8 أبريل، 2024 8:23 ص
Search
Close this search box.

اذا لم تصلحوا انفسكم ﻻتصلحون غيركم

Facebook
Twitter
LinkedIn

اﻻصلاح هو هدف الرساﻻت السماوية جميعا،ﻷن هدفها إخراج الناس من الظلمات الى نور الهداية،وبناء اﻻنسان ليكون انسانا بمعنى الكلمة،ومن خلال قراءة تاريخ الرساﻻت السماوية يظهر ان المترفين والمفسدين هم اعداؤها بالدرجة اﻻولى،وقد هيمن اصحاب اﻻموال التي حصلوا عليها بالطرق غير الشرعية خصوصا في فترة خلافة عثمان بن عفان الدولة اﻻسلامية،حيث عم الفساد المالي واﻻداري والسياسي كل مرافقها ، حتى نتجت عن ذلك انتفاضة كبرى ادت الى قتل الخليفة.
ولهذا السبب جعل اﻻمام علي عليه السلام اﻻصلاح هدفا ستراتيجيا يحتل اﻻولوية في منهاجه منذ اليوم اﻻول الذي بويع فيه،حيث قال عليه السلام في خطبة له،مبينا ان قبوله البيعة وتولي الحكم بعد ان اقام المسلمين الحجة عليه ليس الهدف من ذلك مكسبا شخصيا يستغله لتنفيذ اهداف شخصية او عائلية اومن اجل ان يتمتع باﻻموال والثروات،وانما هدفه اﻻول اﻻصلاح واقامة العدالة اﻻجتماعية بحيث يقف المسلمون جميعا على بساطها بلا فارق بين رئيس ومرؤوس،وﻻعربي على اعجمي،وﻻ ﻷبيض على اسود،قال عليه السلام:(اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان وﻻابتغاء شيء من الحطام،ولكن لنرد المعالم من دينك،ونظهر اﻻصلاح في بلادك،فيأمن المظلومين من عبادك ،وتقام المعطلة من حدودك)،ولكن هل مكنه المفسدون والفاسدون الكبار من تنفيذه برنامجه اﻻصلاحي؟
كلا،وقفوا بوجهه جميعا،فمنهم من نقض البيعة وقاد اول حرب داخلية على الخليفة الشرعي وهم جماعة الجمل بقيادة ام المؤمنين عائشة وطلحة والزبير،ومنهم من بغى عليه وهم طغام الشام بقيادة الطليق معاوية،وآخرون هم الخوارج الذين رموه بالكفر؟! وكان اﻻمام علي عليه السلام يريدهم لله وهم يريدونه للدنيا،واسقطوا دولة العدل وتسلط معاوية وحزبه،ودفنت العدالة اﻻجتماعية منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا!
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة:هل المفسد والفاسد،يمكن ان يكون مصلحا،ويقيم العدالة اﻻجتماعية؟!
كلا،فاقد الشيء ﻻيعطيه،فالمسؤولون في العراق كافة اﻻ ماندر،فاسدون بالدليل القطعي وقد نادت المرجعية باعلى صوتها حتى بح،بلا نتيجة،فهل يمكن ان يكون هؤﻻء مصلحين؟!
كلا،هؤﻻء يطبفون اعظم مؤامرة ضد العراق،حتى سحقت شخصيته،وغدى كل عراقي منبوذا امام العالم،بعبارة واحدة،لقد فشل هؤﻻء في ادارة العراق،وقد اوصلوه الى ادنى سلم الهاوية؟!
وتعسا للمفسد الذي فقد كل صفات اﻻنسانية،واتعس واخس منه هم اؤلئك الذين يدافعون عن الفاسدين والمفسدين،وقد سقطت لعنة عدم رضى المرجعية العليا،على رؤوس الممسوخين من المسؤولين واحزابهم،فهم شر اﻻحزاب واخس البشر؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب