المفارقة الكبرى واللافتة ان الاطراف السياسية العراقية والمحللين والمراقبين والمتابعين للشأن العراقي والمعلقين وكتاب الاعمدة وحتى المواطن البسيط ..كل هؤلاء يتحدثون وينتظرون ويترقبون موعد انعقاد اللقاء الذي دعى له السيد الحكيم في آخر مبادرة اطلقها نهاية شهر مايس او آيار الماضي وقد اسموها مبادرة اذابة الجليد !.
عن اي جليد يتحدثون ؟!.
كان الاجدر بهم ان يتحدثوا عن اذابة الحديد!.
الاجواء المناخية حرارتها تجاوزت الاربعين درجة مئوية ونحن في نهاية الربيع ..والاجواء الامنية بلغت ذروة سخونتها..اكثر من ثلاثة عشر تفجيرا بالسيارت في اليوم الواحد واكثر منها عبوات ناسفة واخرى لاصقة..وتصفيات الكواتم على اشدها.والاجواء السياسية تغلي خلافات وتهديدات،وشجارات،ونزاعات،وجدل عقيم،والقاء تهم وتخوين.
ونيران الاعتصامات واصوات الشد الطائفي واثارة الفتن يتصاعد لهيبها…كل ذلك السعير ويتحدثون عن الزمهرير ..ويتساءلون متى تتم اذابة للجليد؟!.
اجتماع الاخوة الاعداء تم بتسديد وتوفيق الهي لمبادرة السيد عمار الحكيم.
لن نتوقع منه الكثير ،حتى صاحب الدعوة قال انه رمزي ولتطمين الناس بان الامور ماتزال بخيروان المسار الديمقراطي هو هو وان حفته المخاطر واحاطت به المؤمرات.
اكثر ما نتوقعه ترطيب الاجواء وحلحلة العقد والاّ فان الجليد الذي لم تذبه كل هذه الحرائق الملتهبة والمصائب المجلجلة لايمكن ان يذاب بجلسات بروتوكولية لرفع العتب .ومع ذلك فانها الخطوة التي امتدت لألف ميل.
العراقيون يتطلعون الى خطوات جادة متسارعة تتبع هذه الخطوة الرائدة، شريطة ان يحاول المعنيون اخلاص النوايا ونبذ الاحقاد والتطرف والتشدد والعناد والتخلص من النفاق بكل انواعه وخاصة النفاق السياسي.للوصول بالعراق والعراقيين الى بر الامن والامان والرفاه والاستقرار.