لم اكن اعرف احمد الجلبي وليس لي علاقة بحزب المؤتمر الا في حدود انهم نشروا لي مقالا دون اذن مني في جريدتهم بالعدد 2983 في 5-6-2014 بعنوان كيف نحافظ على استقرار الاسعار في ظل زيادة رواتب الموظفين وبالمناسبة هذه الزيادة في الرواتب حجبت الى اليوم …بعد ان اصبح الجلبي في ذمة الخلود انقسم العراقيون حول شخصيته بين مادح وقادح …ولكن من الحقائق التي يجب ان يعلمها الجميع ان الجلبي من عائلة ارستقراطية ثرية , ملكية اراضي مدينة الحرية الحالية كانت تعود لها وكان والده عبد الهادي الجلبي قد انتخب في مجلس الاعيان عام 1944 واصبح وزيرا في حكومتي ارشد العمري ونوري السعيد ، وشقيقه رشدي عبد الهادي اصبح نائبا ثم وزيرا في حكومة نوري السعيد , اما جده عبد الحسين الجلبي فقد كان وزيرا ل 8 مرات في حكومات عبد المحسن السعدون , غادرت عائلته العراق بمجرد ان اصبح النظام فيه جمهوريا … الجلبي اكاديمي وحاصل على شهادة الدكتوراه بالرياضيات وتولى التدريس في الجامعة الامريكية في لبنان منتصف السبعينات وله انجاز علمي في نظرية الجبر ومن طلابه والعاملين معه من الاردنين اصبحوا فيما بعد رؤوساء وزراء ووزراء … احمد الجلبي يحسب له انه من اقنع الجانب الامريكي لاسقاط النظام الصدامي في العراق وعلى ضوء ذلك ادخل في خانة الخونة والعملاء لامريكا بل اعتبر صاحب مشروع للعمالة الامريكية , ولكن نحن نقول لماذا انضم كل السياسين من الشيعة والسنة والاكراد فيما بعد لهذا المشروع ؟ ولماذا دول الجوار التي تتباكى على العراق سمحت للقوات الامريية ان تمر في اراضيها لاسقاط النظام العراقي ؟ ولماذا شخصيات ورجال عشائر من المثلث الغربي تحج الى واشنطن لكسب رضاها وطلب العون منها بالتسليح لمحاربة داعش ؟ ولماذا سياسيوا الشيعة لا يخالفون الرغبة الامريكية في كل شيء واخرها بعدم الطلب من روسيا توجية ضربات للدواعش على غرار ما يحصل في سوريا حتى لا تغضب امريكا وتنزعج ؟ ولماذا سيايوا السنة اقاموا الدنيا ولم يقعدوها رافضين الحلف الرباعي لمغازلة امريا ؟ فاذا كان الجلبي يمثل مشروعا خيانيا فلماذا هؤلاء الكل منهم يسعى حثيثا للانضمام لهذا المشروع؟ ولهذا فالكل من السياسين هم اليوم ضمن اطار ودائرة امريكا والكل منهم حريص على التعامل معها وكسب رضاها , فلماذا هؤلاء يبرءون من العمالة والجلبي يتهم بها ؟ … الحقيقة التي يجب قولها ان الجلبي همش من الاثنين امريكا والكتل السياسية العراقية فاما التهميش الامريكي فكان على ضوء تصريح له بقوله : ان الدور لامريكا انتهى بمجرد سقوط نظام صدام الدكتاتوري , وقد تكون حادثة طرد ضابط امريكي من قبل الجلبي عندما منع سكرتيرة الجلبي من الدخول الى مجلس الحكم امام بريمر لها اثر كبير في تغير وجهة نظر امريكا بالجلبي فقد اعتبروا هذه الحادثة سابقة خطيرة في علاقتهم معه حتى يقال ان بريمر قال لبوش :(الجلبي أصبح شوكة في خاصرتنا نحن الأمريكيــين) وربما يتهموه بتسريب معلومات الى ايران , اما تهميش الكتل السياسية له فكان خوفا من افكاره المتجددة وطموحه الكبير والا هل يعقل ان مثل الجلبي بنضاله السياسي وشخصيته وشهادته على مدى 10 سنوات من التغير لا يحظى بمنصب مرموق ؟ لماذا استكثروا عليه اي منصب وزاري ؟ وقد جرب الجلبي التحالف مع كل الكتل الشيعية فلم تنصفه احدهما بالمرة ورغم هذا التهميش بقي الرجل رصينا ولم يركض وراء نشوة السلطة والبحث عن الكرسي .. يحترم في الجلبي اعلانه مبدء العلمانية وعدم زج الدين بالسياسة ولهذا لا يمكن ان تشمله صرخة المتظاهرين باسم الدين باكونه الحرامية ومن يطلع على كتاب بريمر سنة قضيتها في العراق والتي فضح فيها ساسة العراق واخزاهم الا الجلبي فكان خطابه له فيه يدل على الاحترام والتقدير فقد قال بريمر ان “الجلبي” الشخص الوحيد الذي يفهم في الاقتصاد بين من قابلتهم في العراق فحين الجلبي قال عن بريمر اني اختلفت معه في ثلاث قضايا اولها , انفاقه للمال العام وثانيها محاولة اعتقال السيد مقتدى الصدر وسقوط قتلى وقلت له (كفى قتلا لأبنائنا) وثالثها هو موضوع اجتثاث البعث وحل الجيش .
اخيرا ذهب الجلبي فجاة قبل ان ينشر غسيل اوساخ العملية السياسية وفسادها والتي نوه انه سيشفها في اخر لقاء تلفزيوني معه بقناة الحرة الامريكية في 19-9- 2015 .