26 نوفمبر، 2024 2:47 ص
Search
Close this search box.

ارادة الممانعة والرضوخ للواقع المفروض

ارادة الممانعة والرضوخ للواقع المفروض

ان تحليل واقعي للتحديات الكبيرة التي واجهتها الحكومات المتعاقبة كبيرة ومتعددة الا ان  تردي الوضع الامني  في مقدمتها خلال السنوات الماضية ، واستهلت الحكومة الجديدة  بعواصف كارثية من عمليات ارهابية نوعية ازهقت ارواح العراقيين  بمختلف الاساليب والوسائل ، حتى لانكرر ولا ندور في دوامة الاحتمالات والتوقعات والامنيات مع  معرفة تامة للجميع بادوات تلك العمليات الارهابية ومن يقف خلفها واهدافها ، وبعدما توضحت الصورة بادق تفاصيلها بعد الاحداث الاخيرة في السادس من حزيران  من تسهيل ومساندة ودعم  الهجمة الارهابية واحتلال الاراضي السائعة من ارض الوطن ، قد عكس بما لايقبل الجدل ان القبول والقناعة بالوضع السياسي من قبل الكتل السياسية المتصدية للعملية السياسية لم يكن  في حقيقته الا وهما وضحك على اذقان الشعب العراقي المظلوم ، و يمكن ان نصفهم بـ(الاخوة الاعداء) اذا كان بينهم اصلا صلة اخوة بالوطن ،   ان الاحداث  كشفت عن اختراق خطير لنسيج مكونات الشعب العراقي على اوسع مدياته متزامنا مع خطاب عدائي متزايد للاطراف السياسية واستفحال صراعها وصولا بـ(كسر عظم)  فيما بينها  ، مما اثبت الحقيقة الناصعة بان تلك الاطراف لم يكن همها الا المصالح الكتلوية الفئوية الضيقة، وحقيقة خطابهم السابق في الايام الخوالي لم يكن الا للاستهلاك الاعلامي الدبلوماسي على غرض المجاملة وتبيض الوجه ، بعدما سقطت الاقنعة عندما حدثت فاحعة الاجتياح الارهابي الدولي ، اعلن كل طرف ما يضمره للاخر واختفت من خطابهم عبارات التزويق والتجميل وتبدلت الى التهديد والوعيد  بتقسيم العراق وتحويله الى اشلاء متناثرة و(اذا لم تستحي افعل ماشئت )، انكشفت حساباتهم حيث لم يكن في مفرداتها وزنا للاليات المجسدة للارادة الشعبية المتمثلة بنتائج الانتخابات خلال الدورارات السابقة لكونها لم تخدم مصالحهم ، لذلك تفننوا بمحاولة خلق الاجواء الملائمة للقفزعليها وابرام الاتفاقيات خارج اطرها واستحقاقاتها ، وهذا ما حدث فعلا بعد الانتخابات الاخيرة ارضاءا للاطراف التي تحاول اختزالها وفرض اجندتها بمعاونة وتعضيد الجهات الخارجية ، ولم يكن ان يتخقق ذلك الا تزامنا  في خلق ازمة خطيرة بحجم الهجمة الارهابية المنظمة والمدبرة بتخطيط دقيق وتمويل دولي كبير وبادوات فاعلة بامكانات ضخمة في فرض قوتها ووجودها على الارض وارغام الاخرين القبول بالتغيرات على ارض الواقع لتتمكن الجهات الداعمة والمخططة والممولة من فرض اجندتها المرسومة بتقسيم العراق ، وبدون تحقيق ذلك الهدف المشؤوم ، يبقى الوضع تحت مطرقة الارهاب المنظم واستمرار مسلسل القتل الممنهج ولاينفع في علاجه والتعامل معه سياسيا بوجود الحواضن الساندة  داخليا وخارجيا ، ويبفى العراق في حلبة الصراع بين ارادة الممانعة  او الرضوخ للواقع المفروض .

أحدث المقالات