نشرت صحيفة ( ليتيراتورنايا غازيتا ) ( الجريدة الادبية ) الروسية الاسبوعية الشهيرة في عددها المرقم 37 (6479 ) الصادر بتاريخ 24 – 30 / ايلول – سبتمبر/ 2014 مقالا طويلا بقلم الصحفية انستاسيا يرماكوفا شغل حوالي ثلاثة ارباع الصفحة مع صورة ملوٌنة جميلة و بعنوان – ( طريق الحرير الجديد ) تناولت فيه مضمون جلسة الطاولة المستديرة التي نظٌمتها ادارة تحرير الجريدة المذكورة لاعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد ادباء آسيا وافريقيا , والذي عقد اجتماعه في موسكو بدعوة من اتحاد ادباء روسيا للفترة من 3 الى 6 ايلول – سبتمبر . قدٌمت يرماكوفا للقارئ الروسي في بداية مقالها اعضاء الوفود من 11 بلدا من بلدان آسيا وافريقيا , وكذلك الادباء والصحفيين الروس الذين شاركوا في الجلسة , واشارت الى كلمة الترحيب التي القاها رئيس تحرير الصحيفة الاديب الروسي المعروف يوري بولياكوف , والذي تحدٌث بشكل وجيز عن تاريخ تلك الجريدة التي اسسها الشاعر الروسي بوشكين في القرن التاسع عشر والمراحل التي مرٌت بها , واعلن ان الجريدة تفتح صفحاتها امام ادباء آسيا وافريقيا و مشروعهم حول طريق الحرير الثقافي, ثم اشارت الى الكلمة التي القاها أليغ بافيكين – مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد ادباء روسيا والتي تحدث فيها حول جهود الاتحاد الكبيرة في السنوات الاخيرة لمساندة و تأييد اتحاد ادباء اسيا وافريقيا واعلن ان هذه الجهود نجحت في انضمام الصين ولاوس وكمبوجيا وتايلند وبورما والفليبين الى هذا الاتحاد واشار الى استمرار هذه الجهود بين بلدان امريكا اللاتينية ونجاحها ايضا, و توقفت يرماكوفا بعد ذلك عند الكلمة التي القاها رئيس اتحاد ادباء اسيا وافريقيا الاستاذ محمد سلماوي ( من مصر ) في تلك الجلسة , والذي تحدٌث فيها عن عودة اتحاد ادباء آسيا وافريقيا العتيد للحياة مرة اخرى ,
وذلك عندما دعت رابطة الادباء التقدميين لعموم الهند عام 2007 الى احياء ذلك الاتحاد , الذي تم تشكيله في خمسينيات القرن العشرين بمبادرة من مؤتمر باندونغ الشهير , والذي شارك فيه جمال عبد الناصر ونهرو و سوكارنو وبندرانايكا وبقية زعماء العالم الثالث آنذاك ,ولكنه لم يستطع ان يستمر – مع الاسف – في نهاية الثمانينات نتيجة التغيير الكبير في العالم الذي حدث عندها والذي أدى الى انهيار الاتحاد السوفيتي , الدولة التي كانت تدعم وبقوة ذلك الاتحاد آنذاك, ثم أشار سلماوي الى اجتماع القاهرة عام 2012 والذي اعلن الولادة الجديدة لهذا الاتحاد , وتحدث عن مسيرة هذه المنظمة و عن مجلتها الادبية الشهيرة والراقية – (اللوتس ) التي كانت تصدرعن ذلك الاتحاد باللغات العربية والانكليزية والفرنسية والى الجائزة العالمية التي كانت تمنحها تلك المنظمة و بنفس التسمية لادباء آسيا وافريقيا الكبار ( والتي حصل عليها من الادباء العرب الجواهري وميخائيل نعيمة ومحمود درويش ), واشار ايضا الى جهود اتحاد ادباء اسيا وافريقيا الى اعادة هذه المجلة المهمة عالميا الى الحياة ثانية في الوقت الحاضر, ثم اختتم كلامه باعلان الموضوع المهم والجوهري للجلسة وهو مناقشة مشروع طريق الحرير الثقافي الذي يتبناه اتحاد ادباء آسيا وافريقيا , وقد اعطى الكلمة لرئيس رابطة الكتاب الاردنيين د. موفق محادين , والذي تقدم باسم هذه الرابطة بالمقترح المذكور الى اتحاد ادباء آسيا وافريقيا , وقد أكٌد مندوب الاردن على التأييد الكبير من قبل الادباء في الاردن على عودة روسيا الاتحادية