1 نوفمبر، 2024 5:36 ص
Search
Close this search box.

ادارة اوباما وخيوط اللعبة في العراق 

ادارة اوباما وخيوط اللعبة في العراق 

اللعبة الامريكية شارفت على الانتهاء في ألعراق بعد تدمير الانبار بنسبة 80% حسب احصائية مجلس المحافظة ، ونحن هنا لسنا ضد (تحرير) مدننا كلها ،وإعادة النازحين والمهجرين والمهاجرين وهم بالملايين لبيوتهم  وديارهم ، وتخليصهم من ارهاب الميليشيات الايرانية وداعش، ولكن ضد تدمير البلاد بحجة هذا التحرير ألبائس وهي الاستراتيجية التي تنفذها ادارة اوباما وتحالفها في العراق ،ونحن نعلم من صنع الميليشيات ومولها ودربها وسلحها للانتقام من العراقيين وإشعال الفتنة الطائفية وتفكيك نسيج الشعب العراقي ،لإشباع شهوة الحقد التاريخي الاسود للعراق ، ونقصد هنا ايران التي دخلت العراق واحتلته بعد رحيل القوات الامريكية المحتلة ، بكل حقدها وغلها وثأرها التاريخي القريب من العراق والعراقيين ، ونعرف من قتل القادة العسكريين ورموز البلاد الدينية والعشائرية والعلمية والأطباء والطيارين وكتب على جثثهم(هذا من اعتدى على ايران وقصف مدنها)، ونعرف الجرائم كلها التي قامت بها ايران وميليشياتها منذ الغزو الى يومنا هذا، ضمن اجندة ايرانية ثأرية انتقامية واضحة ،لتحقيق مشروعها الديني الكوني التوسعي  في التمدد والتشيع ألصفوي اما الادارة الامريكية ،ومنذ بدء العدوان الغاشم على العراق بحجج وأكاذيب وأباطيل ساقها المجرم بوش الابن ضد ألعراق وقاد حملة التضليل والتجهيل والتغول في غزوه الوحشي للعراق،والتي اثبت الواقع بطلانها وزيفها وتمريرها على ألعالم وما اعترافات اوباما ومدراء المخابرات الأمريكية وأعضاء الكونغرس الامريكي وتوني  بلير (بخطأ غزو العراق)،وفضح المجرم بوش وتجريمه لهذا ألغزو إلا اشارة واضحة ان غزو العراق وتدميره ،كان ضمن مخطط ممنهج في استراتيجية امريكا ، بغض النظر عن كونه يمتلك اسلحة دمار شامل او له علاقة بالقاعدة او غيرها ، وإنما هو مشروع تدميري لتفكيك وتفتيت المنطقة انطلق من العراق ، لأنه يمثل رأس الحربة ورمح التوازن الاستراتيجي في المنطقة لذلك استهدفته ادارة المجرم بوش اولا ، وهذا المشروع هو اقامة الشرق الاوسط الكبير ،وهو ما يعني ان امريكا يجب ان تسيطر من خلاله على النفط والمنطقة ومواردها واقتصادها ،وإبقائها تحت هيمنته لقرون طويلة مع ضمان امن اسرائيل الى الابد ، وتفردها كقطب اوحد في العالم ، ولكن وبعد سنوات الغزو لم يتمكن بوش ومن جاء من بعده وهو اوباما من تحقيق اي من اهداف امريكا الاستراتيجية في ألعراق وفشلت كل الاستراتيجيات التي تعترف ادارة اوباما بفشلها ، وتبدلها كل فترة ، اللهم الا اذا كانت الاستراتيجية الامريكية كهدف غير معلن لها هو اشعال حرب طائفية اهلية العراق وتفتيت وتفكيك مجتمعه وطوائفه وقومياته، وتدمير بنيته التحتية والفوقية ، وتهجير وقتل شعبه ، نعم هذا تحقق تماما ، ولكن في المقابل لم تستطع لا امريكا ولا ايران ولا غيرهما ، من زرع الطائفية بين مكونات الشعب ومذاهبه وأديانه وطوائفه ، ما حصل كان في الاحزاب الطائفية (كمنهاج لها وايدولوجية طائفية تحملها )، وفي الحكومات المتعاقبة التي اسستها لهذا الغرض ابتداء من مجلس الحكم الطائفي التحاصصي ووصولا الى حكومة العبادي الطائفية وهيمنة احزابها الطائفية عليها ، اذن لم تنجح امريكا بجلالة قدرها من (ترويض) شعب العراق واختراقه ابدا ، والدليل المظاهرات المليونية التي خرجت وقالت كلمتها الفصل بالاحتلال الايراني وقبله الامريكي والأحزاب وعمائمها الفاسدة وعملائها وأتباع ايران فيها ، والهتافات الصارخة ضدها ،رسالة وشاهدا عراقيا على رفض العراقيين المشروعين الامريكي-الايراني ،ولكن ما جرى بعد هذا كله ، جاء الاخطر كنتيجة مباشرة لهذه الاحتلالين وهو ظهور تنظيم داعش كرد فعل للعنف الطائفي الثأري الذي اتخذته الميليشيات الايرانية اجندة لها في اشعال الحرب الطائفية في البلاد تحت اشراف ودعم وتخطيط نوري المالكي عندما كان رئيسا للوزراء وقد اعترف هو بنفسه وقال (انا مؤسس الحشد الشعبي وصاحب فكرته وليس السيستاني)، فظهرت داعش واسقطتت الموصل