7 أبريل، 2024 2:30 م
Search
Close this search box.

اذا كانت البدايات خاطئة فالنتائج تكون خاطئة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان لسقوط النظام السابق ، بعد ما سببه للعراق وشعبه من نتائج يعجز عنها الوصف ، كان لهذا الفعل بدايات خاطئة وخاطئة جدا ، تراكمت عليها نهايات متواصلة الاخطاء ، نتج عنها تداعيات متباينة ومتشعبة ، صبت كلها في النهاية على مستقبل هذا البلد ، وجعلته مستقبل غامض لا حل لالغاذه الا بالمعجزات ،
ان من اوائل تلك البدايات الخاطئة ، هو ان المحتل كان مصمما على جعل العراق النموذج والعبرة لمن يتمرد على الويلايات المتحدة ، وان المتحل لهذا السبب لم يك قد خطط لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام ، سوى انه خطط لتسليم السلطة الى الاغلبية ، وفق منطق السلوك الديمقراطي ، وكانت بداياته في تقسيم المقاعد بلؤم وفق محاصصة اسست الى تنازع وتصادم بين مكونات هذا الشعب لها بداية ولا تعرف لها نهاية ، وقد كان قد خطط لتقسيم هذا البلد منذ ان وضع مبدا دوائر العرض حدودا بين ابناء الشعب الواحد الذي تكون تاريخيا ومنذ الاف السنين ، فاذا كان للمحتل يد في هذا التقطيع ، فان القادة الجدد اللذين نصبوا هم من اصر على هذا التقطيع ، لا بل عملوا على تهييئة الاذهان وجعل هذا الامر امرا واقعا،
ان تطبيع جيوبوليتكا العراق الجديد كان باشاعة مبدا او نظام الفدرالية وتمهيد السبيل لتطبيقه دون الاستفتاء العام عليه كتحول جذري في هيكلية جمهورية العراق من الدولة البسيطة الى الدولة المركبة ، وبخبث شديد تم جعل الاستفتاء لهذا التحول الهائل ضمن الاستفتاء على دستور عام 2005، وقد غض قادة الشيعة النظر عن هذه الحقيقة لتسهيل تمرير الفدرالية التي لم يقبل عليها اغلب الشيعة وعارضها السنة ، وانها في النهاية عادت بالفائدة على الكوورد ، دون غيرهم ، وهذه البداية الخاطئة ترتبت عليها نهايات خاطئة منها تمهيد السبيل للاكراد او تسهيل مهمتهم لاعلان الاستفتاء تمهيدا للانفصال ، بتعبير ادق قربتهم من الهدف ، لغباء او لتعمد القادة الجدد ، ولقد ساهمت عملية انسحاب الفرقة 12 من كركوك اعلان السييد البرزاني ان المادة 140من الدستور تعتبر لاغية ، وساعدت على التعجيل باعلان الاستفتاء ، فهلا من بدايات خاطئة اكثر من هذه البدايات .؟ واليوم يتباكى بعض قادة الشيعة على وحدة العراق ، اما كان من الاولى ان تكونوا سياسيين وحكماء . ام انكم لا تعرفون غير ذرف الدموع والبكاء على اخطاء مميتة ارتكبتموها بحق هذا الوطن وكان لحلفائكم من السنة بعد تلك البدايات الخاطئة الا ان يدخلوا معكم لعبة التقسيم ، ودخلتما معا لحظات لعنة التاريخ…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب