23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

اذا لم تكن اهلا للتمسك بفضائل الاسلام واخلاقياته فارفع اسمه من عناوينك الحزبية !

اذا لم تكن اهلا للتمسك بفضائل الاسلام واخلاقياته فارفع اسمه من عناوينك الحزبية !

بداية ومن دون لف ولا دوران أقول “على الاحزب،التيارات،الكتل ،التحالفات ،الجماعات التي لاتجد في نفسها القدرة على الالتزام بمبادئ الدين الحنيف،ولا التمسك بقيم وعفة ونزاهة ومثل وفضائل واخلاقيات ورحمانيات وانسانيات وتعاليم الاسلام النبيلة والذي ما انزل الا رحمة للعالمين في كل وقت وحين ،اقول من لم يجد القدرة في قيادتها ولا اتباعها على فعل ذلك فعليها أن تغير من عناوينها ذات البعد الاسلامي اكانت تلكم العناوين تصريحا أم تلميحا، وعليها ان تبرأ بهذا الدين الحنيف عن مثالب السياسة وأحابيل السياسيين التي لاتنتهي،فالاسلام العظيم لم يعد يحتمل خطاياهم ولااخطاءهم ولابرغماتياتهم ولاحنقبازياتهم ولا تقلباتهم مطلقا ،على ان لا تكون غاية ذلكم الرفع شكلية هدفها ممارسة الاعيب سياسية ومناورات انتخابية جديدة لم تعد تنطلي على أحد قط ،وإنما تغيير حقيقي اصلاحي رصين شامل هو نتاج النقد البناء المتواصل ،ونابع من تقويم الذات والوقوف على مواطن الخلل عن كثب بغية تصحيحها بعد تقييمها …نقطة راس سطر !
وحسنا فعل حزب الجماعة الإسلامية في كردستان، خلال اعمال المؤتمر الرابع للجماعة الذي عقد مؤخرا في مدينة السليمانية بعد ان صوت وبالأغلبية على تغيير اسم الحزب من الجماعة الإسلامية إلى جماعة العدل الكردستانية – العراق ، اسوة بحزب العدالة والتنمية التركي ، وحزب النهضة التونسي ، وحزب العدالة المغربي وغيرها الكثير مع تحفظي على اسم ” العدالة كذلك التنمية ” لأنها صارت المرادف المعروف جدا للاحزاب الاسلامية يوم يضيق عليها الخناق هنا او هناك في خطوة صارت – اعتك من طبق الملوخية بالارانب – ” وانصح بعناوين اكثر تعميما واعمق مضمونا واكثر تخصصا ” ولكن ومهما يكن من امر وكخطوة اولى وان كانت متأخرة جدا اقول انه قرار موفق الى حد ما ولاشك حتى لاتحسب القرارات والمقررات المتهورة ، الخطايا والاخطاء الجسيمة ، التي يقع فيها اعضاء من هذا الحزب أو ذاك على مستوى القواعد والقيادات- وهذا وارد جدا في عالم السياسة وهي فن الممكن ، فن الميكافيليات والديكارتيات والبراغماتيات والديماغوجيات والدوغماتيات والبيروقراطيات والاتوقراطيات والتيوقراطيات والليبراليات والشوفينيات التي تبرر بمجملها الوسائل مهما كانت خبيثة ولئيمة ومنحطة لتحقيق الغايات – وبعضها شخصية بحتة ولاعلاقة لها بالرسائل والاهداف والشعارات التي ترفعها بعض تلكم الاحزاب ولا اقول كلها ، وبعضها اقليمية او دولية بحتة لاعلاقة لها بالبلد الذي ولدت وترعرعت وترشحت وخاضت الانتخابات فيه ، البلد