22 ديسمبر، 2024 9:03 م

وجيه عباس ظاهرة صحفية وسياسية وتلفزيونية وإنترنيتية ووطنية وإذاعية غير مألوفة في الإعلام العراقي. وقد يوقفني أحدهم هنا، ويقول لي برهاوة، وراحة بال: يابه على كيفك ويانه.. إشدعوة؟ فأقول له: بدون دعوة، ومركز شرطة، فوجيه عباس هو فعلاً ظاهرة لا يمكن أن تتكرر بموهبتها، وقدراتها الفنية والإبداعية، ناهيك عن أن الرجل يمتلك شجاعة مجنونة، وضميراً أبيض ناصعاً، ويداً ليس أنظف منها يدٌ، إلاَّ يد من كان صاحبها مثل وجيه عباس. وإذا كان سيد وجيه سليط اللسان والقلم في قذف كلمة الحق بوجوه، ومسامع الخونة، والعملاء، والفاسدين، والمجرمين، والطائفيين، فهو ذو لسان ناعم، وحلو كالعسل، لاسيما حين يقرأ قصيدة من قصائده الغزلية القليلة، أو حين يريد إبلاغ (أحد ما) رسالة ود (ورجاء لحد يفتهمني صح، كما يقول الزميل والصديق الشاعر حسين القاصد)!! وأبو علي كاتب مقروء بإمتياز، حتى لو كتب عن تأثير البطنج على طعم الباجلة، ومعد ومقدم تلفزيوني مُشاهَد من قبل مساحة واسعة من الجمهور العراقي، حتى لو تحدث الرجل عن الفرق بين حسين سعيدة وحسين سعيد. وإذاعي لا يشق له غبار، ودليلي على ذلك نجاح وتألق إذاعته (إذاعة وزارة الداخلية) التي تسلم مسؤوليتها قبل فترة قصيرة لكنه جعلها مسموعة، وكأنه مديرها منذ عهد نوح.. ووجيه عباس للأمانة والتأريخ نجم متابع فيسبوكياً، وله عشرات الآلاف من القراء والأصدقاء والمعجبين والمتابعين- ولم أقل مئات الآلاف كي لا أتهم بالمبالغة،على الرغم من أن عدد قراء ومتابعي وجيه عباس يصل الى أكثر من مليون شخص – وعدا كل هذا فإن وجيه عباس (المطرود) من كل القنوات التي قدم منها برامجه، لأن هذه القنوات لا يمكن أن تتحمل تبعات كاتب وشاعر مجنون، يقول ما في قلبه، وقلوب الناس علناً ومباشرة، وبدون أن يقول كلمة (العفو)!! القضية التي أوقفتني في مسيرة وجيه،
هي أن هذا الرجل الذي يجلب النجاح والشهرة للقنوات التي يقدم منها برامجه بسرعة صاروخية، سوف تتنكر له، وتستغني عنه هذه القنوات بسرعة صاروخية أيضاً!! لكني أتوقع في هذه المرة شيئاً مغايراً لما كان يحدث له من قبل.. وأقصد برنامجه (كلام وجيه)، الذي يقدمه اليوم من قناة العهد، والذي حقق نجاحاً مذهلاً، فإني أظن أن هذا البرنامج سوف يستمر من دون توقف ولن يجد بعد ذلك من يقول له: (راوينه عرض چتافك سيدنه)!! والسبب إن برنامجه الشجاع يقدم اليوم من قناة شجاعة لا تخاف من باطل، ولا تتراجع من أجل الحق أبدا.. ناهيك عن أن خطاب وجيه عباس الوطني الحر المستقل يتناغم ويتطابق مع الرؤية الحرة الوطنية المستقلة التي تنتهجها الجهة المسؤولة عن القناة (عصائب أهل الحق) ولهذا فإني واثق من أن علاقته بقناة العهد ستظل قوية ومتماسكة ما دام وجيه قوياً في قول الحق، ومتماسكاً مع سيرة إهل البيت الكرام، وما دام ملتزماً بولاية أمير المؤمنين، ومواظباً على أبجدية، ومنهجية باب مدينة علم الرسول علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام.. نعم..! فوجيه عباس ظاهرة ليست عادية مطلقاً.. وهو شخصية إبداعية مذهلة.. لذا يجب دراستها كظاهرة، ودراسة اسباب تميزها كشخصية مختلفة.. إذ كيف يمكن لمقدم برنامج بسيط أن يشتغل لوحده مع المخرج- يعني بدون فريق عمل كبير- من تحقيق نجاح بوقت قياسي، كان قد فشل غيره في تحقيقه، رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لذاك!! ختاماً أقول لكم مخلصاً: أيها النقاد والمثقفون والمتخصصون، والسادة المتعالون: تواضعوا قليلاً، واخلعوا كبرياءكم الفارغ، وقبله غروركم القاتل.. وادرسوا وجيه، (وكلام وجيه)، وجنون وجيه.. إذ من المؤكد أن تكون لدى هذا المسودن أشياء عظيمة.. وإلاَّ كيف صار هكذا؟!