19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

ادعموا الثقافة والاعلام الوطني، فمن دونه يستحيل تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية

ادعموا الثقافة والاعلام الوطني، فمن دونه يستحيل تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية

رغم مرور هذه الاعوام، ورغم امتلاك بلادنا هذه المليارات، ورغم الاهمية الحاسمة للثقافة والاعلام في وحدة الأمة العراقية واستقرار الوطن وتحقيق التآلف الطائفي والقومي، الا انه للاسف، لا تزال قيادات الدولة والاحزاب تنظر بعين ضيقة وأنانية حزبية جدا جدا الى دور الثقافة والاعلام في حياة الامة.
ان الاعلام والثقافة تعانيان من الامراض الخطيرة التالية:
اولا ـ ان اخطر واكبر واعقد مشكلة يعاني منها اعلامنا، تتمثل بالغياب التام لأي ثوابت وطنية متفق عليها وملزمة لجميع المؤسسات باحترامها. حتى في اكثر الدول ليبرالية، هنالك الزام دستوري وحكومي لجميع وسائل الاعلام باحترام الثوابت الوطنية المتفق عليها دستوريا.  بينما اعلامنا يضرب بعرض الحائط بكل الثوابت الوطنية والدستورية، ويمارس بكل فوضى واعية ومقصودة دعاياته التحريضية والتعصبية الطائفية والقومية والحزبية. نعم انه بالحقيقة ليس اعلاما عراقيا، بل اعلامات عديدة، حزبية وقومية وطائفية، تتنافس بينها من اجل دفع الشعب الى التصارع والانقسام!!  وهذا الإعلام لا ينبع من حلم الوطن والعراقيين  بل ينبع من مصالح قوى إقليمية ودولية تريد الإطاحة بالوطن العراقي. وقد نجحت حتى الآن بنسبة كبيرة بتنفيذ هذا المخطط.
ان جميع المؤسسات الاعلامية الحكومية والاهلية، مشتتة ومتصارعة في اهداف حزبية وقومية وطائفية مضادة تماما للوحدة الوطنية. بل الاتعس من هذا ان غالبية هذه المؤسسات مأجورة لقوى اقليمية متصارعة، وتنفذ اجندات تلك القوى الخارجية وتعكسها على مصالح الوطن ووحدة الشعب. بل ان جزء مهما من هذا الاعلام ممول من قبل القوات الامريكية خدمة لسياستها : راجع دراسة(قاسم حول) المنشورة في الصحف:
http://www.inciraq.com/pages/view_page.php?id=27356
 بصورة مختصرة نقول: غياب الاجماع على اول واكبر ثابت ومبدء موجود ومتفق عليه في كل اوطان الارض: (وحدة الشعب وقدسية حدود الوطن)..
ثانيا، المشكلة الكبرى الثانية، والتي لا تحتاج الى تفصيل، الا وهي (الفساد) والتي تعاني منها كل مؤسسات الدولة.  يكفي ذكر فضيحة شراء قناة العراق لافلام كرتون بسعر يقرب 120  مليون دولاراً بينما سعرها الاصلي لا يتجاوز المليون!(راجع نفس المصدر السابق) وهنالك المليارات التي تصرف هدرا على نشاطات اعلامية واعلانية لمؤسسات اجنبية وعربية، بينما كان بالامكان صرفها على الجموع الكبيرة من المثقفين والاعلاميين المنتشرين في الوطن وفي المهاجر، من اجل دعم نشاطاتهم الوطنية.. 
  ثالث، مشكلة هيمنة الاعلام القومي الكردي واستحواذه على 60% من الاعلام العراقي!
هذه المشكلة تستحق تفصيلا خاصا لانها تعد من اخطر الامراض المستفحلة في الثقافة والاعلام العراقي، لانها تتفاقم مع الزمن مصحوبة بمشروع قومي تخريبي وتقسيمي لا يرحم الوطن ابدا.
ان القيادة القومية الكردية التي تمثل جزءا صغيرا من الامة العراقية، تمكنت من الاستحواذ على حوالي  ثلثي المجال الاعلامي والثقافي!! فهم من قبل 2003 وبالاستعانة بخبرات خارجية معادية لوحدة العراق، شرعوا بتكوين اكبر امبراطورية اعلامية ثقافية في داخل الوطن وخارجه. وان غالبية المؤسسات الاعلامية الكبرى تابعة لهم مباشرة او غير مباشرة.
كذلك دعمهم وابتزازهم بمختلف الاشكال لعدد كبير من الشخصيات الثقافية والاعلامية والسياسية.
قد يمكن القول بأن سلوك القيادات الكردية بالسيطرة الاعلامية والثقافية، امر طبيعي ومشروع يمكن ان تمارسه كل السلطات والاحزاب!  لكن كلا، لهذين السببين:
ـ  ان هذه السيطرة مناقضة تماما لمبدأ التعددية الديمقراطية، لانها تجعل اقلية سياسية قومية تتحكم بالقسم الاعظم من ثقافة واعلام الوطن بأكمله. وهذا يعني عمليا، ان تتمكن الاقلية من فرض سياستها وشعارتها على الاغلبية!
ـ الاخطر من هذا، ان هذه القيادة القومية الكردية، معادية للوحدة الوطنية بصورة علنية ومتطرفة.  فمن خلال سيطرتها الاعلامية تعمل على تغذية الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة، بل حتى تمويل ودعم التجمعات الشبابية الرافضة للفساد، لا حبا بالعدالة بل من اجل اضعاف(عرب العراق) وقياداتهم، وبالتالي اضعاف الدولة العراقية بأكملها، لتستمر هذه القيادات الكردية بتحكمها بالوضع الوطني، وفرض سياستها القومية العنصرية والانفصالية.
ـ يضاف الى ذلك، ان هذه السيطرة القومية الكردية على الاعلام والثقافة، تمارس عبر اساليب عنصرية دكتاتورية تمزج بين الترغيب والترهيب، ابتداءا من شراء الذمم بالمال والدعوات واهداء البيوت او عمليات الترهيب وتشويه السمعة والتهديد ضد كل المعارضين لها من المثققفين والاعلاميين والسياسيين الوطنيين. بحيث انه اصبح من المعتاد على الكاتب والاعلامي العراقي وفي بغداد نفسها ، ان ينتقد أي طرف او شخصية عراقية حتى اعلى المراجع الدينية، ولكنه يخشى التقرب من القيادات الكردية خوفا من عمليات القمع والتشويه المرتقبة!!!
 بل هنالك الكثير من المثقفين المقيمين في بلدان الغرب، ورغم الديمقراطية والامان، الا انهم يخشون نقد السياسة العنصرية الكردية خوفا على انفسهم او على عوائلهم في الوطن!! نعم انه الرعب والاذلال بأفضع اشكاله بما يتجاوز حتى ايام سلطة البعث!!
                           كفاكم سلبية يا قادة الوطن، حركو ضمائركم..
في جميع انحاء العالم، أي مدير مؤسسة، تراه يكافح من اجل اعلاء شأن ووحدة وقوة مؤسسته، احتراما لواجبه وحرصا على وظيفته. طيب بالنسبة لقادة الدولة، لنقبل بأنهم لا يهتمون بمصلحة الوطن والمواطن، على الاقل ليعتبروا انفسهم مدراء مؤسسة اسمها الدولة العراقية، فيحرصوا على سمعتها ووحدتها، حرصا على وظائفهم ومنافعهم!!!
كيف يبرر لهم شرفهم السياسي ان يسمحوا لأقلية سياسية عنصرية تعتاش على اموال الدولة، ان تتمكن من السيطرة على غالبية اعلامي ومثقفي الوطن ؟؟؟؟!!!!
حتى الآن لم نفهم لماذا تضطر شخصيات امثال (حسن العلوي) او(مثال الآلوسي) والكثيرين غيرهم، من التنازل للبرزاني والطلباني من اجل بعض الهدايا والبيوت، بالوقت الذي تمتلك فيه دولتنا المليارات الكافية حتى لشراء ذمم البرزاني والطلباني وجميع اتباعهم واحزابهم!!!
اذن القضية ليست قضية اموال، بل قضية حنكة وكرامة ووطنية، تنقص قادة دولتنا!!!
لا نفهم حتى الآن ما الذي يمنعهم من استخدام جزءا يسيرا جدا من هذه المليارات لدعم وتخليص هذه الجموع الكبيرة من الاعلاميين والمثقفين المنتشرين في الوطن وفي انحاء العالم، والذين يعانون شتى انواع المتاعب والمصاعب من اجل ان يحافظوا على كرامتهم ولا يبيعوا ضمائرهم الى القوى الداخلية والاقليمية المعادية لوحدة بلادنا وامنها واستقراها ؟؟؟!!!!!
الآن الاوان لكي يحصل إعلاميو ومثقفو الوطن على جزء من من حقهم الطبيعي من ثروات الوطن لكي يتمكنوا من المحافظة على كرامتهم ومقاومة ضغوطات اعداء الوطن. كذلك من اجل إنجاز حلمهم المشروع في الحياة بعد أن اموا الدكتاتورية وعانوا عبر عشرات السنين من الغربة في الخارج والحصار في الداخل.
  نطالب جميع اصحاب الضمائر، بوقفة تاريخية شجاعة وعاقلة من اجل مساعدة شعبنا على الخروج من محنته الكبرى من خلال دعم ضميره الاعلامي والثقافي ليستعيد دوره الحقيقي في التوعية والتثقيف الوطني.
نطالب بتأسيس:
 (صندوق دعــم الثقافـة والاعلام)
الذي يجب ان يكون تحت رعاية لجنة وطنية حقيقية من العقلاء خارج المصالح الطائفية والقومية، ويكون معيارها وشرطها  الوحيد والاوحد لتقديم الدعم الى النشاط الثقافي والاعلام:
تشجيع الوحدة الوطنية ورفض كل الطروحات العنفية والتعصبية الطائفية والقومية الانفصالية، وكل ما هو منافي للوحدة الوطنية..
نؤكد ونكرر، ان هذ المعيار والشرط  هو الوحيد المعقول والممكن والمعمول به في جميع الانظمة الديمقراطية. والذي يمكن ان يتبلور حوله ميثاق الشرف الاعلامي والثقافي الوطني.
ـــــــــــ
اهلا وسهلا بكم في مجموعتنا: (احياء هوية الامة العراقية)
http://www.facebook.com/groups/mesopotamia.iraq