23 ديسمبر، 2024 3:45 ص

ارادة الشعب لن تقهر

ارادة الشعب لن تقهر

شكرا لشباب العراق البواسل الذين اعادوا الثقة والامل بمستقبل واعد لعراقنا الحبيب معمدينه بدمائهم النقية وشكرا لهم والف شكرا على تصميمهم وارادتهم البطولية والانتفاضة مستمرة لأسابيع متواصلة
ما أروع الجواهري الخالد حين قال وكانه يستشرف افاق الانتفاضة التشرينية الباسلة حين قال
سينهض من صميم اليأس جيل … شديد البأس جبار عنيد
وجاء البيت التالي في قصيدة رائعة اخرى تبشر الغاشمين بنهايته الحتمية
انا حتفهم الج البيوت عليهم …. اغري الوليد بشتمهم والحاجبا
نشهد كل يوم وقلوبنا مع انتفاضة شبابنا صورا بطولية من ساحة التحرير ومن ساحات الاعتصام من المحافظات رغم تجاهل الاعلام العربي والعالمي لما يجري في ساحات التظاهر وضعف الموقف الدولي في اسناد الهبة الجماهيرية التي قل ان يوجد لها مثيلا في الثورات العربية او العالمية وفي الوقت الذي تغطي اخبار احتجاجات هونك كونك مثلا نشرات الاخبار رغم انه لم يسقط فيها قتيل واحد ولكن لايوجد تقريبا اي ذكر للمجازر التي لا زالت ترتكب في العراق والتي كان على الحكومة ان كانت تشعر بالمسئولية ان تستقيل منذ الاول من تشرين الاول اما ممثلة الامم المتحدة في العراق فقد جاء موقفها مخيبا للامال ومحاولة لتهدئة الوضع حتى بعد لقائها الاخير بالسيد علي السيستاني الذي تتزايد المطالبات له بصرورة اصداره فتوى تحرم قتل المتظاهرين المطالبين بحقوقهم العادلة.
لقد جاءت انتفاضة تشرين عقب سلسلة متواصلة من الاحتجاجات والمظاهرات السلمية منذ مظاهرات 2011 والتي كانت تقابل بالتسويف والمماطلة ولكن القمع الوحشي والاستخدام المفرط للقوة الذي واجهت الانتفاضة الحالية كانت اكثر دموية وقد يكون احد اسباب ذلك شعور عصابات الحكم بقرب نهايتها الحتمية والا كيف يمكن تبرير هذا القتل الاجرامي وبدم بارد للمئات من الشهداء ولبخرج الناطق العار باسم رئيس الوزراء بسيل من الاكاذيب التي اصبحت موضع سخرية واستهزاء اضافة للمدعي الذي يعتير “مستفبل العراق اهم من دم العراقيين” الا خسأت ايها الكاذب لان قطرة دم واحدة تشرفكم جميعا با سياسي الصدفة
ان النفاق السياسي الذي يميز الطغمة الحاكمة انعكس في تظاهرها بتأييد المظاهرات الجماهيرية السلمية التي عمت تسعة محافظات عراقية كما ادعت بان المظاهرات التي ووجهت بالتسويف والمماطلة كانت السبب الذي اجبرها على مراجعة سياساتها ؟!
نقرأ في بيان المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في 10-11-2019 بعد اجتماع الرؤساء الاربعة بالنص
” ويؤكد الاجتماع تقديره واحترامه لعزيمة الشباب الذين كان معظمهم في أوج تطلّعهم للحياة واعتزازه بما حققوه من حراك هزّ البلد من أقصاه إلى أقصاه وقدم الصورة العظيمة لهذا الشعب الغيور” وفي فقرة اخرى نقرأ
” لقد نجح المتظاهرون السلميون الأحرار في الحفاظ على سلمية حراكهم. كانت إرادتهم الوطنية أكبر من نوايا الخبثاء ممن سعوا إلى تشويه الطابع السلمي للحراك الاحتجاجي الوطني ” وختم بيانه بالقول
” لتتعزز انتصارات العراقيين؛ من ميادين الحرب ضد الإرهاب، ومن ساحات الاحتجاج، حتى مواقع العمل والبناء”
