28 ديسمبر، 2024 2:40 م

ادخلوا التأريخ ابطالا

ادخلوا التأريخ ابطالا

حتى لا نكون خياليين ومثاليين أزيد من اللازم.. وحتى لا نبخس النفس البشرية نزعاتها التكوينية، وميولها وطبائعها الغرائزية، ولا نغمط حقها في التنافس الشريف في كل الميادين وعلى جميع الإصعدة. فمن علوّ الهمة، ومن عزائم الامور ولوج معترك الحياة بكل حقولها، لا سيما الاجتماعية، والسياسية منها ومن الثقة العالية بالنفس، مزاحمة الأقران، ومناجزة الأبطال للإرتقاء لأعلى القمم ونيل اسمى المراتب، شريطة ان يجري ذلك التنافس وتلك المزاحمة بشهامة الفرسان، وصدق واخلاص الأحرار. وان لا تستخدم عواتق الجماهير المظلومة مصعداً لتحقيق غايات ومنافع شخصية، فالمتصدي للأدوار القيادية يتوجب عليه ان يضع نصب عينيه مصلحة الشريحة التي وضعت أمانتها في رقبته، ومنحته ثقتها العالية، فلا يفرط بأصغر جزء من مكوناتها.. ولا يضحي بأبسط حق من حقوقها، بل يتحتم عليه وضع جميع قدراته وملكاته في خدمتها.. وينذر حياته قرباناً على مذبح مستقبلها وأماني اجيالها القادمة.. وبذا يستحق المتفاني من اجل مبادئه وشعبه -وبكل جدارة- لقب القائد الجماهيري.. وبذي خلّد التاريخ أبطالاً لا يزالون ملء السمع والبصر وإن تعاقبت العصور.. وفنت الدهور! قد يأخذ علينا البعض -حين نضرب الأمثال- ويصفنا بالسطحية والبطر.
وحين نعتبر بالتاريخ ووقائعه سيصمنا بالرجعية، وسيرمينا بالتحيز اذا استشهدنا بتضحيات قادة عظام، وربما حكم علينا بالارتداد اذا كان على خلاف مع افكار احد هؤلاء الأبطال! ولن نفعلها.. ولن نجازف، ولندع الأمثال والوقائع “العتيقة.. البالية”! وسنكتفي بالتذكير بموضوعة الإنتخابات العراقية وتشكيل الحكومة وهي بعد ساخنة وجميع المعنيين والذين فتحنا عليهم النار عايشوها لحظة بلحظة ولا زالوا.. ونعتقد انها خير شاهد ودليل، ففيها من الدروس والعبر ما لا تبلغه المعاجم ولا ترقى اليها الأساطير!.. وهي ابلغ عبرة لمن لم يعتبر.. وأفخم موعظة لمن لم يتعظ!!.. ولو شئت سميت.. ولو شئت كشفّت أستاراً مهلهلة.. ولكني لا اريد ان اضع اصبعي على “الدُمَّلة”.. ففي ذلك عودة للحلقة المفرغة، فلان كان السبب!، وعلاّن ضيع الفرصة! ولولا الجماعة لكانت الأمور افضل!.. ونحن الذين فعلنا المطلوب.. وهم الذين غطّوا العيوب ووسعوا الجيوب!.. والقائمة تطول.
لن نشاكس.. ولن نسمي.. ولن نشير.. والى الله ترجع الأمور وحسبنا: “لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
(ومن أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً، ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً).