22 ديسمبر، 2024 7:13 م

..ادينا واجبنا….لا تخذلونا

..ادينا واجبنا….لا تخذلونا

الساعة الرابعة عصرا
ادينا واجبنا وسارت قوافل المنتخبين زاحفين الى مراكز الانتخاب فرادى وجماعات وتلونت الاصابع باللون البنفسجي فنحن ننتخب العراق وطننا الغالي وترابه المقدس .
وقفنا معكم يامن ستمثلون الشعب في مجلس الشعب الذي ينبغي ان لا يكون لمصلحة شخصية او فئوية وحزبية او طائفية او قومية او عنصرية فأنتم في ذلك المجلس باسم الشعب كل الشعب وصوته ستتحدثون.
هو عيد
يوم عيد …يوم وجوب اداء الواجب لمن يحمل نفسا محبة للوطن وحريصة على ان يكون مزدهرا ليأخذ مكانته الرفيعة بين الاوطان والامم.
ذهبت الى مركز الانتخاب واديت واجبي المقدس انتخبت من اجده جديرا بتحمل تلك المسؤولية العظيمة.
مشاهد كثيرة تترجم للعالم اصالة هذا الشعب الكريم فهذا رجل طاعن في السن يتوكأ عصاه ويخطوا واثقا بضرورة اداء الواجب واخر بصير يقوده الحفيد (0ربما كان والد لشهيد ) وامرأة تمسك بيد صبي لا يتجاوز العاشرة وهو يدفع كرسي والده المريض او المقعد وعلامات الالم على قسمات وجهه لكنه حين انجز مهمته خرج باسما يحمل املا جديدا لمرحلة قادمة جديدة .
….
تعمدت ان اقضي الوقت المتبقي من ساعات يوم الانتخاب امام الشاشة الفضية ولا ادري ان كانت هي الصدفة انني حين ضغت ازرار جهاز التحكم للشاشة ارقاما بشكل عشوائي ظهرت صورة ما وحين تحققت الامر عرفت ان تلك القناة تعرض فلما اجنبيا عن حياة السيد المسيح عليه السلام …
ها انا اتابع مشاهد الفلم الملك المتجبر يحاكم السيد المسيح الذي يعذب من قبل الجلاوزة

وجهه المليء بالدماء يشغل مساحة الشاشة, وجوه بعض المحبين المنتحبين وراء القضبان جسده المليء بالدم وآثار السياط.
مسمر الى الخشبة وتهوي عليه السياط من قبل مجموعة من الجلاوزة الجلادين

ها قد رفع على الخشبة …على مدى الزمن كم من خشبة ارتفعت اعتلاها برئ صلب بأمر مجرم او قاتل اثيم.
جموع غفيرة تشاهد عملية دق المسامير في الجسد العاري …يختلج الجسد المقدس المعذب….بينما ترتفع ضحكات الجلادين…تتدافع جموع المتعاطفين فتغلق البوابة الكبيرة.
ويوضح الملك الامر للناس
هذا ليس ملك بل رسول, إكليل الشوك يتوج الرأس الذي ينزف دم الشهادة
مصلوبا على الخشبة, يحمل خشبته ويسير مليئا بالجراح .
دماء تفور من وجهه وجسده.
ارى خارطة العراق ..حوادث التاريخ صفحات السنين سطور الزمن كلمات السيوف القاطعة والبنادق شرايين العراق اذ تقطع بالحروب وطاقات الحياة تمتصها الافاعي السامة بين آن وآن ما اشبه خارطة الوطن بوجه المصلوب المقدس اذ تجرأت الهمجية الرعناء على ان تثير الحروب وتستعر نيرانها فأوارها دماء الشعب ولهيبها رغيف الفقراء.
تركض نحوه ماري …تهتف يا…يقول بصوت يمزقه الالم لا تخافي…يبعدها الجنود.
يدفعونها وسط محيط من زحام بشري.
يسير حاملا خشبته المسمر لها ,يسقط ارضا فينهضوه عنوه, يساعده أحد الرجال في حمل خشبته (خشبة الموت والصلب).
حمائم السلام ترفع اجنحتها تطير نحو الفضاء
رجل يحمل حملا وعلى النحر تدور سكينة الجزار
تدق المسامير في اليدين والقدمين
الجمهور يبكي ..ما جدوى بكاء المتعاطفين …؟
يرفع المصلوب على الخشبة ويهوي براسه متشنجا من ألم الجراح والدم فهو رسالة توضح للناس حقيقة الظلم والجبروت.
تصرخ امرأة
بينما يهتف المصلوب يا ابانا الذي في السموات.
ثلاثة صلبان
ثلاثة اجساد مسمرة

يا الهي…يا الهي
الغيوم السوداء في السماء
والجسد المسمر للخشبة
دعاء وترانيم
وجه امرأة حزينة باكية تحدق بالجسد الجريح
نار تتلظى
وستائر تحركها الريح
سقطت القناديل المشتعلة
عصفت الرياح بالجدران والاماكن
تسارع الناس الى غير ما يقصدون فتناثروا كحبات عقد انفرطت عن النظام
….
الام تحمل الجسد
الرجل يرفع اكليل الشوك عن رأس المصلوب
….
ترنيمةحزينة
ماء مقدس يغسل الجراح الدامية

بعد ثلاثة ايام
تحدث المعجزة
القبر خال
الا من الاكفان
تصرخ الفتاة
يظهر المصلوب حيا فلا موت ولا الم
….
وطني الحبيب
سينهض من جديد
سيشرق النور
وينتهي الظلام
وطني الغالي يحيا رغم كل الجراح واشتداد الخطوب.