23 ديسمبر، 2024 4:30 م

اردوغان ونظامه الثيوقراطي في المصيدة السورية

اردوغان ونظامه الثيوقراطي في المصيدة السورية

تحاول تركيا اردوغان في هذه الايام جر دول الاتحاد الاوربي للاصطفاف معها في مواجهة روسيا والنظام السوري، بأستخدام اللاجئين السورية في اراضيها كورقة ضغط على دول الاتحاد الاوربي، وقد وصفها عضو في البرلمان الالماني بأنها صرخة استجداء، ويجب ان تفهم على هذا الاساس وليس على اي اساس اخر. ان استثمار معاناة الناس الذين فقدوا بيوتهم وملاذهم الامن ولاذوا بالفرار من اتون الحرب المستعرة اوارها في الوقت الحاضر والآن وفي هذه اللحظة ونحن نكتب هذه السطور المتواضعة، في شمال غرب، بلدهم لهو ابشع استغلال لهذه المعاناة. المؤسف هنا وفي جميع الحروب سواء المشروعة منها او غير المشروعة؛ حطبها الناس، من يشترك او اشترك فيها او من لم يشترك فيها، مع هذا يقع علي الجميع أو على الصنفين من الناس، وزرها ولو بدرجات متباينة ومختلفة في الايذاء والوطأة.جميع الحروب بإستثناء المقاومة ضد المحتل، هي حروب غير مشروعة، وهنا وفي هذا التوصيف، يكون الجيش السوري، جيش يقاوم الاحتلال التركي الذي يقع توغل قواتها في الاراضي السورية في خانة من يشعل الحرب بسبب مصالحه اللامشروعة وايضا المصالح الدولية في تسوية الاوضاع على الارض في سوريا، كي تجعل منها وعلى الرغم من إرادة شعبها، وسادة لمصالحها في اي تسوية سياسية قادمة، بصرف النظر عن مايلحق بالناس من الضرر البالغ والذي يطال وجودهم وحياتهم كبشر.اردوغان الذي وضع نفسه وحتى حزبه في المصيدة، ظنا منه من انه سوف بهذا الفعل واعني به؛ لوي إرادة الاتحاد الروسي وهي الدولة العظمى والنظام السوري على النزول الى سقف ما يريد من مطالب غير مشروعة، ليفجأ بالرفض من الروس. تركيا اردوغان التى تحتل الارض السورية، ليكون لها صوت في التسوية السياسية للاوضاع في سوريا من خلال دعم الارهاب فيها. اردوغان يقول وهو يصف وجود قواتها كقوات احتلال للارض السورية، بانهم موجودون هناك بطلب من الشعب السوري، وهذه مفارقة مضحكة ومبكية في وقت واحد؛ الشعب السوري وكما يقول هو واعلامه والمسؤولون الاتراك،تحول قسم كبير منهم الى لاجئين، يبحثون عن مأوى لهم ولعوائلهم، يتلاعب بهم وبمصيرهم اردوغان في استخدامهم كوسيلة ضغط على دول الاتحاد الاوربي، وضعهم هذا يتناقض كليا مع فريته تلك التى اسلفنا القول عنها، قبل سطور، ومع اصل الدمار ومسبباته والتى كان لتركيا اردوغان الدور الاهم في هذا الدمار لسوريا الوطن والشعب وليس النظام السوري بحد ذاته. الجيش السوري يتقدم بدعم من الحليف (الروسي؟!..) في تحرير محافظة ادلب او القسم الاكبر منها وبالذات الطريق الاستراتيجي، حلب-دمشق الذي تم تحريره من الارهاب قبل فترة، وحلب- اللاذقية من مجاميع الارهاب المدعوم من تركيا اردوغان. التقدم السوري في مكافحة الارهاب او القضاء على الارهاب لايمكن ان يتوقف قبل بلوغ كامل الاهداف المتفق على تنفيذها بين الاتحاد الروسي والنظام السوري وهذا ما يبدوا لنا من سياق الاحداث، كمتابعين، ومهما كان حجم الضغط الامريكي والاوربي على الاتحاد الروسي تحديدا، دبلوماسيا وسياسيا وايضا دعما عسكريا غير مباشر لتركيا والتى في افعالها هذه تتخادم مع مرامي واهداف الامريكيين والاسرائيليين وحتى الاوربيين. بدأ الجيش التركي ومجاميع الارهاب في ليلة السبت على الاحد، بمهاجمة الجيش السوري في البر وبالطائرات المقاتلة والمسيرة، لدفع الجيش السوري عن المناطق في شمال غرب سوريا، التى تم مؤخرا تحريرها من براثن الارهاب الذي يحاول استعادتها مع الجيش التركي في هذا الهجوم والذي، سوف لامحال يكون مصيره، الفشل، لتسقط من يد اردوغان اخر ورقة يلعب بها. اردوغان يصف هذا الهجوم من انه للدفاع عن النفس في مغالطة وقحة جدا، وكأن الجيش السوري كان قد احتل في وقت سابق اراضي تركية. مصادر صحيفة،افادت بان القوات الروسية تقصف من الجو والبحر. هذا التطور يتناقض مع الاخبار التى تفيد بان الروس والاتراك، قريبا سوف يتفقون على وقف النار في شمال غرب سوريا. في نهاية المطاف سوف يضطر اردوغان مجبرا على القبول بمخرجات اتفاقية اضنة، وقد بينا في مقال سابق عند بدء تقدم الجيش العربي السوري؛ بأن تركيا سوف ترضخ في النهاية على القبول بما جاء او اتفق عليه في سنوات سابقة، في اتفاقية اضنة أو على ابعد احتمال؛ ان يفرض عليها، الانسحاب او سحب نقاط مراقبتها الى شريط من الارض بالقرب من الحدود السورية التركية، ونؤكد الان بأن تركيا سوف تنزل من سقفها العالي او المتعالي الى الارض حيث يجب عليها ان تكون. مما يؤكد اصرار الروس على المضي في توفير الدعم القوي على الارض وفي السماء للجيش السوري؛وصول فرقطتان روسيتان الى السواحل السورية، تحملان صواريخ موجهة وعالية الدقة، صواريخ كليبروغيرها وفي هذا التوقيت بالذات الذي يظهر فيه جليا، التصميم الروسي على دعم سوريا في معركتها الحالية. لقد فشلت جميع محاولات تركيا في ثني الاتحاد الروسي او ايقاف دعمه الى الجيش السوري. اردوغان طالب روسيا بترك الصراع والوقوف على الحياد في المعركة الدائرة الان، بين الجيش التركي ومجاميع الارهاب من جهة وبين الجيش العربي السوري من الجهة الثانية، وهو طلب اقل ما يقال عنه؛ ينم عن الغطرسة والابتعاد على الواقع ومقتضياته وضروراته والاهم هو عدم فهم طبيعة العلاقة بين سوريا والاتحاد الروسي، وهذه بحد ذاتها، كارثة لرئيس دولة اقليمية كبيرة كتركيا. ان هذه الحرب ونقصد الحرب الاخيرة والمستعرة الان في شمال غرب سوريا؛ من المحتل ان يكون لنتائجها تاثير جدي وحاسم على مستقبل النظام الثيو قراطي في تركيا بزعامة اردوغان..