بعد نشر المقالتين اللتين تناولت فيها قضية حكم المحكمة الجنائية العليا لطارق الهاشمي بالإعدام تلقيت للأسف الشديد العديد من التعليقات التي تضمنت مفردات وعبارات اقل ما يقال فيها انها ( غير مهذبة ) ابتداء بالألفاظ النابية وانتهاء باني اصبحت صفويا . وهذه في الحقيقة بضاعة المفلس لان الامر لا يتجاوز كونه آراء ووجهات نظر نطرحها للرأي العام بناء على وقائع ومعطيات معلنة ومعروفة للجميع وخاصة قضية الهاشمي بغض النظر عن الطائفة او الكتلة التى ينتمي لها المدان ، نحن نتحدث عن قضاء قال كلمته فيه وهو نفس الموقف سنتخذه لو حكم القضاء على شخص اخر من اي دين ومن اي طائفة . كل المسالة هي إيمان بقضية وقناعات تذهب بنا الى هذا الموقف وهي ان كل من يمارس القتل والسرقة والاعتداء على حرمات الناس أيا كان هو مجرم ملعون يجب التصدي له ولمن يدافع عنه فما بالك والقضاء قد قال كلمته فيه .. فانا لست مع شخص ضد اخر بقدر ما أنا مع ما اعتقد انه الحق حسب قرار القضاء مع ما نملك من أدلة وقراءة للواقع الموجود . وكما ذكرت بمقالي الاول عن الهاشمي ان الرجل وفي لقاء مع قناة Anb قد ترحم على المقبور الزرقاوي وكان متاسفا جداً لمقتله وكل غيور ومنصف يعرف من هو الزرقاوي وماذا فعل بالعراقيين سنة وشيعة ولكن لابد أيضاً ان يعرف ان الترحم والدفاع عن القتلة والمجرمين هو امر مشين واستهتار بحياة ودماء الناس الأبرياء ، وبالتالي عندما تظهر أدلة واعترافات على أساسها يصدر قرار قضائي بحقه ماذا عسانا نفعل يا ترى ؟ فالمسألة أيها الأخوة أخلاقية قبل ان تكون اي شيء اخر ، واعتقد انه من الأخلاق والوطنية الحقة الوقوف بوجه كل مجرم سفاك للدماء وفضح من هم على شاكلته بغض النظر عن لونه وجنسه ومعتقده وليكن ما يكن وبمعادلة بسيطة لا نحتاج معها لعناء كبير لكي نعرف ان رجلا متعاطف مع الإرهاب من خلال التصريحات الإعلامية ، اعترف افراد حمايته بممارسة الإرهاب ، وجدوا في بيته مخزن للسلاح لاستعماله في قتل العراقيين كما جاء بالاعترافات ، وعلى ضوء ذلك صدر امر القضاء بحقه الذي يستحقه ، طيب اين المشكلة في كل ذلك ؟ اما من يريد ان يتجاهل الحقائق ويجامل هذا لانه سني ويحارب ذاك لانه شيعي ويحرض على الاخر لانه كردي ويكفر العراقي لانه مسيحي فهذا دون أدنى شك انسان جاهل ومتخلف ولا يعرف للوطنية معنى وان تبجح بها وصدع رؤوسنا بالحديث عنها , لأننا نؤمن بان الوطنية انتماء حقيقي وهوية وثقافة وإيمان كامل وقناعة راسخة بالوطن والشعب وليست ادعاء ،وليست بضاعة للمتاجرة والمساومة ولا غطاء للقتل والذبح والتفخيخ كما هو الهاشمي وأمثاله . علينا جميعا أيها الأخوة مسؤولية التصدي لكل قاتل وسارق ومفسد وبعض تجار السياسة الذين تاجروا بأرواح العباد ومستقبل البلاد ، علينا ان لانفرق بين القاتل طارق الهاشمي وبين السارق عبد الفلاح السوداني وان لانفرق بين حارث الضاري المؤيد والراعي للإرهاب وبين جلال الطالباني المتعاطف مع نائبه المدان بالإرهاب .. هذه هي المعادلة وليس كما اتهمني البعض باني صفوي لأني تناولت الهاشمي السني ‘ فإذا كان الوقوف بوجه القتلة والمجرمين وفضح المفسدين والانتصار للمظلومين ( صفوية ) فإنني صفوي وافتخر… وأقول لكل الذين راسلوني وهاجموني بعبارات ولغة سوقية وطائفية بغيضة لم يستطع أصحابها الا ان يظهروها بكل لؤم وحقد انني والله اشفق عليكم لأنكم فعلا مساكين ومرضى بحاجة للعلاج ، واعلموا ان ثقافتكم المريضة المتخلفة هذه في انحسار وفي طريقها للزوال وسيبقى العراق للعراقيين الشرفاء الذين الذين قدموا ما قدموا من تضحيات على طريق الحرية والكرامة … وأخيرا عليكم ان تعرفوا وتدركوا وتفهموا ان احترام الاخر يأتي من احترامك لنفسك ، والحر تكفيه إشارة .