7 أبريل، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

اذا كان القضاء نزيها ….فلماذا لا يحاكم المالكي

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ عقد من الزمان كان الشعب العراقي يحظى بمعاملة سيئة من قبل سلطة غاشمة لم تترك سيئة الا وفعلتها؛وبالرغم من كل هذا السوء كان اكثر الشعب ساكتا عن هذه التصرفات لانه ليس من المتوقع ان يرد الانسان على حاكم يحكم بالحديد والنار بكل معنى الكلمة وهذا ما طبع علاقة الشعب بالحكومة الطاغية حتى تهشمت اسنانها وهرمت وتهاوت على يد اسيادها .
وعندما ينظر الانسان الى التاريخ الطويل الذي اختطه الظلم الصدامي لا يتوقع ان يتحول هذا التاريخ الطويل الى تاريخ اسود ملؤه الظلم الاجتماعي عن طريق الفساد الاداري وتضييع الحقوق …

      وكما كان الحجم الاكبر من الظلم قد نال الشيعة في هذا البلد لانهم شيعة واكثرية فكذلك كان حال الظلم الاجتماعي في فترة التغيير السياسي.

      وفي الوقت الذي كان ظلم صدام طبيعيا لمن يمثلون الحصة الاكبر من الشعب العراقي فقد كان حريصا على كرسيه بكل ما اوتي من قوة وهذا ما دفعه الى قتل اقرب الناس اليه ؛وكانت الغرابة قد اصابت الجميع عندما راته يقضي على اقرب الخادمين لنظامه …

    وعندما انطوى ذلك العهد لم يكن من المتوقع ان يعود التاريخ من جديد وعلى يد غير صدام فيحمل الظلم من جديد على رؤوس المساكين وبطرق شتى .

     والانكى من كل هذا اننا في السابق كنا نسرق بصمت وفي الخفاء والان اصبحنا نسرق في العلن بل ويتفاخر البعض بسرقاته عبر الاعلام لانه يوجد من يصفق للفاسدين  .

  فاذا كان السارق الاعظم والدكتاتور الاشهر في التاريخ الحديث قد القي القبض عليه وسيق  الى محاكمة مذلة افصحت عن كل مفاصل الظلم التي تعرض لها الشعب العراق وكانت محاكمته درسا لكل الطغاة على مدى العصور وعبرة لكل مغتر بالزمان …

      وعندما انتهى هذا الفصل الاسود من تاريخ العراق الحديث وحاول البعض ان ينسى تلك الايام عاد البلد الى ظلم من نوع اخر وهو ظلم ضياع الحقوق وقد ساهم البعض في تثبيت هذا النهج من التجاوز على حقوقنا المغتصبة من خلال عدم اجراء اللازم ضد الجهات التي مارست ضدنا جميعا هذا الظلم المشاع …

    ومما يؤسف له ان بعض المقربين من اجهزة النظام السابق عادوا بثوب جديد في الحكومة الجديدة واخذوا فرصة كبيرة في معاقبة جميع الجهات التي مارست المعارضة الحقيقية ضد طاغوت العصر الحديث (صدام المقبور).

     وعندما دخل الغربيون الى البلد كنا نتوقع ان يستفاد من الصفة المؤسساتية التي طبعت بها بلدانهم وحفظت من خلالها حقوق الناس الا ان الامر كان بمثابة الحلم الوردي فقد بدا الامريكان بالسرقة قبل ابناء البلد وكان برايمر هو النوذج السيء للانسان الامريكي .

    وكان الامل ان يعيد الساسة الجدد الامل في قيام دولة تحفظ الحقوق وتعيد الاسرى الى بلدانهم امنين الا اننا فوجئنا بوجود مخطط شيطاني يقف وراءه زمرة من السياسيين الذين امعنوا في اذلال الشعب ونهب حقوقهم .

     وكانت النتيجة ان الدولة التي اسست بعد الطغاة لم تتقدم خطوة واحدة باتجاه حفط الحقوق ولما كان الطاغية المقبور قد حظي بمساندة عالمية ومع ذلك تمت محاكمته على جرائمه طوال فترة الحكم السوداء فلماذا لا يتم الان المطالبة بمحاكمة الحكومة السابقة وعلى راسها المالكي لانها متهمة ان لم تكن مذنبة بامور مشابهة وكما كان القضاء هو الحكم في مصير لانه متهم فكذلك القضاء هو الحكم في مصير خلفه المالكي وا يمكن ان يقال ان القضاء ليس عادلا وهو يسبح بحمد السلطة ويقدس باسمها …

فلماذا لا يحاكم المالكي لرفع التهم بعد ان اصبح البلد كما تقول الحكومة فيه قضاء نزيه وعادل هذا التساؤل من حقنا نحن المظلومين لكي نعلم من ظلمنا ومن سرقنا ولا نكتفي بالحديث عن السراق لان الحديث كانت له لذة والان صار الاوان اوان المحاسبة …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب