليهم بل فقط وفقط وضعهم على شفا جرف هار فأنهار بهم. فقد استطاع ان يدخل الشك في قلوبهم من خلال ادعائه النصح لهم والصلاح لحالهم ولم يفته ان يخلط ذلك بأمانيهم. نعم الاماني تلك الشراك الرهيبة التي اطاحة بالإمبراطوريات وأساطير الرجال وكل من لا يعرف حجمه وقدرته وكل من لا يعرف الهروب الى الله من تلك الشراك البغيضة. ان الزخرف وتزين القول والقسم والعهود والضجيج والتهريج وتفسير والتأويل كل ذلك لا يصيب كبد الحقيقة. فكما قال اشرف خلق الله محمد ابن عبد الله (ص)(النجاة في الصدق) فلهلاك بالكذب فكيف يأمن الكذاب .ومن القصص امثال اوضح للبيان
ففي قصه على لسان الحيوانات شم ذئب ضاوا رائحة اللحم من احد المنازل فهوى لها قلبه وحلمت بها نفسه فاشرئب لها عنقه وسعت اليها اقدامه ومكث غير بعيد متمنيا لو انه كان ذلك الكلب الذي القيت له قطعة اللحم تلك .وهم بالهجوم على الكلب او مشاغلته لكنه عرف من شكل الكلب انه قويا بما يكفي قادرا على ان يهزمه فقرر ان يمشي اليه مستطلعا مستمكن. فسمع صوت الحارس فتريث قليلا حتى ذهب الحارس فأكمل سيره نحو الكلب ولحمته. لكنه وصل متأخرا فقد اتم الكلب طعامه فظل متحيرا أيعود ضاويا ام يلعق القصاع وهذا لا يليق بمن ادخل الرعب في قلوب الحرس وكلابهم واجبرهم على السهر والقهر وكلفهم الكثير لكن يا صديقي الحسد جعل اللحمة اغلى من التأريخ . كان الكلب يفهم شعور الذئب فقد مر بذلك من قبل فتغاضا عنه . وذهب الكلب يتفقد البيت تاركا الذئب يتصرف على سجيته في المكان فتنفس الذئب الصعداء وتقلب على فراش الكلب الوفير وتمطى في بيته الواسع الامين ونتبه واثبا الى القصاع يلعقها. ثم ما لبث الكلب حتى عاد بعد ان اتم واجبه وهو يمشي متبخترا ولم يثير انتباهه القش الذي يعلو فراء الذئب ولا بقايا الطعام الذي علا شنبه مستدرجا له بذلك. وعرض الكلب على ابن عمه جوله في اروقة القصر وحدائقه. فوافق على ذلك من باب الفضول والاستطلاع وقضيا يوم ممتعا. و ودع الكلب ابن عمه راجيا منه ان يعاود الزيارة متى ما احب . وعاد الذئب من حيث اتى. وتكرر ذلك .وفي خلج الذئب اسئلة كثر عن حال الكلب. ففي رقبته أثر غريب وعلى بوزه حزوز وفي صيوان اذنه خرما ولم يتحدث يوما عن الاناث . فقرر الذهاب اليه على غير موعد فلم يجده في بيته واخذ يشم الارض بحثا عنه فوجده في فناء البيت الخلفي حبيسا مكمم مقيدا بسلسلة مبتور الاذن فاقدا حد الاعياء ينهكه الجوع والعطش يموء كالقطط فأسرع ابن عمه بالماء يسقيه فنتبه وفتح عينه فنظر الذئب في عين ابن عمه فولى هاربا .ومرة ايام وليالي افتقد الكلب ابن عمه فذهب يبحث عنه فوجد الكلب الذئب يطارد احد الصيصان وقد انهكه التعب فوثب مستفهما امامه لو زرتني لكفيتك العناء فقال الذئب عنائي اخف علي من قيدك فأنا اسعى لأهلي وانت تسعى لغيرك………..

تمكن الاستكبار العالمي ومن دار في فلكه بكل قواه على ان يفرغ او يعزل الساحة الإسلامية والعربية عن الرموز والزعماء والمفكرين من خلال الترهيب والترغيب وضجيج الاعلام واستغلال ابناء جلدتهم في الاغراء والاقصاء ليصل الى اراضهم وهي يباب خاويه تأن كل مفاصلها فلم يكن الصراع وليد الساعة و بالقليل من التدبر نعلم ان الاخر لا يترك شاردة ولا وارده الا جعلها في منظومة حساباته وخطط لها لأنه يسير الى غاية هو قاصدها وقد اجتمعت له الاسباب. الا ان الاحزاب والجماعات كانت تسير على غير هدا ولا تملك اي مجموعه منهم مفكرا او منظر قادر على رسم خارطة طريق للخروج من هذه المتاهة و أتونها بل اقل من ذلك فأنهم غير قادرين على انشاء نظام يحافظ على مصالحهم وللآن لم يتعاملوا كتجار القبائل على اقل حال لتأمين الطرق للحفاظ على أعمالهم وتجارتهم فمن هم وماذا يفعلون اغلب الظن تتقاذفهم امواج الاحداث ودوامتها. فلم يبني اي منهم محور ذو بعد معنوي او فكري بل من مكنته الظروف ذهب الى استيراد الافكار الهجينة والمشاريع المستهلكة وأما من نحته الاحداث فأخذ يشتر الافكار والرموز المحلية. وكلاهما اعتمد المحاور الجاهزة في افراغ محتوى المجتمع وتمزيق الخطاب الموحد تعزيزا لموقعه. ومن يتأمل في القول الشهير (من قال لا اعلم فقد احرز نص العلم) لكفونا ما يجهلون وقدموا لأنفسهم خير ما يعلمون فأن الجاهل يفعل بنفسه ما لا يقدر على فعله العدو ولو تعاملوا بغرائزهم لميزوا اعدائهم . لكن الامنيات كانت شراكا كبلتنا جميعا وصرنا كصيد العنكبوت كلما تحرك ساء حاله وان سكن مات في مكانه. وما زال الذنب يأكل الرأس وتندثر تضحيات المجاهدين والصابرين من ابناء هذا الوطن نتيجة الاستقطاب الذي يعمل عليه الاستكبار ليفصل بين قمة الهرم وقاعدته. حيث بدء الجميع يحاول الانسلاخ من هويته ليجمع اكبر عددا ممكن من الاتباع ويسلك كل ممكن وغير ممكن شرعيا او غير شرعي فقد تشابهوا في كل شيء عدى الالوان ومن كان مواكبا لفترة عزل شمال العراق قبل الاحتلال يستطيع ان يفهم ذلك ورغم ان الشمال كان يدار من طرفا واحد خفي لكن كان يختلف في الالوان وحتى وصل الحال الى كتاب الله العزيز فلا يمكن لفه بقماش اخضر كما هو معرف لئن هذا مرفوض ممن كان لونهم اصفر.

أحدث المقالات