23 ديسمبر، 2024 10:33 ص

ارشد الصالحي واقامة الدولة التركمانية من وجهة نظري‎

ارشد الصالحي واقامة الدولة التركمانية من وجهة نظري‎

بعد التصريح الذي ادلى به السيد أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية الأخيرة حول المطالبة بتأسيس دولة تركمانية مستقلة في حالة تقسيم العراق ولا سامح الله , اتصل بي اثنان من الكتاب العراقيين العرب واللذان اكن لهما كل المودة والاحترام لمواقفهم المشهودة ازاء العراق عامة ومناصرتهم لشعبنا التركماني خاصة ,, يعاتبونني او لنقل يستفسرون عن مخزى التصريح وخاصة ان الا نطباع الماخوذ عنا باننا  لم نكن يوما من دعاة التقسيم.

فرحبت بهم وشرحت لهم موقفنا وتصريح السيد ارشد كالاتي..

انني  شبهت العراق لهم بمسكن كبير يتالف من عدة غرف وباحة في الوسط يعيش فيه عدد من الاخوان مع عوائلهم وكل اخ يمتلك السلاح والمال لاعالة اهليهم والدفاع عنهم الا اخ لهم   مسالم فقير واعزل, وفي احد الايام هجم على مسكنهم اعداد كبيرة من الذئاب البشرية المفترسة والمتعطشة للدماء ,  وبما ان الكل يملكون القوة والسلاح استطاعوا الدفاع عن انفسهم وعوائلهم فاستطاعوا المقاومة ولاذوا بالفرار تاركين اخوهم الاعزل ليصارع الذئاب البشرية وليذوذ عن عائلته وحده , وبعد صراع مرير مع الذئاب وخسارة عدد من  فلذات كبده  قرر ان يلجا الى الجيران او يتخذ له مسكنا امنا ولكن هذه المرة العيش مستقلا عن اخوانه الذين تركوه وحيدا , وان الاخ الاعزل المتروك للانقراض هو نحن التركمان.

 

وعليه فكل شخص او جهة ينظرإلى مطالبة السيد أرشد الصالحي بعينه  الخاص , فمنهم من يرى فيه نوع من المبالغة والخيال ومنهم من يرى إنه تناقض في الرؤى والإستيراتيجية التركمانية بحجة أن التركمان كانوا من أوائل المدافعين عن وحدة العراق أرضاً وشعباً , وماذا تغير أو حدث لتتغير إستيراتيجية التركمان بـ 180 درجة ؟ ومنهم من يرى بمشروعية الطلب على غرار حقوق الأكراد بتأسيس دولتهم والشيعة في الجنوب والسنة في الوسط .

أما عن نظرتي الشخصية وتحليلي المتواضع فإنني أرى بأن مطالبة الصالحي بتأسيس دولة تركمانية وفي هذا التوقيت بالتحديد أراد أن يوصل رسالة إلى المجتمع العراقي والدولي على حدٍ سواء وبأن السيل قد وصل الزبى وبقى التركمان وحيدون بعدما تركهم اخوانهم يصارعون الموت والذئاب المفترسة وبعدما جربنا جميع الوسائل السلمية والدبلوماسية لإعادة حقوقنا المهضومة وبعدما أحسسنا بأن مصيرنا ووجودنا مهدد ولا محال آخذين بنظر الإعتبار الإغتيالات المستمرة لكوادر التركمان مع الشروع بتنفيذ خطة الأرض المحروقة في بعض مدن تركمان إيلي وخطة التهجير من خلال جميع وسائل الوعيد والترهيب .

وعليه فانني ارى  بان على جميع الأحزاب والتشكيلات ومنظمات المجتمع المدني التركمانية مناصرة ومساندة طلب أو فكرة السيد أرشد الصالحي ليس لإقامة دولتنا التركمانية أو لاننا أصبحنا من دعاة التقسيم بل من أجل أن نتعلم كيفية وتوقيت الصراخ في وجه من تتلمذ على إسلوب تهميشنا وهضم حقوقنا القومية المشروعة للعيش في عراق موحد أرضا ً وشعباً وبعكسه فإن خطة صهرنا في مجتمعات أخرى وزوالنا قادم لا محال