20 مايو، 2024 4:32 م
Search
Close this search box.

اذا سلمتْ الدار من سِعيد، محد يجيها من بعيدْ

Facebook
Twitter
LinkedIn

وسعيد (حرامي مضبوط)، لم يدع دارا في منطقته لم يسرقها، او يحدث امرا فيها، وفي احدى المرات، سافر احدهم، واودع داره لدى صديق له، فقال الصديق لا استطيع حمايتها وسعيد موجود، فاقسم صاحب الدار للصديق ان سعيد قد كسرت ساقه، عندما قفز من على احد السطوح، فاطمأن الرجل وقال قولته: ( اذا سلمتْ الدار من سِعيد، محد يجيها من بعيد)، للعام الثالث عشر نسمع بمشروع تقسيم العراق، ونعض بايدينا حتى ادميناها بلافائدة تذكر، فالمشروع يمشي على قدم وساق وتقوده اميركا بكل كفاءة، مرة بمشروع قرار واخرى بقرار وثالثة بتصريحات تصدر عن مسؤولين اميركان.

لكن لم يخلُ الامر من نفس ويد سِعيد العراقي، الذي يطبل للاميركان ويفرح لتصريحاتهم ويدعو الى اجتماعات وتكتلات، ويغادر البرلمان عندما يحين التصويت على قرار افشال المشروع الاميركي ورفض تصريحات الاميركان بتسليح البعض خارج نطاق السيادة الوطنية التي تتمثل بالحكومة المركزية، ومع هذا يضع سِعيد رأسه في الرمال، ويأخذ جانب الصمت والحذر ولكنه يتصرف كالموافق على مشروع التقسيم الذي تقوده اميركا.

ان سعيد يسعى جاهدا لتقسيم العراق، ويعتبره حلم عمره الذي طال انتظاره، ليأمن بعد عمر طويل عدم عودة العراق قويا معافى، كي لا تقع الطامة الكبرى لسعيد وتذهب مخططاته العدوانية، لم يكن الصمت الذي يشتمل على الموافقة مقنعا له، ولذا طفق يبحث عن اسلوب جديد في الزيارات المكوكية التي تقوده الى البيت الابيض، ليطرح مالديه من حجج وبراهين على مظلوميته وتهميشه، فتفرح اميركا بالزائر القادم على اجنحة الكذب والتزييف، في حين يزف العراق شهداءه الى المقابر، ويترحم على الذين تبقى جثثهم في ساحات المعارك، او في شوارع الكرادة متفحمة، لايقوى احد على تمييزها اواثبات عائديتها.

لن تسلم الدار من سعيد، بكسر السين، فالحقد الاعمى على العراق اضاع منه رشده، وسيتحمل بكل رحابة صدر التضحية بثلاثة ارباع الشعب من اجل الطموح غير المشروع، سيدفع وهو الممنون، ويرضي اسياده في واشنطن او تل ابيب، نعم واشنطن وتل ابيب، كل سياسي او مسؤول يسعى لتقسيم العراق وضمه الى دول الجوار، او تكوين دولة مسخ تشبه الى حد كبير فرانكشتاين ماري شيلي، فهذا ينفذ

بقوة اهداف اميركا واسرائيل، اميركا لاتهتم كثيرا للزمن، فطالما طبخت طبخاتها على نار هادئة، لا احد يتكهن او يمكن ان يتكهن بماتريده اميركا من العراق، بعد ان اتت من خلف البحار غازية واعلنت انها احتلت العراق.

خسرت بعض الجنود، ولكنها تريد ان تصادر هذا البلد باقل الخسائر، فاقنعت الساسة من الذين حفظوا جغرافية البيت الابيض، بانها ستنسحب بعد ان توقع اتفاقا امنيا مع العراق، وبدأت تلعب من بعيد، وبعيدا عن انظار الثوريين الذين حملوا قاذفاتهم وتصورا انهم انتصروا بمجرد رحيل آخر جندي اميركي، لقد صنعت اميركا مسوخا كثيرين في العراق وجعلتهم يتناسلون وغادرت، وهي تعلم ان ابناء العراق سيسلمونه لها على طبق من ذهب، يسلمونه اجزاء متناثرة، ليثبتوا للعالم ان فكرتهم عن المذهب او الدين هي الصالحة، وفرقتهم هي الناجية، وليحققوا قول القائل: (اذا سلمتْ الدار من سِعيد، محد يجيها من بعيد).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب