11 أبريل، 2024 12:08 ص
Search
Close this search box.

اذا عرف السبب بطل العجب‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنت استغرب  حقد وحنق  كبارنا سيما المثقفون منهم والذين تركوا العراق منذ سنين طويلة سبقت حرب ايران التي وعيت هذه الدنيا وهي في بداياتها وكانوا الاكثر حقدا و غضبا من نظام صدام هم من غادروا العراق في نهاية الستينات و بداية السبعينات وكانت دهشتي  نابعة من كون ان هؤلاء لم  يذوقوا ويلات حرب ايران كما ذقنا ولم  يشهدوا حرب الكويت و ويلات القصف الجوي والهرب من البيوت والمدن لمكان امن ولم يطحنهم الحصار ويضطروا لاكل طحين الحصة التموينية ولا بيع اثاث منازلهم و من بعدها منازلهم من اجل لقمة العيش و في اصعب الظروف التي عشناها في هذا البلد المنكوب كانوا هم في بلدان العالم يحضون بالعيش الرغيد والامان ولم يكن يؤرقهم سوى الم الغربة  ورغم كوني لحقت بهذا الركب في نهاية التسعينات وتركت العراق وبدات التقي بالكثير منهم ومن هنا جاء استغرابي لاني اعتقدت انه من باب اولى ان اكون اكثر حدة بطلب الانتقام من صدام ونظامه كوني عشت فترة اطول تحت الضغط  والاضطهاد والتعسف في ضل هذا النظام غير اني وجدتني والكثير من اقراني الذين عاشوا معي كل تلك الضروف اكثر تسامحا و اقل حقدا على النظام المقبور كما يسمونه  وحتى عند التهيئة لغزو العراق بهدف تغيير النظام كنا وبشتى الطرق نحاول منع هذا الغزو ليس حبا بمن شردنا و دفعنا لترك بلدنا انما خوفا على اهالينا واحبائنا واصدقائنا و بغضا بالحرب التي تحرق الاخضر واليابس وعدم ثقة بمن يحشد لهذه الحرب الذي يعرف الجميع انهم نفس الجهة التي دعمت وخططت وحفظت النظام السابق .
الان وبعد مرور 12 سنة علي إزاحة النظام السابق وبعد متابعة الوضع العراقي عن طريق وسائل الاعلام بدات اتفهم واستوعب حالة الغضب العارم التي عاشتها الأجيال التي سبقتنا وهي تراقب حثالة الناس وهي تسيطر على مقاليد الحكم في العراق خيبة أملهم وهم يشهدون بلا حول ولا قوة تولي رئاسة بلدهم من قبل قاتل ماجور مجهول هوية الاب و نائب رئيس با ئع ثلج مع الاحترام لكل أصحاب المهن الشريفة و وزراء لا يمتون بصلة لاختصاص وزاراتهم بل يمتون بصلة فقط للسيد الرئيس الذي كان يولي المناصب حسب درجة الاجرام والولاء له فلا يكفي الولاء وحده بل يجب ان تكون مجرم لتنال رضاه وللامانة فقد برع أبناء طائفتي الشيعة في هذا المجال حيث كانوا في معظم الأوقات ملك اكثر من الملك نفسه ويتفننون في إرضاء القيادة ليثبتوا ولائهم وينفوا تهمة الشيعة عن انفسهم .
نفس الغضب العارم والشعور بقلة الحيلة والياس ينتاب معظم جيلي وهو يشهد تولي السلطة في العراق من قبل مجموعة لا تقل خسة ودنائة من التي سبقتها ارجعت العراق الى الحضيض و لم تكتفي بسرقة أمواله بل تعدت ذلك لتقسيمه وزرع الفرقة والحقد بين أبناء شعبه وتمزيقهم شر ممزق واصبح المقياس الان هو كونك طائفي اكثر يؤهلك لاستلام منصب اكبر وكونك خبير في سرقة المال العام يمنحك فرصة التنقل من وزارة الى أخرى و ارتباطك بحزب معين يحصنك من أي مسائلة قانونية .
قد يفرح الكثير من الذين ساذكر أسمائهم كعينة عشوائية  كونهم سببوا لنا الحسرة والالم و يفخروا بما حققوه من سرقات وجرائم وقد يعتقدون اننا سوف نضل نعوي وقافلتهم تسير وانهم بعيدين عن الحساب متحصنين بجناسيهم الأجنبية  او دعم متخلفي طوائفهم الدينية ولكن ايماننا برب السماء الذي سوف يقتص منهم و يخزيهم في الدنيا قبل الاخرة انشاء الله.
تقبلنا اياد علاوي ومن بعده الجعفري على مضض ممنين النفس بان المرحلة التالية ستشهد التغيير للافضل واذا بنا ندفع ثمن عناد الكرد و رفضهم للجعفري وقرار امريكي بتولي شخص لا ينفع لقيادة قطيع من الغنم لقيادة بلد متازم مثل العراق ومنينا النفس بانتظار الانتخابات لتغيير جنابه بشخص افضل منه ورغم عدم فوزه بالانتخابات الا انه وبقدرة قادر استولى على الحكم مرة أخرى بمبادرة من عاشق العراق البرزاني بصفقة كان ضحيتها المسكين علاوي وتزامن مع كل ما سبق بروز مافيات وأسماء ما انزل الله بها من سلطان , تخيل رئيس برلمان ونائب لرئيس الجمهورة مثل النجيفي ونائب لرئيس الوزراء مثل بهاء الاعرجي و حقيبة وزارية كاملة من الشخصيات التي لاتمت باي صلة لاختصاص وزاراتهم يعني باختصار مجموعة سراق ومتخلفين يحكمون البلد ويعملون على سرقة أمواله وقتل شعبه بشكل واخر كي يستمروا في مواقعهم.
ولكن ما يزيد الطين بلة شريحة لا يستهان بها من الشعب التعبان والمحطم والمقتول والمستلبة ابسط مقومات الحياة له والمنهوبة ثرواته هي نفسها الشريحة التي تنادي بالامام الجديد و المقدس  والمحظور المساس به اية الله الحاج هادي العامري الذي ادهش الجميع بتركه كل المناصب والسرقات والوزارات والتصدي هو وأولاده لمحاربة المخلوق الأمريكي داعش والقضاء عليه وهو بذلك يرجع الى اصله وهي المهنة الوحيدة التي يبرع فيها الحرب والقتل ويشبع رغباته بالانتقام من يزيد لعنه الله (السنة) و املا بقطف الثمار لاحقا بعد الخلاص من داعش فمن يستحق حكم العراق اكثر من الشخص الذي ضحى بنفسه وأولاده من اجل القضاء على داعش في الوقت الذي كانو فيه الباقون مشغولين بسرقة العراق .
يبدوا ان قدر العراق ان يحكمه القتلة والمجرمين وحثالة القوم وان يشرد وينفى كل طاقاته وشرفائه ويسرق من قبل كل من هب ودب وان يعشعش فيه التخلف .
ملاحظة قد يسئل سائل لم لم اتطرق للطرف السني او الكردي رغم كونهم في كثبر من الأحيان اتعس واشر وذلك لسببين الأول اني شيعي ومن سماتنا جلد الذات والثاني ان الحكم ومنذ 12 عام بايديهم  فماذا يريدون اكثر؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب