18 ديسمبر، 2024 9:35 م

اذا كنت من الابرار حتماً ستدخل مجمع الابرار الترفيهي

اذا كنت من الابرار حتماً ستدخل مجمع الابرار الترفيهي

وانت تطرق بقدميك الارض في منطقة الجادرية قلب العاصمة بغداد، ذاهباً باتجاه مديرية مرور الرصافة ستفاجئ ببناية عملاقة تتوسط مجمع الابرار، الذي كان قبل اليوم يحمل لافتة كتب عليها (المستشفى الألماني)، لتصبح بين ليلةً وضحاها (مجمع الابرار الترفيهي).

ما إن تدخل ذلك المجمع الا وتشعر بنفسك قد دخلت غير العراق، لما ستشاهده عيناك من روعة البناء والتصميم للمجمع، والاجمل بين أبنيته ذلك البناء الشامخ الذي يتوسطه، حيث تم تصميمه بطراز فني معماري فاخر، يحوي بداخله مجموعة من القاعات الكبيرة، بينها قاعة عملاقة زينت دواخلها بأروع القطع الفنية الجذابة، تذهل أبصار داخليها، صممت بتقنية وحرفية عالية، وألوان جميلة زاهية، تكاد تخطف الابصار من روعتها، لكنك ومن الوهلة الاولى لرأيتها سيتبادر الى ذهنك سؤال يصعب الاجابة علية، كم هي الأموال التي انفقت على تلك القاعات؟ او بالأحرى ما هي المبالغ التي انفقت على ذلك المجمع؟.

حاول السيد (نوري المالكي) تطبيق مفهوم الآية القرآنية القائلة (إنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم)، في الدنيا قبل الآخرة، واراد تفسيرها على ما يراه هو لا ما يقصده القرآن الكريم، فهذا المجمع لا يدخله الا الابرار من حزب الدعوة وكوادرها، والقيادات المتقدمة، حصراً اتباع السيد رئيس مجلس الوزراء السابق، وأعضاء حركة البشائر، اللذين أراد نائب رئيس الجمهورية ان يزف لهم البشارة تثميناً لأعمالهم.

حقيقة إذا دخلت المجمع ستذهل من ما شُيد فيه من أبنية، وسيتبادر لذهنك كثيراً من الأسئلة، ما هو حجم الأموال انفقت على ذلك المجمع,؟ وما هو مصدرها؟ وكيف استحوذوا على تلك المساحة الواسعة من الارض؟، التي شُيد عليها, وكم هو الوقت الذي استغرق لبنائه؟, وهل شيدته الايادي العراقية؟ ام الشركات الاجنبية؟.

اكيد صرفت على ذلك المجمع مليارات الدنانير، لكن من اين جاء بها السيد المالكي؟ الذي يقول كنت في ايران لا امتلك “سترة ولا مدفئة” وكنت اسكن بيت ايجار، اكيد أنفق عليه من ميزانيات الثمان سنوات من الحكم، والا من اين جاء بتلك الأموال لحزب يدعي الفقر؟.

يتحدث بالتواضع والبساطة والامانة، لكن ما يراه المواطن البسيط لا ينطبق مع ما يقوله ويصرح به دائماً، لو أنفق عشرها على البصرة وبناها التحتية لما سفكت دماء الشباب المتظاهرين الغاضبين على سوء الخدمات، وحقوقهم المسلوبة، ولما عانى اَهلها من الماء المالح الملوث الذي اصاب الآلاف منهم بالأمراض الجلدية، الم تكن تلك الأموال من نفط البصرة واستحقاقاتها؟!، الم تخرج تلك الأموال من تحت ارض البصرة لتشيد المجمعات الترفيه لحزب الدعوة على ارض الجادرية؟!.

يجب ان يكون هناك قانون صارم, وقضاء عادل, ولجان تحقيقية مهنية شريفة, لكي تسأل جميع السياسيين، واولهم حزب الدعوة الحاكم للعراق منذ سقوط النظام الى يومنا هذا، وتحاسبهم من اين لكم هذا؟، وكيف جمعتم تلك الأموال خلال الفترة الماضية؟, أين ذهبت أموال الدولة؟ كيف انفقتموها؟ كي تعاد ثقة المواطن بدولته، ويشعر ان هناك قانون يحمي حقوقه، والا لن يكون هناك دولة في قادم الايام بوجود هذا الكم من الفساد الذي أرهقها.