23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

ادارة الموارد البشرية وفهم لغة الجيل

ادارة الموارد البشرية وفهم لغة الجيل

من المشاكل التي يعاني منها جيل الخمسينات ان ينقل خبرته الى الاجيال اللاحقة، فاللغة مختلفة والسرعة مختلفة والاهتمامات اضحت أكثر ذاتية بحكم الضغط والاجحاف، وقلما تجد شكوى من هذا الجيل المكافح من اجل العيش الا أنين الظلم والاهمال.
ضعفي وغيري في نقل الفكرة اذن ليس قصورا في جيل الابناء فهم ولدوا في عصر الازمة وتعاملوا مع المتغيرات والخروج من الصناديق او لباس الاباء الى امرهم الخاص ورايهم الواقعي وطرحهم البسيط وابعاد القلق او خزين المعلومة بما ليس له ضرورة عملية تفيد معركتهم مع العيش والاستمرار.
الزمن المر سرق الاحلام، وسرقة الاحلام لا تقتل الابداع وانما تثبطه، وتمنعه من حمل اسم حتى ان ولد، فالخصوصية مسالة فيها نظر
احاول في هذا المقال ان اكون قريبا من هذه الطبقة العملية من بناتنا وابنائنا لكي اصل الى امر مهم وهو مجموعة القيم التي تكون الشخصية ولا تسمح لضغط الزمن ان يحول هذا الشباب الرائع الى روبوتات همها مصارعة الواقع واستراق الراحة بلمحات، وكم تأملت شبابا عاملا مجدا لا يحس بالأمان على عمله لغياب احتضان الدولة للعمل الحر وتعضيد العاملين فيه لضمان حقوقهم ومستقبل اسرهم، فهي لا يمكن ان تضع الكل في دوائر الدولة، لكن ممكن ان تحفظ حقوق العاملين مع الشركات او بالأعمال الحرة ليعيشوا حياتهم بلا خوف “وانكسار ظهر” بكل معنى الكلمة على اسرهم، وممكن هذا من خلال ادخالهم في برنامج رعاية اجتماعية بحيث يغطي المدة ما بين تركه عمل الى استحصاله لعمل وبالإمكان ان تكون منظومة لهذا الغرض تعمل كوسيط كي لا يكون هنالك اتكال او فتور في البحث عن عمل، قول الدولة انها لن تعين لا يعفيها من مسؤولية ايجاد عمل وتشغيل الموارد البشرية للاستفادة الايجابية منها وهذا ليس بدعا وهو في دول ليست في مطاف الاغنياء.
الدولة بدل التنظيرات في الخصخصة والاستثمارات التي لم تدرس وانما يلقيها اناس عاشوا في الخارج سمعوا بها ربما دون معرفة ماهيتها لكن ظن سائد انهم تقدموا مدنيا على من عاش في الداخل ويتصور انه سيأتيهم بأمر يجهلونه ناسيا ان المعاناة تسبغ الجيل وان من لم يعش المعاناة تخلف عن الجيل الجديد بطريقة التفكير للوصول الى الخلاصات، بيد ان هذا الجيل يحتاج الى منطق الوجود وليس العيش فقط، والدولة غائبة عمليا لكي تعين المفكر ان يقوم بواجبه، فلا مراكز دراسات ولا معالجات بل فهم غائب واهمال للواجب، فكيف تعين الشباب كي يعيشوا حياتهم ويسعدون وهم اليوم يقنعون انفسهم بالراحة تمثيلا بلا احساس؛ كما اعتاد جيل الهم الذين هم الاباء.
ان معاناتنا في ادارة الحياة والموارد الطبيعية والبشرية الغزيرة والمتكاملة لهو فشل نابع عن جهل مريع في تكوين منظومة دولة بمؤسسات تصنع الحياة وهذا لن يأتي ابدا الا بحماية مواردنا الطبيعية والبشرية ومعالجة تخلفنا وعجزنا حينما نؤهل كوادر للعمل والعمل غير موجود انها ازمة لغة ومعاناة الجيل، او غياب قوانين حقيقية شاملة بعيدا عن الامزجة تضمن للعاملين في القطاع الخاص او الحر تقلبات الزمن والعجز او الاستغناء بلا رحمة عن كوادر حية اعطت واستنزفت او بلغت من الخبرة وتريد الشركات ان تتخفف من ثقل رواتبهم الى يد عمل باجر زهيد.