الذي تزعم وتدعي خدمة مصالحه العليا مطلقا ،انها على استعداد لتعطيل كل مصانع هذا البلد المسكين وزيادة اعداد العاطلين فيه بغية السماح لبلد الجنسية الثانية ، والجواز الثالث ، والولاء الرابع لتوريد بضائعه بالمليارات وعلى حساب المنتج الوطني وان كانت البضائع المستوردة عبارة عن ستوكات او سموم ناقعات وما يصدق على الصناعة يصدق على التجارة والزراعة تماما – ،السياسة هي فن المراوغة الملطخة بنكث العهود وعدم الوفاء مع التنصل من الوعود فن الفجور في الخصومة ،فن – قشمرة – الجماهير وتخديرها بما تهواه وتتطلع اليه وبخلاف ما تبطن الاحزاب كليا بذريعة – مو كلشي ينكال للجمهور ..مو كلشي لازم يعرفه الجمهور ..اللي يدري يدري والما يدري يكول كضبة عدس ” ، السياسة هي فن الصداقات والعداوات المطاطية المؤقتة ، العلنية منها والخفية وشعارها هو ” لاصداقات ولاعداوات دائمة في السياسة ،وانما مصالح دائمة ” ولايوجد اي استثناء في اروقة السياسة بمفهومها الدولي الحالي في كل ارجاء المعمورة ، ودهاليزها المظلمة من ذلك مطلقا ،وكل من يحدثكم بخلاف ذلك فهو اما – كذاب اشر – واما انه لايفقه في فن السياسة وعلومها شيئا قط ولايفرق فيها بين – الجك والبك – ومصيره الى الفشل الذريع صائر وفي اسرع وقت ممكن ، او تحوله الى ذيل تابع لبعض الساسة المخضرمين ليستعين بخبراتهم المتراكمة في هذا المجال فيصير تابعا لهم من حيث يعلم ولا يعلم ، او ذنبا لبعض الاحزاب المحنكة ليعمل تحت امرتها وبمقتضى – فرارياتها وتبعياتها – غير قادر على الفكاك من شراكها ، هذه هي السياسة ولن ينجح فيها الا من سار على قواعدها الدولية تلك لافرق في ذلك بين يسار ولا يمين ، اقول حتى لاتحسب هذه المثالب على الاسلام العظيم فيقال وبعد كل – فساد وافساد – يقع فيه بعض الوصوليين المحسوبين علي كل حزب منهم على الاسلام العظيم والاسلام بريء منه براءة الذئب من دم يوسف ، براء من كل فساد ترتكبه الاحزاب عموما بمختلف توجهاتها وايدولوجياتها لاسيما ما يحمل منها صفة الاسلامية لأن خصوم الاسلام قد وجدوا في ذلك فرصة ثمينة لم تخطر لهم على بال عبر التأريخ ولم تتفتق عنه من قبل ولا حتى عقول المستشرقين ولا الشعوبيين ولا الحاقدين على هذا الدين ، للنيل من الاسلام والمسلمين ومقدسات المسلمين وتأريخ المسلمين عبر تصيد فضائح وخطايا وآثام تلكم الاحزاب الهائلة في العراق خاصة والشرق الاوسط عامة ورمي كرتها في ساحة الاسلام والمسلمين !
وبناء عليه انصح كل الاحزاب العراقية – سنية ، شيعية – ، عربية – كردية – تركمانية تحمل صفة اسلامية في عناوينها العريضة ان تستبدلها من فورها لأن الاسلام فضلا عن المسلمين لم يعد بمقدورهم تحمل اعباء ما يحسب على الاسلام وهو منه براء من جراء هذه العناوين الفضفاضة وبعضها لايمت للحقيقة بصلة …!