وسيطرت على اقضيته ونواحيه وتبعتها اسقاط الانبار واقضيتها ، وأصبحت داعش تحكم (كدولة ) ،وهكذا اعلنت نفسها( الدولة الاسلامية في العراق والشام) ، وهكذا اصبحت الميليشيات الايرانية(التي باركتها ادارة اوباما ودعمتها في البداية)، وتنظيم داعش الذي ايضا دعمته امريكا كند للمليشيات) ،عبئا على ادارة اوباما وصار التخلص منهما امرا بالغ الصعوبة  ، هنا تكمن اللعبة ، وخطورتها على المشروع الامريكي الذي اثبت فشله في ألعراق فأرادت ان تنتشله من بين مخالب داعش والميليشيات ،بضرب بعضها بالبعض الاخر ، وهو ما حصل ويحصل الان في العراق، وهذه هي استراتيجية اوباما التي اعلنها قبل ايام ويقوم بتطبيقها في العراق،الان اصبح اللعب على المكشوف امريكيا ، فقد امرت حيدر العبادي بمنع دخول الحشد الشعبي الى المدن التي يسيطر عليها داعش،وتقوم هي بالمهمة بالطيران والصحوات والجيش (رغم عدم قناعتها بفاعليته)، والحشد العشائري  والوطني ، وهكذا اقتحمت القوات والحشد العشائري والفرقة الذهبية وقوات سوات الانبار تحت قصف امريكي كثيف جدا  ،احال الانبار الى خرائب ومدينة لا تصلح للحياة وحل الدمار في ابنيتها وشوارعها وبيوتاتها وبنسبة 80% ، في حين ظل الحشد الشعبي يتفرج ويرعد ويزمجر ويهدد ويتوعد ضد امريكا  التي قال قادة الحشد الشعبي انها( تريد ان تخطف النصر من الحشد)، وهكذا تحولت الانبار بليلة وضحاها الى مدينة اشباح حقيقية بنصر وحشي ارعن دمر المدينة بحجة طرد داعش منها ، وافتراضا غير مستحب نقول اذا كان هناك نصر وتحرير عراقي وأمريكي للانبار اليس من حق الاخرين ان يسألوا سؤالا واحدا، اين جثث داعش وأين اسراهم ، وأين اثارهم وبقايا اسلحتهم وملابسهم التي تركوها خلفهم اثناء هزيمتهم من ألمدينة ام انكم كنتم تطاردون وتقاتلون اشباح مثل نصركم، الذي تضحكون به على العالم ، وما هو بنصر سوى نصر على المواطنين وتدمير مدينتهم وإحالتها الى مدينة لا تصلح للعيش والحياة ، نحن نفهم معنى ألتحرير ومعنى استعادة مدينة من قبضة من استباحها وسيطر عليها، ولكن لا نفهم ابدا اهداف تدميرها وجعلها اثرا بعد عين ، الا اذا كان معنى النصر بالمفهوم الامريكي هو الخراب والدمار ومحو المدن من الوجود في العرف الاستراتيجي الامريكي ألعسكري هذه هي اللعبة القذرة التي تلعبها امريكا الان في العراق ، وها هي تحول انظارها الى الموصل بوصفها حاضرة الدنيا وأم الحضارات في الارض وأهميتها الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية وثقلها الاجتماعي والتاريخي كما الانبار، لذلك تتجه الانظار لتدميرها ومحوها من الوجود كما حصل في الانبار الآن لتقول ادارة اوباما اننا حررناكم من داعش ، ولم تقل لنا انها هي من جاءت بداعش والميليشيات الى العراق لتدميره ومحو حضارته وقتل شعبه، اعتقد ان اللعبة الامريكية لم تنته بعد ،حتى تتخلص من الموصل المقاومة عبر التاريخ ،ورأس العراق وجمجمته ورمحه وسيفه الصقيل الذي يحز رقاب الاعداء ، فالأنظار كلها الان باتجاه الموصل والتحضيرات الامريكية والعراقية متسارعة  نحوها بالقصف الوحشي على مواطنيها ودوائرها ومؤسساتها ، دون ان تستهدف كالعادة مقرات ومعسكرات تنظيم داعش فيها، اذن نحن امام معركة حاسمة لتخليص اهل نينوى من داعش وجرائمه ،ولكن لسنا مع تدمير نينوى وقتل اهلها وتدمير بنيتها التحتية وتفجير جوامعها ومؤسساتها وصروحها العلمية والحضارية والتاريخية وتحويلها الى خرائب تنعق فيها الغربان كما فعلته مع الانبار ، نعم نريد التحرير والتخلص من داعش، ولكن لا نسمح بتدمير نينوى حضارة وشعبا وتاريخا وبنية تحتية ، نؤكد هذا ونحن نرى التوعد والخراب على السنة ميليشيات ايرانية تستقتل للمشاركة في تحرير نينوى ، يدعمها ويطلب منها من حسب على اهل نينوى، ونينوى بريئة منهم وهم اشباه الرجال ممن يريد ادخال الميليشيات لنينوى بحجة تحريرها، وهم كمن يدخل زناة الارض على عروس لفض بكارتها ، نرفض هذه الخيانة المعهودة لرجال باعوا الشرف الوطني من قبل للمحتل والآن يبيعونها للميليشيات ، هكذا تبدو خيوط اللعبة الامريكية التي يمسك بها اوباما في العراق ..

أحدث المقالات