23 ديسمبر، 2024 1:33 ص

ارادة شعبية قالت لا للاحزاب المحاصصاتية

ارادة شعبية قالت لا للاحزاب المحاصصاتية

الكل يتفق على شراسة وهمجية الممارسات التي تعرض لها شعبنا منذ الاحتلال والى الان حيث الفوضى والقتل والتهجير وغياب القانون وانتهاك الحقوق والحرمان من ابسط الخدمات وغير ذلك من السياسات التي تجرع مرها المواطن .. لذا فرغم كل ما قيل ويقال عن هذا الشعب المضحي الصابر فان التمحيص والتدقيق في طبيعة ما تعرضنا له من حملات تضليل تجعل ،كما يفترض ، الكل يقف منبهرا عن مدى صبره وتلك القدرة الخلاقة والاسطورية لابناء العراق وهم يقاومون الطائفية ويرفضون كل فتن ودعوات التفرقة والتمزق التي اجتهدت الاحزاب الطائفية لزرعها في مجتمعنا .. غير ان الاحداث اثبتت فشل هذه الاحزاب واكدت تمسك شعبنا بقيمه الوطنية التي ضحى من اجلها.. وقد تكون النداءات والصرخات والاصوات العفوية التي انطلقت من تظاهرات اهلنا في البصرة وذي قار والمثنى والنجف وكربلاء والديوانية وبابل وبغداد وهي تطالب علنا بانهاء دور هذه الاحزاب والشخصيات المحاصصاتية، دليل اخر على فشل مخططات اعدائه في تغييب القيم الوطنية والقومية ومحاولة انهاء تأثيره وهو ما يثير حفيظة هؤلاء الاعداء ما يدعوهم الى توجيه عناصرهم المجرمة الى ممارسة اقسى انواع البطش والتنكيل بالمتظاهرين .. لم تكن هذه هي المرة الاولى التي يطالب شعبنا فيها بالتغيير الجذري للعملية السياسية الميتة سريريا ورفض المحاصصة وشخوصها لكنها هذه المرة تتميز عن غيرها كون ان نسبة عالية من المتظاهرين هم من فئة الشباب باعمار بين 15 – 25 عاما وهنا تكمن الخطورة فهذه الفئات العمرية لم تتح لها اعمارها معايشة مراحل نضال الاحزاب الوطنية والقومية كما ان المراحل التي رافقتهم منذ الاحتلال في نيسان 2003 الى الان مليئة بسموم ثقافات مشبوهة تسعى لابعاد هذه الاجيال عن تاريخ وطني كبير للعراقيين فمن اين جاء هذا التمسك بالوطنية ؟ وكيف تسنى لهم ان يعرفوا انها الوسيلة الكفيلة لانقاذ العراق مما هو فيه من ازمات ومحن ؟! ولماذا فشلت مخططات تيارات سياسية هيمنت على السلطات كلها نشر ثقافات غريبة تسلب من المواطن اعز ما يملك وهو حب الوطن ؟!
اسئلة مثل هذه باتت تقض مضاجع العملاء واتباعهم بل ان الكثير منهم يتجاهل كل الحقائق ويحاول ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية وهو يرى الشباب المتظاهرين في بغداد وعلنا يصرخون ويهتفون ( عراقية وطنيه ولا لا للطائفية ) .. شعارات وهتافات كبيرة ترفع وتقال بعفوية متناهية ، تؤكد ان الطائفية سياسية وان مصير من حمل رايتها الى زوال لا محال .
ان مثل هذه المواقف العفوية من المواطنين التي بدأت تتصاعد يوما بعد اخر وعلى بساطتها تحمل دلالات كبيرة من بينها سقوط اقنعة الاحزاب الطائفية بجميع ولاءاتها ورفض الجماهير لاكاذيبهم وافتراءاتهم ودعواتهم المضضلة والمخادعة لتمزيق وحدة الشعب ، وان الارادة الشعبية كفيلة بانهاء الاحزاب المحاصصاتية .. التظاهرات وارتفاع الوعي للمتظاهرين تؤكد الايمان المتأ صل في النفوس بالقيم الاصيلة خاصة وسط الشباب الذي صار يهتف باعلى صوته رافضا الاحزاب الاسلاموية جميعها التي عليها ان تدرك ان حبل كذبها انقطع وما عليها غير الرحيل فبعد ذلك لاينفعها ندم فقد قال الشعب كلمته .