الى مسيرة السياسة العالمية وموقفها الشجاع بشان تعدد الاقطاب في العالم , واشار الى ان طريق الحرير الثقافي لا يمكن ان يتم بمعزل عن هذا الموقف المتميز لروسيا اذ انه لا يمكن ان يتحقق في عالم القطب الواحد, ثم اشارت يرماكوفا الى كلمة مندوب العراق الاستاذ فاضل ثامر – رئيس الاتحاد العام للكتاب والادباء في العراق ,و الذي اكٌد ان طريق الحرير يمكن ان يؤدي الى التفاهم المتبادل والتعاون بين شعوب اسيا وافريقيا والى تطوير المعرفة العلمية والثقافية , وان افضل وسيلة للعالم الثالث والانطلاق والتخلص من واقعه المتأزم – هو تطبيق هذه الخطة
العملية والواقعية و الشجاعة , و توقفت يرماكوفا بعدئذ عند حديث الاستاذ ريهات سعيد من الباكستان حول امكانيات التعرف – في اطار هذا المشروع – على ادب الشرق العملاق في العالم الغربي بما فيها روسيا , وأشارت يرماكوفا الى كلمة الاستاذ طلال سعد الرويضي الامين العام لرابطة الادباء الكويتيين الذي قال ان العالم يحتاج حتما الى الاطلاع على عوالم الاداب الشرقية الفنية الرائعة والمدهشة , و الى ما اعلنه مندوب عمان الاستاذ خميس العدوي في كلمته الى ان هذا واحد من الاهداف الكبرى التي يسعى اليها مشروع طريق الحرير الثقافي , وان بلاده يمكن لها ان تكون واحدة من قواعد هذا الطريق , واعلن مندوب اوغندا عن أسفه لعدم وجود جوائز ادبية في بلاده , وان الادباء هناك ينتظرون تلك الجوائز من الغرب , ولهذا فان الادباء يرتبطون بتلك الجوائز , وقال انه يحيٌ مشروع طريق الحرير الثقافي لان هذا يعني ان الادباء في بلاده سيرتبطون بهذه الحركة وبجوائزها التي يجب ان تستحدثها حركة ادباء آسيا وافريقيا , وكذلك اشار مندوب نايجيريا الى قوة التقاليد الفلكلورية في ادب بلاده وان هذه المشاريع ستؤدي حتما الى تعميق تلك التقاليد وتطويرها . وتوقفت الصحفية يرماكوفا في مقالها هذا عند الاراء التي طرحها بعض المساهمين من الجانب الروسي في تلك الجلسة ,و الى ما ذكره بيوتر كاليتين بالذات , الذي أشار الى موضوع حساس ودقيق جدا وهو ان الثقافة الراقية والرفيعة قد تراجعت في اوربا , ولهذا فان مشروع طريق الحرير الثقافي هذا يمتلك صفات وسمات عالمية مهمة قبل كل شئ لاوربا نفسها , ولروسيا باعتبارها مشارك فعٌال ومهم في هذا المشروع , ولهذا فانه من الضروري جدا ان تبدأ روسيا بالذات بترجمة ادب الشرق الى اللغة الروسية , وان تبدأ في نفس الوقت بترجمة الادب الروسي الى اللغات الشرقية , وقد استقبل المشاركون في تلك الجلسة هذه الفكرة باستحسان و تأييد كبيرين , هذا وقد أشارالبعض الى ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعتبر قائدة في مجال نشر الثقافة العالمية الراقية والعظيمة , وان هذه الظاهرة سلبية لانها تعني ان شكسبير وغوته وبلزاك و تولستوي وبقية الاسماء الكبرى في الاداب
العالمية ليست في طليعة الفكر , وان نتاجات الثقافة الجماهيرية السطحية هي السائدة هناك , وبالتالي يجب اخذ ذلك بنظر الاعتبار عند الشروع بمسيرة طريق الحرير الثقافي هذا , اذ من المؤكد حتما انه سيصطدم بتلك الثقافة الهابطة هناك.
في ختام هذه الجلسة الثقافية الرائعة أشارت انستاسيا يرماكوفا الى ان ادارة تحرير جريدة ليتيراتورنايا غازيتا تنتظر نشاطات اعضاء اتحاد ادباء آسيا وافريقيا حول هذا الموضوع الثقافي الكبير , وان الجريدة على اتم الاستعداد لنشر كل هذه المواد في ملاحقها الاسبوعية وبالتعاون مع اتحاد ادباء روسيا ووزارة الثقافة في روسيا الاتحادية .