20 ديسمبر، 2024 1:19 م

ادعو السيد العبادي مجددا بمصارحة الشعب

ادعو السيد العبادي مجددا بمصارحة الشعب

كما دعوت وتوقعت بان التظاهرات ستخرج من جلباب التحرير وتتخذ من ساحات ومراكز مدن ومؤسسات بغداد والعراق منطلقا لها صوب المنطقة الخضراء او وزاراتها اوالحكومات المحلية ، لان مراكز التظاهر الثابتة ومنها التحرير اصبحت كما اكتشفت مسرحاً لجذب وشد وتصفيات حسابات بين الزمر السياسية المتحاربة وساحة لتمرير اجندات اقليمة ودولية جميعها تعمل وفق تأمين مصالحها ولاتوفر الحد الادني لمطالب العراقيين في احداث الاصلاحات التي يمكنها ايقاف الفساد وملاحقة الفاسدين الكبار.

وفي السياق ذاته سبق لي ان أشرت في منشور لي قبل اسبوع على “الفيس” انه من الخطأ ان يستقبل السيد رئيس الوزراء العبادي عدد من المتظاهرين باعتبارهم قادة لتظاهرات التحرير مع جل احترامي وتقديري لبعضهم، وبينت كان من الافضل على السيد العبادي توجيه رسائل شفافة مطمئنة للمتظاهرين يطلعهم على واقع ومجريات وتحديات الاصلاحات بدلا من لقاءات جانبية لاتصب في ايقاف الغضب الشعبي ، ولا اعرف سبب وجدوى هذا اللقاء ، هل هو لكسب او استمالة هذه المجموعة او الجهة التي تقف وراء دعمها ام رسالة تسقيط ؟ في حين ان المتظاهرين اصبحوا يرون ان الحكومة تتلاعب وتستخف بمطالبهم.

انا على يقين كما ذكرت في منشوري السابق ان هذه الشخصيات وغيرها ممن تطرح نفسها ممثلة عن المتظاهرين تحت مسميات التنسيقات وغيرها من التسميات، لن تستطيع تأمين مئة شخص اذا خرجت للتظاهر خارج التحرير.

يبدو لي الجمعات القادمة تقترب من مواجهات دموية احادية تنفذها القوات الامنية المكلفة بايقاف اي زحف نحو بوابات المنطقة الخضراء واطلاق النار على المتظاهرين كما حدث اليوم في الجمعة الرابعة عشر، لذلك ادعو السيد العبادي لتدارك الموقف ومصارحة الشعب بحقيقة التحديات التي ندركها كمتابعين للشان السياسي المضطرب بالبلاد ، على الاقل ليكون الشعب على دراية بخارطة الاصلاحات ومكامن طرقها الوعرة ومن هم الذين يتقاذفون بكرتها واين ستستقر وتتوقف.

ادعو السيد العبادي مجددا الى تدارك ماتبقى من شحيح الفرص التي وصلت الى ادنى مستوياتها بمصارحة الشعب ووضعه امام حقيقة مايجرى بان هناك زمر سياسية لاتبالي بمصلحة العراق والمخاطر المحدقة به ، والا ستحدث اضطرابات دموية تسهم في اشاعة الفوضى واضعاف جهود معاركتنا ضد الارهاب الخاسر الاوحد فيها المواطن العراقي المغلوب على أمره الذي بالنهاية سيكون المشروع الدموي لاعادة الامور الى نصابها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات