التجارة ميدان العقل واسلوب العقلاء واية الفطنة لايفلح فيها , بعد التوكل على الله, الا من عرف اسبابها وتسلح بفنونها وخبر مواسمها فالناس لاتخرج اموالها من بطر وانما البرد القارس والحر القيض والجوع والمفاخرة هي اساليب استنطاق المال.
ان التجارة الرائجة هي تجارة العلم والزكاة الواجبة هي نشره والاستئناس بفيضه والحث عليه , وهي تجارة الدنيا والاخرة, اما تجارة المال فهي تجارة الدنيا تدنيك من الناس وتجنبك قول السوء والتبطر وتمضي بك بين اصقاع وابقاع وتطلعك على سريرة الناس بعد ان يوهمك مظهرهم وتقرب منك السلاطين فهم بحاجة لماك وفنك يستفتونك فيما ابتغوه ويقصدونك فيما لديهم به حاجة او مشورة ويحسبون لمقدمك الحساب ولوقوفك الهيبة . تدنو منك الناس مخافة ان يقفوا يوما بباب متجرك فتردهم, وتثريك النساء اعجابا ويعرفك العامة والخاصة , لكن التجارة مهنة الافذاذ والعقلاء والنبلاء والرزق الوفير الذي اباحه الله للانسان منعما وللمدن وهي حاضرة.
قال الامام الصادق (ع) (( ترك التجارة ينقص العقل )) الوسائل ج12 , ص5.,
قال الامام الصادق (ع) (( يامعاذ اضعفت عن التجارة او زهدت فيها ؟ فقلت –كنا ننتظر امرا وذلك حين قتل الوليد وعندي مالا كثير وهو في يدي وليس لاحد علي شيء . ولا اراني اكله حتى اموت . فقال لاتتركها فان تركها مذهبة للعقل, اسع على عيالك واياك ان يكونوا هم السعاة عليك)) الوسائل ج12,ص6.
عن معاذ قلت لابي عبد الله (ع) اني قد هممت ان ادع السوق وفي يدي شيء فقال اذا يسقط رايك ولايستعان بك على شيء )) الوسائل ج12, ص7.
عن اساط بن سالم بياع الزطي قال سئل ابو عبد الله (ع) يوما وانا عنده عن عياذ بياع الكرابيس فقل ترك التجارة فقال عمل الشيطان , من ترك التجارة ذهب ثلثا عقله , اما علم ان رسول الله (ص) قدمت عير من الشام (قافلة ) فاشترى منها واتجر فربح فيها ما قضى دينه )) الوسائل ج12 , ص8.انظر محمد هويدي التفسير المعين, ص47.