23 ديسمبر، 2024 2:03 ص

تتطلب التطورات الاخيرة التي تمر بها البلاد تكاتف الجهود وتعاضدها للخروج من الازمات التي باتت تهدد الجميع دون استثناء الامر الذي يجعلنا نتخبط من كثرة الاحداث التي تتوالى علينا الواحدة تلو الاخرى في واحدة من اصعب المواقف والظروف التي المت بنا دون ان تعطينا مجالاً في اعادة حسابتنا التي اصبحت هي الاخرى خارج نطاق العقل والمنطق.

فالكل ايقن ان المشكلات التي نعاني منها والتي لم نتسنى معها ان نعلم كيف وضعنا ضمن اطارها الذي رسمته السياسات الخاطئة للزمرة الحاكمة اذا صح تسميها، فقد اصرت هذه الثلة على انتهاج نفس الاساليب والادوار التي كانت السبب وراء ما الت اليه البلاد التي تحصارها الخيبات من كل الجهات.

وبالرغم مما اسلفت الا ان اصرار بعض الجهات والشخصيات بالتشكيك بكل من يريد ان يجد الحل ويحشد الجهود من اجل اخراجنا من محنتنا التي باتت تتسع يوماً بعد يوم، سواءً المتعلقة بالوضع الاقتصادي الذي اصبحنا بفضل حنكة خبراؤنا من اتعس الدول التي تعتاش على النفط كمصدر وحيد للدخل، الذي تعتمد عليه المكانة الحربية التي استنزفت الكثير وعلى ما يبدو ان المعارك ستستمر الى ما شاء التخطيط لها من قبل اللوبي الدولي، وسط هذا الكم من المتاعب فالمناكفات السياسية اصبحت السمة الغالبة للمشهد العراقي التي اضحت مشاهده بالغة الاذية وانحن نرى ابناء البلد يهانون في واحدة من اشريس محن الانسانية عندما يترك الاهل يواجهون مصيرهم بعد ان تقطعت السبل بهم امام ظلم الارهاب ووحشية داعش المجرمة.

ولقد لمسنا خلال متابعتنا للاخبار والتصريحات التي تصدر هنا وهناك، بشان زيارة رئيس البرلمان الى اميركا، الذي ما انفك الكثيرين من التقليل من اهميتها تارة وتوجيه الاتهامات الى شخص الجبوري تارة اخرى، وكانه هو من زرع الفتنة في بلاد ما بين النهرين، متناسين ان الزيارة اكتسبت اهميتها بنتائجها التي ركزت على الدعم الدولي الغير محدود للعراق في حربه ضد الارهاب، ناهيك عن المكاسب التي تحققت لمئات الالاف من النازحين بعد ان تركتهم لجان الحكومة المتعددة يواجهون اسوء مصير في بلد يعد من اغنى بلدان العالم الا من الحكمة.

ان ابرز ما يمتاز به سياسي المرحلة الراهنة هو التذاكي واللعب على اوتار الازمات بطريقة لا تخلو من المكر المفضوح، وهنا لابد من التذكير وتوجيه الاسئلة، لمن شكك واتهم، هل لك ان تبرهن لنا ما فعلته لابناء وطنك، او على اقل تقدير لمناطقكم التي تعيش ظروفاً تفتقر لمقومات العيش السليم بكل جوانبه الامنية والصحية والنفسية، وكانكم بتصريحاتكم المعهودة تلك تثبتون للجميع بانكم تصلحون لقيادة اي شيء الا ادارة بلد كالعراق..