من المصيبة هي ان يتحدث ويطالب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاربعاء في باريس، الى “تفكيك” قوات الحشد الشعبي الوطنية العراقية التي تقاتل الى جانب الجيش والقوات المسلحة بكل صنفها ضد جماعة “داعش” الارهابية وكان لها الدور المميز في القتال وحماية بغداد . و قد شاركت قوات الحشد الشعبي الوطنية في معارك تحرير الفلوجة، وقامت بمهام انسانية في مساعدة المدنيين على الانفلات من قبضة ” داعش” الارهابية وعملت على ايواء النازحين، وتقديم المساعدات الانسانية لهم . والكلام الغير منضبط لوزير يمثل سياسة بلد بعيداً عن الدبلوماسية والتي تتعامل بها البلدان و يعتبر تدخلا مباشرا في الشأن العراقي .
وليس في شك من ان هذا الوزير لايعرف مهامه والاعراف والقوانين الدولية ومن هذا الباب يعتقد بأن العراق ضيعة من ضيعات جده يستطيع التحكم بارادته كيف ما يشاء وشعبه رهينة بيده لكي يطالب الى تشكيل حكومة عراقية “تشمل جميع الفئات والمجموعات في البلاد ” ( نايم ورجل بالشمس ) الحكومة العراقية مكونة من كافة فئات الشعب العراقي وهي نتاج لممارسة ديمقراطية، ومن الاجدر بالسعودية منع مواطنيها عملياً من اعتناق الفكر التكفيري المتطرف والالتحاق بداعش وتطبق حتى 1% من الديمقراطية التي تمارس في العراق رغم هششتها
( والله ديمقراطي وعنده وطنية )”.
ومن هذا المنطلق الاستعلائي تقود السعودية اكبر حملة عدوانية ضد اليمن اودى بحياة عشرات الاف من المدنيين من اجل ارضاخ شعبه لهيمنتها . ونحب اذاً نقول لهذا الوزير الذي في الحقيقة يتباكى على داعش بعد الهزيمة التي لحقت به في الفلوجة بؤرة الفساد وتحرير اهلها من ايديهم والذي كانت الرياض عاقدة الامال على زحفها لسيطرة على بغداد ام الدنيا وبلد الحضارة والتاريخ من خلاله. ان ثقافة الجهاد التي تدعمها السعودية باتت تنشر عن طريق المنابر وحلقات الارشاد الديني ووعاظ السلاطين الذين باعوا دينهم بدنياهم عبر المؤسسات التكفيرية المنتشرة لغسل الادمغة والفتاوى التحريضية المدعومة من دوائر مخابراتة تشارك بها دول التعاون الخليجية وكذلك التمويل الذي تحصل عليه الجماعات الارهابية مادياً واعلامياً وراء استمرار الارهابيين في عمليات القتل اليومية العشوائية وهي ليست إلا جزءاً من تلك الخارطة التي اعدتها لاشغال شعوب المنطقة بها لتحقيق اطماعها ومأربها.
الطائفية الحمقاء التي تقودها الرياض في العراق حملة منظمة عن طريق شلة من الساسة الداعشيون لبث هذه النزعة المسحوقة والعنصرية التي تحاول تحقيق اهدافها على حساب المكونات العراقية . الطائفية لازالت تمثل عائقاً امام تحقيق الاهداف المطلوبة السامية التي يطلع اليها العراق حيث تقف حجر عثرة في طريق اي تطور سياسي و اقتصادي او اي مجال من مجالات الحياة بسبب الشذوذ والافق الضيقة لدى هذه الشلة الفارغة من كل القيم والتي تحاول تحقيق السلبيات وتطبيق نظريات التهميش والفوضى على ارض المقدسات … ولايمكن ان تجد ذرة من الخلق الاسلامية او الانسانية التي يدعي البعض منهم والقريبة من الحيونة لديهم وهي وليدة الاشكالات الشرعية والانحرافات الخلقية التي تحملها لعدم بناءها وفق منهجية صحيحة لذلك تجد الكثير من المفاسد الفكرية المنحرفة تحت عباءتهم.
الملاحظ اليوم في العديد من الوجوه الكالحة التي تقف معهم والتي اخذت تقدم الشذوذ من المطالب الخسيسة ولاتمثل فيها اي طموحات واقعية للمجتمع لوجود معطيات هشة لاتملك نضج سياسي ولا ادبي ولاتحمل اي مشروع للبناء والتنمية ولاتعرف إلا الفوضى والاضطراب المستمرواعادة عقارب الساعة الى الوراء وليس فيهم من له علاقة بالدين ابداً انما يمثلون اجندات سخرتهم للوصول الى تطلعاتهم الرخيصة وخلقت مجاميع للقتل الطائفي وهي حقيقة تستهدف العراقيين بجميع فئاتهم وطوائفهم ومكوناتهم وليس هم إلا نموذج لسادية هؤلاء البقر وليس من شيم تمثل العراق قطعاً فيهم .تاريخ العراق مليئ بالمواقف الانسانية الرائعة وقدم الكثير منهم حياته قرباناً من اجل الدفاع عن بلده ارضاً وشعباً ولايمكن لنا ان تسطر تلك الملاحم من خلال مقالة او كتاب فأن تاريخ العراق هو يعني الانسانية والعزة وهذه ظاهرة لاتخص طائفة او فئة ولا قومية ولادين انما تمثل النموذج الواقعي المشرف لافراده مجتمعا بكل اطيافه الرائعة. الجيش العراقي وقواته المسلحة والحشد الشعبي والعشائري والبشمركة هم الحبل المتين في دنيانا والخيمة التي تسع اجنحتها وبدفء صدرها والقلوب بكل اشكاله الدينية والقومية ورفع مصلحة العراق يجب ان يكونوا فوق كل شئ لان الوطن بحاجة لكل موقف رجولي ووطني لدفع الالم عن ابنائه الصابرين على الظيم ولنعمل معاً بغيىة الوصول الى كل الاهداف النبيلة التي بني عليها عراقنا الجديد واولها المحافظة على وحدته ارضاً وشعباً .