23 ديسمبر، 2024 6:25 م

اذا الشعب يوما أراد الحياة .. لا تنفع مهاتفة أوباما

اذا الشعب يوما أراد الحياة .. لا تنفع مهاتفة أوباما

يبدو ان الشعب المصري اعتاد ان يسجل عبر صفحات تاريخه النصر على القيادات التي تخذله ، وكان آخرها الرئيس المخلوع محمد مرسي الذي رفض بيان القوات المسلحة بتدخل الجيش اذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة التي حددت له ، وذلك بحسب ما جاء في بيان رئاسة الجمهورية في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء ، مستخفا بمطالب الشعب ، متجاهلا مهلة الجيش.
وسارع مرسي في أولى ساعات مهلته ليهاتف الرئيس الامريكي باراك أوباما ، متناسيا ان “اذا الشعب يوما اراد الحياة .. لا تنفع مهاتفة أوباما” التي لايستطيع ان يفعل شيء أمام الحشود المليونية التي تهتف “أرحل .. أرحل” ، ليطمئنه الأخير بوعود لن تجدي نفعا ، حتى قادته تلك الوعود التي لا تعرف حجم تأثير الشعب اذا انتفض ، الى أحد المقار التابعة لوزارة الدفاع المصرية وكأنه لم يصبح يوما من الأيام رئيسا.
مرسي الذي كان من المفترض ان يتعض من الدرس الذي أخذه مبارك قبل عام ، وباحداث متقاربة في أوجه الشبه ، حيث من الأرجح ان أمريكا ورطت مرسي مثلما ورطت مبارك بوعود لا تستطيع الايفاء بها أمام ارادة الملايين ، وصارت تلك الوعود بمثابة الفخ وقع به الرجل ، بعد ان منعه الجيش في أحداث تسابق الساعة هو وكبار أعوانه من مغادرت البلاد ، ومن ثم وضعه تحت الاقامة الجبرية ، وبعدها لينتهي به الحال في أحد زوايا الغرف المظلمة بمقرا تابعا لوزارة الدفاع !!.
مرسي الذي فشل في ادارة بلاده هو والكثير من اقرانه في دول المنطقة ، لم يخجل من التصريح بان “حكومته ماضية في طريقها الذي خططته من قبل لإجراء المصالحة الوطنية الشاملة استيعابا لكافة القوى الوطنية والشبابية والسياسية” والمضحك في هذا الأمر ان حكومته التي يتحدث عنها قدم خمسة وزراء منها استقالاتهم ، بالاضافة الى أربعة عشر عضو نيابي.
ويبدو لمتابع الأحداث السياسية من خلال ما جرى ويجري في مصر ، ان الربيع العربي قد يتكرر في أي دولة شهدت التغيير دون تبجحات قياداتها بانها دستورية ومنتخبة ، لان حكومة مرسي كذلك هي دستورية ومنتخبة ولكن جمدها الربيع أكثر مما أن يكون شتاءا لعدم ايفاءها بالوعود التي اطلقتها لشعبها ، وان في ذلك درس بليغ الى حكومات المنطقة ، والتي نذكرها بــ ” اذا الشعب يوما اراد الحياة .. لا تنفع مهاتفة أوباما”.

رئيس تحرير وكالة السلطة الرابعة