ومن يأبى منهم التغيير ويصرعلى بقاء صفة – الاسلامية – في عنوانه العريض فليضف اليه في هذه الحالة كلمة تخصص عامه ، تقيد مطلقه فيقول “..الحزب الاسلامي الشيعي ..الحزب الاسلامي الكردي ..التركماني ..السني ” وذلك لسبب وجيه مفاده انه وعندما تغضب الجماهير من فساد اي حزب منهم نصب محافظا فاسدا برغم علمه بفساده ، شكل مجلس محافظة فاسد برغم معرفته بفساده ، نصب وزيرا عليه قضايا فساد بالجملة ، رشح نائبا فاسدا ، فلن تصرخ الجماهير الغاضبة والحاشدة والمحتشدة في الساحات والميادين والتي تعاني الفقر والبؤس والفاقة والبطالة والجوع والحرمان في اغني بلد في العالم قائلة ” بأسم الدين باكونا الحرامية ” لا ،لأن الدين الحنيف انما تتمثل رسالته الخالدة وبعد عبادة وتوحيد الخالق العظيم وتنزيهه عن كل شريك ، هي بالمحافظة على الضرورات الخمس ” الدين ، العقل ، المال ، العرض ، النفس ” والتي لاتستقيم الحياة البتة بغير المحافظة عليها مجتمعة في كل زمان ومكان ،والتي اضاعتها الاحزاب السياسية في العراق سواء اكانت يسارية ام يمينية ..اسلامية او علمانية ، ليبرالية ام راديكالية ، جملة وتفصيلا ، وانما ستصرخ بدلا من ذلك قائلة ” بأسم المذهب كذا باكونا الحرامية” ،” بأسم الطائفة الفلانية سرقونا الحرامية ” ، “بأسم القومية العلانية نهبونا الحرامية ” ، “بأسم الجماعة الفلانية باعوا نفطنا الحرامية “، وهكذا دواليك ولن يقول اي من الغاضبين في الساحات كما نسمع به يوميا ” بأسم الاسلام او الدين باكونا الحرامية” مطلقا ..فنكون بذلك قد برأنا ساحة الاسلام العظيم وحافظنا على سمعته النقية الطاهرة ورايته البيضاء ناصعة بهية كما كان وسيظل عبر التأريخ والى قيام الساعة اولا …ونكون قد حددنا حجم السرقات ورصدنا كم المسروقات وبينا تورط اي الجهات فيها تحديدا ومن غير تعميم لتسميها الجماهير بأسمها وبعنوانها العريض في الساحات والميادين ومن دون تعميم يؤدي الى التعتيم ..تعميم نتن وخبيث نجح حتى الان بتفرق فساد الفاسدين بين القبائل من دون تشخيصهم ولاتسميتهم بالاسماء وبالمباشر ولا القصاص منهم …ليكون الناس على بينة من امرهم ساعة الادلاء بأصواتهم اضافة الى مجالسهم وجلساتهم ونقاشاتهم وصحفهم ووكالاتهم ومجلاتهم وفضائياتهم واذاعاتهم ..وساعة الصدع والهتاف في تجمعاتهم !
اما في حال الاصرار على عدم التخصيص ولارفع صفة الاسلامية من العناوين ، في ذات الوقت الذي تصر فيه هذه الاحزاب الا ما رحم ربك على الفساد والافساد ففي هذه الحالة هناك في الامر ما يدعو الى الشك والريبة تماما ..اذ ما معنى ان يفسد سياسيون محسوبون على هذا الحزب او ذاك وكلهم يحملون صفة اسلامية ، لا هم يريدون اقصاءهم ولا التخلي عنهم ولا محاسبتهم ولا عزلهم ولا فصلهم من صفوفهم ولا احالتهم الى القضاء ولا التبرؤ من صنيعهم ولا رفع الغطاء القانوني عنهم ، ولاهم قد منعوا ترشيحهم ولا ترشحهم الى الانتخابات برغم فضائحهم المتراكمة السابقة التي ازكمت روائحها النتنة الانوف ، بمعنى لا انتم تريدون رفع الصفة الاسلامية من عناوينكم العريضة ، ولا انتم حافظتم على مثل الاسلام واخلاقياته وتعاليمه وثوابته وقيمه الخالدة في عملكم ومسيرتكم وترشيحاتكم ومرشحيكم وصفقاتكم وتحالفاتكم وووو، انتم وفي هذه الحالة الا ما رحم ربك تريدون دمغ الاسلام وتشويه صورته ليس الا ولم اعد افهم غير ذلك بعد 18 عاما من الانهيار الشامل وعلى الصعد كافة في العراق فيما معظم الاحزاب تحمل صفة الاسلامية ” بعض العلمانيين انفسهم صاروا يحملونها ويعملون تحت راياتها ” شراب عرك اصلي مخبوط بالحشيش “يعمل تحت راية اسلامية ، مختلس شهير يتغنى بالاسلامية ..مرتش معروف يرفع راية اسلامية ..سارق محترف ينظم قصائد اسلامية …قاطع طريق سيء السمعة والصيت يهتف بشعارات اسلامية ” ماهذا الغثاء والهراء ارجوكم ، لقد صرتم مضرب الامثال بالفساد والافساد في الارض تتناول اخباركم صحف العالم ووكالاته الاخبارية كلها مجتمعة وبصورة يومية من بغداد الى الصبن …صرتم سببا رئيسا في دفع الاف الشباب الى احضان الالحاد واللادينية واللا ادرية والوجودية والعبثية والانتحار والادمان والرذيلة ، الى حد لم يعد بإمكان الشرفاء الذب عنكم ولا للدفاع عن بعضكم ظنا منهم انهم -يدافعون عن التجربة الاسلامية في الحكم بوجه العلمانية والليبرالية – وسيحسبون عليهم وهم منهم براء ، بل ولقد اتعبتم كل من سيأتي من بعدكم يريد تحكيم شرع الله تعالى وجعل الاسلام مصدرا وحيدا للتشريع ، لأن ما يقترفه بعضكم من مفاسد يشيب لهولها الولدان قد قلب كل الموازين وصار غارقا في الشبهات وفوق قدرة وتحمل التبريرات والمسوغات بمراحل ولم يعد صالحا للتزويق ولا للترتيش ولا للطلاء ولا للتجميل ..ولأن ما يقوم به بعضكم لاعلاقة له بالاسلام لا من بعيد ولا من قريب ..لقد لطخ هذا البعض سمعة الاسلام من حيث يعلمون ولايعلمون ..فأرفعوا المصطلحات الاسلامية من عناوينكم وازيلوها وخوضوا معترك السياسة بفنونه بعد ذلك كما يحلو لكم !
واضرب مثلا قريبا ” لو ان حزب العدالة المغربي على سبيل المثال مازال يحمل صفة اسلامية ثم وقع امينه العام السابق وقياديه الابرز على قرار التطبيع والتلطيع والتخنيع مع الكيان الصهيوني كما حدث مؤخرا – ترى ماذا سيكون موقف الجماهير من الاسلام العظيم في هذه الحالة ؟
لو ان حزب النهضة التونسي ما زال يحمل صفة إسلامية ثم خرج احد مؤسسيه وابرز قيادييه عبد الفتاح مورور بعمامته وجبته وهو يصافح بكلتا يديه اشهر مطربة تونسية تقف امامه شبه عارية امام الكاميرات وهو غير مضطر لهذا الهراء البتة ان لم يكن انطلاقا من حرمة مصافحة الاجنبيات – شرعا – فلتكن انطلاقا من قواعد واجراءات السلامة الصحية التي تؤكد على التباعد الجسدي والاجتماعي وعدم المصافحة للوقاية من كورونا ، لاسيما وان الشيخ قد ظهر في الصور التي تصدرت نشرات الاخبار وهو يرتدي الكمامة مع الجبة والعمامة، وقس على ذلك الاف المواقف في كل مكان …محافظ ذي قار ناظم الوائلي الذي استقال بالامس في اعقاب مقتل 7 متظاهرين واصابة 271 أخرين اثر التظاهرات الحاشدة المطالبة بإقالته ،تبين انه ملاحق بـ 30 ملف فساد مالي واداري وهدر عام على حد زعم بعض النواب عن المحافظة ” طيب اذا كان هذا هو حاله وانتم على علم بذلك ، فعلام رشحتموه الى هذا المنصب توافقيا خلفا للمحافظ السابق – الدخيلي – والذي سبق ان قدم استقالته بعد مقتل واصابة عدد مماثل من المتظاهرين في احداث دامية مشابهة العام الماضي ؟!
بإختصار وحتى لانطيل اكثر اذا اردتم ان يبارككم الاسلام ” ارفعوا اسمه من احزابكم ويافطاتكم العريضة يرحمنا ويرحمكم الله، لأن بعضكم يشوه صورته تماما ولم يعد في القوس منزع “.فاما ان تكونوا على قدر كبير من المسؤولية وتتحلوا بصفات ونزاهة وشفافية وعقلانية وعدالة واصلاح وصلاح الاسلام العظيم حقيقة لا ادعاءا ، مخبرا وجوهرا ، عنوانا ومضمونا ، وتكونوا بمستوى العناوين ذات البعد – الاسلامي – التي تحملونها ، وإما ان ترفعوا – الاسلامية – من العناوين وكان الله يحب المحسنين ، لتخوضوا غمار السياسة والسياسيين وتفعلوا ما يحلو لكم على وفق فنونها وبناء على احابيلها وانطلاقا من -كلاواتها – ولكن بعيدا عن تشويه صورة الاسلام والمسلمين وكفى الله المؤمنين شر القتال .
