في كل الملل ، وكل الشعوب وحتى القبائل .. وعلى مدى التاريخ وعصوره المتعاقبة ، لم نجد ملّة او عشيرة تطلب من اخرى تقرير مصيرها ورسم حاضرها ومستقبلها .. إلا في العراق ( الجديد ) .. فقد اصبح العيب والذل والأنبطاح تحت جزمة الآخرين في وطننا ، من المسلمات التي يتباهى بها بعض زنابير الأحتلال الذين استوطنوا وسط حدائقنا الخضراء المليئة بالزهور والرياحين والعسل .. لعيثوا بها فسادا وظلما ويسرقوا خيراتها ويلتهموا عسلها ، بل ويصدروه بدون ثمن الى اولائك ( الآخرين ) الذين تربصوا بنا شرا منذ ولادة المصطفى عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام .. فقد ايقن اولائك الحاقدون أنه عصر جديد عظيم سينهي غطرستهم .. خصوصا وان ولادته الكريمة تسببت وبأعجاز رباني مميز في انطفاء نار المجوس وانشقاق ايوان كسرى .
وكأن الأنتخابات العراقية الأخيرة هي تحصيل حاصل كسابقتها .. ومن مكملات المشهد الأمريكي الخسيس في العراق .. لكي يتجاوزها بصفاقة عجيبة طيب الذكر الحاج نوري المالكي وزبانيته ، ومن ثم يسارعون الى راعي النعمة السيد سليماني في عقر داره في ايران ، لكي يرسم ويخطط ويوجه ويأمر بما هو مطلوب في مواجهة التغيير المحتمل الذي قرره شعب العراق الصابر بكل عزم واصرار .
بعض الأذناب سيقول ان ايران دولة محورية او اقليمية مهمة في المنطقة .. ولا بد من استشارتها !.. وبدورنا سنسأل اولائك اللاعبون بالكلمات .. ما هو رأيكم لو زار فريق سياسي عراقي السعودية او قطر لأخذ المشورة وتقرير الوضع السياسي بعد تلك الأنتخابات .. حتما ستقوم الدنيا ولن تقعد .. وسيوسم ذلك الفريق بالشوفينية والتبعية والطائفية والسمسمية وحتى الأمبريالية .
عجيب تأثير هذا السليماني على المشهد العراقي .. والأكثر عجبا هو سكوت القوى الدولية والأقليمية على اناطة ملف العراق به .. المصيبة انه وفي كل مرحلة مصيرية يمر بها العراق .. نرى الجماعة يسارعون الى هذا الأخطبوط لكي يتنوروا بارشاداته وفتاويه العفنه .. وربما معرفتنا كعراقيين بقوة تأثير هذا السليماني على المالكي واذنابه ، يثير فينا تساؤل مشروع وسؤال ملح يحتاج الى اجابة .. ماذا سيكون رد المالكي وفريقه الموجود الآن في ضيافة قاسم سليماني اذا طلب منهم ( المعزب ) ان ينال البركة ويتمتع بأحدى زوجاتهم او بناتهم ؟؟؟؟
