منذ العهد الصدامي اللعين وتوجهات الدولة هي اذلال المواطن عند مراجعته لدوائر الدولة لأن كثير من المراجعين لايحتاجون السلطة المستبدة براتب او مال او غيره ولكنه بحاجة الى ان يقضي معاملاته الرسمية من مستمسكات كهوية الأحوال وشهادة الجنسية وبطاقة السكن و جواز السفر او مراجعة الطابو او الضريبة او المصارف الرسمية وغير ذلك . وكان النظام السابق يذل المواطن المراجع في هذه الدوائر الرسمية عن طريق الإرشادات الموجهة للموظفين بل والقوانين الجائرة التي تجعل المواطن متهما بحجة ( الاعتداء على موظف اثناء تأدية عمله) وهي حجج واهية ولكن لا تجد نص يسند المواطن اذا ما اعتدى عليه موظف او اهانه .
الناس استبشرت خيرا بمجيء الإسلاميين للحكم بعد 2003 الذين كشفو عن انفسهم بأنهم ( متأسلمين ) كونهم يعرفون الله والدين وسيسيرون الأمور حسب شرعه ، ولكن ما يجري في السنوات السبعة عشر وخصوصا الاخيرة في دوائر الدولة الخدمية يجعل الناس تتمنى ان يبقى الاستبداد الصدامي بدلا من المتأسلم لأنه اكثر قسوة وجبروت عليهم فالدوائر وخاصة البلديات والعقارات والضرائب متسلطة عليها مجاميع هم في الظاهر موظفين ولكنهم تابعين لماڤيات الأحزاب التي هي أقوى من القانون وسلطة الدولة لذلك فهم لا يخافون ممن يذكرهم بالقانون عندما يرتكبون مخالفات او جرائم .اغلبها ابتزاز مالي ورشاوى تؤخذ امام اعين الجميع بلا خوف او حياء.
السيد الكاظمي ( الشهيد الحي كما اطلق على نفسه) يردد يوميات عدة مرات في كل مناسبة عبارة ( هيبة الدولة) ولكنه لا يفعل ذرة فعل تجاه العصابات والبلطجية والماڤيات في الدوائر الرسمية على أقل تقدير ولن نعاتبه على من هي أقوى من قدرته على لجمها وهي خارج هذه المؤسسات لانه بكل تاكيد لايستطيع ان يقوم بشيء ازاءها وخاصة اذا كانت منافذ حدودية او مصارف تهريب عملة او مطارات او منافذ تهريب نفط ولكنه ايضا لايستطيع ان يسيطر على دوائر الدولة البسيطة فما نفعه؟ عليه ان كان جادا في اعادة هيبة الدولة ودعم المواطن ان يعلن شعار ( الموظف في خدمة المواطن) ويحميه وينصفه ويجري استبدالات واسعة في الدوائر يجتث فيه الماڤيات الحزبية.