لقد كان رد فعل المعلقين على صفحته بالفيس بوك استهزاءا وشتما كما كانت التعليقات على بياناته وخطاباته السابقة وقد يحس البعض بان رئيس الوزراء قد يستحق العطف لأنه مفقود الارادة واداة بيد الاحزاب والعصابات الحاكمة ولكنني ارى انه بصفته القائد العام للقوات المسلحة فهو يتحمل كامل المسئولية عن سفك دماء اكثر من ثلاثمائة شهيد وثلاثة عشر الف جريح واكثر من ثلاثة الاف معتقل وموقوف ومخطوف والحكومة اجرمت باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع السامة المخالفة للمواصفات الاعتيادية أي ان خطابات عادل مليئة بالتضليل والسفسطة الفارغة والتعالي ومخاطبة المتظاهرين وكانهم تظاهروا وضحوا بأرواحهم لكي تكتشف الحكومة التي انتهت صلاحيتها منذ زمان طويل انها فاسدة وفاشلة
لقد امتلأت خطابات عادل عبد المهدي بالكلام المعسول والكذب وان كل فقرة من خطاباته تستفز المتظاهرين لأنها تذكرهم كيف سرق النظام القبيح الجاثم على صدورهم احلامهم وتطلعاتهم وحينما يعترف بيانه بسلمية الحراك نتسائل من الذي يشوه سلميتها سوى ابواق الاحزاب الطائفية وقنواتها وجوقة المطبلين والمرتزقة المعتاشين على السحت الحرام في حين يزداد القمع والترويع ويتم الاعتداء على بعض القنوات الفضائية وتقوم المليشيات المنفلتة باختطاف الناشطين واغتيال الشباب تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية ويتم قطع الانترنت لمنع ايصال اخبار الانتفاضة للعالم
اين هي الانتصارات التي يتمنى عادل تعزيزها كذبا وزورا وهل الانتصارات هي على الورق او عبر التظاهر بالقيام بالإصلاحات ولماذا تذكروها الان بعد ستة عشر عاما من الفشل والخذلان والنهب والفساد وبعد فقدان الثقة الكاملة من الشعب بمصداقيتهم لانهم واصلوا الاحتيال والتزوير واعطاء الوعود عاما بعد عام وحكومة بعد حكومة لتزداد معاناة الشعب وعذاباته ولتزداد رفاهيتهم وعوائلهم على حساب سرقة قوت الشعب وخيرات بلاده وحرمان ملايينه من حقوقهم في العمل والسكن والصحة والتعليم. ان الانتصار الحقيقي سيتم عبر تحقيق اهداف الانتفاضة الشعبية في استقالة او اقالة الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني من عناصر يشهد لها بالوطنية والاخلاص للعراق بعيدا عن تدخل ايران والامريكان وباقي دول الجوار لاجراء انتخابات مبكرة نظيفة بعيدة عن التزوير وفق قانون انتخابات جديد وباشراف مفوضية انتخابات نزيهة وكذلك اعادة صياغة الدستور وفق مصالح الشعب وحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة مما يضع العراق على عتية تحقيق العدالة الاجتماعية وكذلك تخليص القضاء من هيمنة الاحزاب الطائفية الحاكمة وكذلك استقالة رئيس الجمهورية وتقديم القتلة والقناصين للعدالة وحددت المظاهرات هذه الاهداف بوضوح في الخلاص من النظام المحاصصاتي الطائفي وعلى ازلام السلطة ان يدركوا ان الجولات الفادمة ان لم تحقق هذه الانتفاضة اهدافها العادلة ستكون اقوى وقد تؤدي الى حرب اهلية لذلك على الحاكمين الاستجابة فورا ان كانت لديهم اية مشاعر انسانية لان الثورة الشبابية منتصرة حتما مما يوفر الارضية السياسية لتحقيق المطالب المحقة في التوظيف والتعليم والصحة والخدمات
ما ابلغ شعارات المتظاهرين في ” اريد_ وطن” و “نازل _اخذ حقي” لان الحقوق تؤخذ فعلا وسيأخذها الشعب رغم انف القتلة الجاثمين على صدر الشعب الثائر.