7 أبريل، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

ادباء كبار وطفوله معذبه

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو السؤال منطقيا” عن سر التشابه في مراحل الطفولة للأدباء الكبار الذين شكلوا علامة مضيئة في تاريخ الأدب العالمي فسماء طفولتهم ظللتها غيوم ملبده بالتعاسة دوما” .. ومرت في طريق شديد الوعورة كتب على سهم اتجاهه الحرمان والبؤس والفقر واليتم المبكر
الروائي الروسي الكبير (تورجنيف) عاش طفولة صعبة بسبب ساديه وقسوة والدته فقد ولد في قصر تجاوز عدد غرفة ألأربعين إلا انه كان يشعر بالخوف والتعاسة منها فلا يمر يوما ألا وتجلد أحد عبيدها أو احد أولادها ولأتفه الأسباب.. وعندما كان التاسعة من عمره حاول الهرب من قصر الجحيم هذا ..لكن مدرسة الخاص منعه من ذلك لكنه لم يستطع إن يبعد ذلك القلق الذي يعيش معه وغادر مراحل الطفولة دون إن يظفر بالسعادة وكان يؤرقه نظرتها الاستعلائية للكتابة فهي تراها شيئا وضيع لايليق بابنها حتى بعد إن أصبح احد أعمده الرواية الروسية الثلاثة ( تولستوي – ديستوفسكي – تورجنيف) كان يتمنى أن تقرا له سطرا واحدا من كتاباته فماتت دون إن تتحقق أمنيته
والتعذيب لم يقتصر على الروائي ( تورجنيف) فقد كان جد الكاتب ( تشيخوف)من الرقيق واستطاع إن يجمع المال ويشتري به ثمن حريته ويقول ( كان جدنا يقسو في ضرب والدنا وكان والدنا يقسو في ضربنا ) وأضيف للطباع القاسية لوالده خسارته في ألتجاره فتدثرت طفولته بدثار سميك من الشقاء والخوف
.وتحفظ خزائن ذاكرة( ديستوفسكي ) قسوة والده وبخله وإدمانه على الخمر فقد كان عدوانيا في تصرفاته تجاه أبنائه والناس المحيطين به وقد انزل بدستوفسكي عقاب لم ينساه عندما تجرأ وشاهد من مسكنهم الملاصق للمستشفى المرضى وقد هدهم البؤس واليأس.. وكان مفرطا” بالقسوة تجاه المزارعين الذين يعملون في مقاطعته فلم يحتملوا ذلك فقتلوه .. لذلك ترى الشخصيات في رواياته متناقضة في نوازعها فيتجاور التواضع والكبرياء والخبث والطيبة وإلا يمان والإلحاد
إما الشاعر الأمريكي ( روبرت لي فروست ) فقد توفي والده وهو لايزال صغيرا” فاشتغل في مصنع للاحذيه وعامل في مواسم الحصاد
وكان الفصل من الوظيفة سببا في إن يعيش الكاتب الأمريكي ( فيتزجيرالد سكوت ) طفولة شقيه فلازمته عقده الفقر ولم يتم دراسته لأنه الصبي الفقير في مدارس الأثرياء وتسللت يد الفقر لتأخذ منه حبيبته التي رفضته بسببه !! لكن عندما أصبح كاتب أمريكا المشهور قبلت الاقتران به وتركت تلك الحادثة جرحا” ” كبيرا” في نفسه فقال متألما” إن سلطان المال يذلل كل شي حتى قلوب النساء …
ولقاء ستة شلنات يتلقاها من صاحب مدبغه عمل الكاتب الانكليزي تشارلز ديكنز بعد إن سجن والده العاجز عن دفع الديون لأصحابها فترك هذا العمل ذكريات لانمحى من الألم والتعاسة في نفسه فمجرد مروره قرب ذلك المعمل فان الدموع تفيض من عينيه
والكاتب( د -ه – لورنس)ابن أحد عمال المناجم عاش طفولة صعبه وشاقه لم يخفف عنه تلك التعاسة سوى حنان كبير أسبغته عليه أمه فترك فيه ذلك حبا كبيرا لامه وتعلقا” ترك أثاره السلبية على علاقاته مع الجنس الأخر
وقد توفي والد الكاتب والناقد الفرنسي (سانت بيف )وهو في بطن أمه وتكفلت برعايته أمه وعمته فنشأ في جو تحيط به ألكآبة والسوداوية فزين شعره الشيب مبكرا” وقال عن نفسه لقد ذقت طعم الحزن وانأ في بطن أمي
والكاتب المسرحي النرويجي ابسن مؤلف مسرحية بيت الدمية –والأشباح ولد لعائله ثرية تملك قصرا” كبيرا” لكن إفلاس والده في ألتجاره جعلها تسكن كوخا” صغير ليعيش في شقاء وتعاسة
والكاتب الفرنسي اندريه مارلو عاش في وضع نفسي كئيب فالعائلة أصيبت بنكسة ماليه بعد إن غرقت مراكب الصيد العائدة لجده فلم يتحمل فانتحر وبسبب ظروف قاسيه مرت على والده انتحر هو الآخر فتولى مسوؤليه تربيته والدته التي كانت تدير محلا صغيرا للخضار قرب ضواحي باريس
من تلك الطفولة المفعمة بالشقاء خرج هؤلاء الأدباء فكانوا اكثر جرأة من غيرهم في التعبير عن الآلام والبؤس الذي تعانيه الانسانيه ووصفوا تلك الأوضاع بواقعيه قاسية وكان للموهبة والاندفاع العالي نحو الرقي هو مطلبهم فخلدتهم الانسانيه وأصبحوا من رموزها الكبار

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب