23 ديسمبر، 2024 4:48 م

ارتفاع المهور، يزيد من ظاهرة العنوسة‎

ارتفاع المهور، يزيد من ظاهرة العنوسة‎

((إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوه)) حديث شريف للنبي الاكرم(ص واله) متفق عليه، وهو دلالة على ان الميزان الرئيسي للزواج هو الدين والخلق، فهما المعيار الاساسي للشخص والذي يمكن من خلاله معرفة شخصية الانسان وسلوكه، والبت بمعاشرته، لان صاحب الدين والخلق يكون طيب المعاشرة والسريرة، ومصداق ذلك حينما جاء رجل للإمام الحسن “ع” فقال ” قد خطب ابنتي جماعة فمن أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: مِمَّنْ يَتَّقِي اللَّهَ ، فَإِنْ أَحَبَّهَا أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها”. 
هذا ما نادى به الرسول الاكرم(ص واله) وأهل بيته الكرام، ليجعلوها سيرة ينتهج بها التابعين، للقضاء على حالة الفوارق الطبقية، بين الناس في المجتمع، فالجاه والحسب والنسب، والمال، كلها دنيوية زائله، كما انها لا تخلق السعادة الروحية، ولا تصنع الحياة الزوجية المليئة بالاستقرار والاطمئنان، ما لم يكن الزوج صالحا، خائفا من دينه، ملتزما بخلق نبيل، يحمل تواضعا يمكنه من ان يكون هشا بشا في علاقته مع زوجته واسرته،فالاختيار للزوج اما يكون سعادة دائمة، او معيشة ضنكا مليئة بالويلات، وهذا يعود كله الى طريقة الاختيار الاولى.
حين تجلس صباحا كعادتك اليومية، لتتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لترى ما هو جديد في يومك، وتكون شاكرا للباري على نعمة العيش ليوم جديد، فأن تصفحك هذا لا يخلوا من الحزن والالم، لخبر يقطع فؤادك، وغالبا ما يقف وراء هذه الاخبار هي دناءة الانسان وخسة نفسه، وضحالة تفكيره.
البصرة تسجل اعلى نسبة مهر للزواج! “مئتان مليون دينار عراقي مقدم! ومئة مليون دينار مؤخر! حالة يندى لها جبين الانسانية، وبعيدة كل البعد عن الدين المحمدي الاصيل، ولكن ما يدعوا للاستغراب! هو ان يحدث هذا الامر في دولة اسلامية، ودستورها يقول “ان دين الدولة الرسمي الاسلام”، فأين انتم من الاسلام؟ ولم لم يوضع قانون لوقف هذه الاشياء، والاثقال على كاهل الفقير؟.
غلاء المهور سبب، وسيسبب مشاكل في ارتفاع ظاهرة العنوسة، وعزوف الشباب عن الزواج،  فاليوم المجتمع تنصل عن اعرافه وتقاليده، وراح همه الوحيد يكمن في كيفية التباهي بغلاء المهور الزوجية، فالمتقدم للزواج اليوم لا يُسأل عن دينه! بل عن وظيفته! وما يتقاضاه من مرتب شهري! سواء كان هذا الشخص سيء السمعة ام لا، فالأموال هي الفيصل في اختيار الزوج! وبسبب البطالة من اصحاب الشهادات في البلد اليوم، نرى ان الكثير من حملة الشهادات عزفوا عن الزواج، بسبب ضياع فرص التعيين، وغلاء المهور!.
العجب العجاب ان البعض ممن يدعي النسب الى رسول الل..(ص واله) هم من يسنون هذه البدع في المجتمع، لا بل راحوا يتباهون بها، ويشمرون عن سواعدهم في حديث يملأهُ الباطل، والشواهد على ذلك كثيرة،وهنا نتسائل، هل سيبقى المجتمع والدولة تثقل كاهل الفقير حتى تغيبه، وتقصيه وتعدمه من هذه الحياة؟