سيقول قائل منهم ” اتريد فصل الدين عن الدولة ..او الدولة عن الدين ؟” واقول ” لا قطعا ليس مرادي ذاك ، وانت وقبل غيرك تعلم بذلك يقينا فلا تحاول عبثا ان – تفيك براسي كما فيكت برؤوس من سبق في محاولة صارت مستهلكة وماسخة وباهتة جدا – ، انما اريد تبرئة ساحة الاسلام العظيم ، وفصل الفساد والافساد والمفسدين والوصولييين والانتهازيين ومزدوجي الولاء والتبعية والجنسية عن سمعة وراية الاسلام العظيم ” فاذا كنتم تريدون تشويه صورته للعالم بصنيعكم العجيب والغريب والمريب الذي لم يحافظ ” لا على مال ، ولا على عرض ، ولا على نفس ، ولا على دين ، ولا على عقل ” وهي ضرورات الاسلام الخمس ، بل ولم يحافظ لا على ارض ولا على وطن ولا على وحدة شعب كذلك ،لم يدرأ المفاسد ولم يجلب المصالح ، بل على العكس تماما فقد جلب كل المفاسد ، ودرأ جميع المصالح وذلك بخلاف مراد الاسلام العظيم بـ 180 درجة ، فعلام تزعمون انكم اسلاميون وتتشدقون بالاسلاميات في عناوينكم من دون مضامينكم التي تتقاطع مع العناوين جملة وتفصيلا مع ان العبرة وكما يقول الاصوليون ” في المضامين لا بالعناوين ” …نحن نريد الحفاظ على صورة الاسلام التي شوهها بعضكم بيضاء نقية كما هي عبر التأريخ المجيد والتي يعرفها القاصي والداني لحين ظهوركم الصادم والعاصف ، ايعقل ان يبني اجدادكم ويبذلون الغالي والنفيس في ذلك عبر قرون وانتم بإنعطافة تأريخية زمكانية مفاجئة وعلى حين غرة تأتون فتهدمون كل ما بناه وعمره وشيده الاجداد والسابقون ، ما بالكم ..كيف تحكمون ؟
الاعجب من ذلك ان معظم هذه الاحزاب قد اضطرت الى انتهاج الديمقراطية رغما عن انفها وهي لاتؤمن لابالديمقراطية الغربية، ولا حتى بالشورى الاسلامية اساسا، والدليل على ذلك “ان امناء احزابها ، ورؤساء جماعاتها ،رأس قياداتها، لايتبدلون ولاُيستبدلون حتى يموتون ، أو يخرفون ، أو في غيبوبة طويلة على فرش المرض وتحت أجهزة الانعاش يغيبون، ويا ويلهم وسواد ليلهم من للتغيير في رأس هرمها وصفوفها يطالبون ، سيقصون فورا ومن جميع المناصب داخل الحزب الواحد سيجردون وبشتى التهم الباطلة سيتهمون، فيما بقية الاتباع مصدقون بأن بعض رفاقهم يخونون والى قيادة الحزب يطمحون والى تغيير بوصلته وتبديل وجهته يريدون !” بمعنى ان زعماءهم لين يستبدلو ولن ينحوا الا بوفاتهم ، والاغرب انه وطيلة وجود – هذه الدكتاتوريات العائلية أو الفكرية أو العشائرية أو الحزبية في رأس هرمها – فإنها ستظل تطالب بشحمها ولحمها بأهمية ترسيخ دعائم الحرية والديمقراطية وضرورة التبادل السلمي للسلطة ومحاربة الدكتاتوريات حول العالم لأن اصحابها لايريدون ولا ينوون ترك كراسي الحكم للاخرين مع ، ان – دكتاتوريات الاحزاب بدورها لاتمانع من بقاء رئيسها حتى وفاته بل وتوريث نجله من بعده حتى وان لم يكن منتميا الى الحزب اصلا ولايعلم عن الحزب شيئا ويعيش خارج البلاد ولم يناضل مع هذا الحزب يوما لا ماديا ولا معنويا ولم يضح من اجله ساعة ولا يجيد التحدث بلغة أهل البلد لكثرة ما عاشه منعما من سنين طوال خارجه !” ولكم عمي كافي كلاوات،رحمة على جميع الاحياء والاموات ! اودعناكم اغاتي.