23 ديسمبر، 2024 11:20 ص

اخيرا ….. وثيقة الاصلاح العبادية

اخيرا ….. وثيقة الاصلاح العبادية

بعد انتظار طويل, جاءت اخيرا وثيقة الاصلاح التى اعلنها رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة الدكتور حيدر العبادى, انها الخطوة الاولى والوحيدة , بعد سنين طويلة, فى الطريق الصحيح للخروج من النفق الطويل العميق المظلم.

هذه الوثقة قد فرضتها الضرورات, حيث لايمكن ان تستمر التناقضات تحكم وضع ” الدولة” التى استقرت الى هيكل متصدع ايل الى السقوط لا يقوى على الحركة و الحرب الاهلية المستعرة فى الرمادى وسامرا وبيجى, والموصل التى فقدت الدولة السيطرة عليها وبشكل معيب منذ اكثر من سنة, ولايوجد مخطط وجهد عسكرى وشعبى رصين يطرح امكانية تحررها واعادتها الى الدولة, هذا بالاضافة الى ثلاثة ملاين من العراقيين الذين اجبروا على ترك ديارهم ومدنهم مع تضحيات هائلة بالارواح و الاموال, ان مستقبل هؤلاء لا يختلفون عن حالة تحرير الموصل. من الناحية الاخرى اجهزة الدولة القائمة على المحاصصة الطائفية الذى تحولت الوزارات الى قلاع طائفية يمنع الدخول والعمل فيها لغير ابناء الطائفة, بالاضافة الى كونه جهاز ضخم جداتحوى كل وزارة فيه على الالاف الفضائيين, على ان هذا الجهاز المترهل, غير الكقؤ مصاب بشكل مزمن بالفساد الادارى, قضية لا تحتاج الى كلام كثير. اما عن الفساد المالى الذى تجذر فى جميع مرافق الدولة واخذ اشكال وصور تعبرعن براعة واستعداد ومهنية عالية للسرقة والاحتيال والنصب على المال العام مثل كل المجرمين المحترفي. ان تكاليف الرئاسات الثلاثة, الرواتب ومخصصات وايفادات الخيالية يكلف حوالى 25% من ميزانية الدولة, اما عد الحماايات من الجنود والضباط فهم اكثر من ىعدد الجيش العراقىو انها حالة من التبذير واللامبالاة وانعدام الضمير والحس الوطنى لم يشهدها العراقيون حتى فى ايام هولاكو.

فى المقابل, فان الانتاج فى جميع مجالاته قد انتهى واستسلم لموت بطىء وكما يبدو فانه مازالت لم تظهر لحد الان بوادر لاعادة الية الحياة. وعلية فان العطالة تعصف بالشباب والفقر كما تشير الى ذلك بيانات وزارة التخطيط قد تجاوز الـ 20%. وليس هذا فحسب وانما المليارات التى صرفت على قطاع

الكهرباء, لو كانت الجهود مخاصة وحقيقة, اصبحنا اليوم نصدر الكهرباء الى الدول المجاورة. ولكن العراقيين الذين فقدوا الثقة ليس فقط بوزراء الكهرباء, وانما بالحكومة واحزابها وشخوصها والتصريحات التى يطلقونها باستمرار حول المشاريع والانجازات تحقق الشعب منها وعود كاذبة والتى تعبر عن عقل مريض وضمير بائس. اثنى عشر سنة مضت دون ان يتحقق مشروع واحد فيه فائدة للشعب يستحق الذكر.

ان المظاهرات التى قامت لعدة اسابيع فى بغداد والبصرة والمنطقة الجنوبية ومدن اخرى كانت فى حقيقتها ترفض هذه التوليفة البائسة التى جاءت بها امريكا وايران , وهى تعنى تصحيح المسيرة بما يتفق مع متطلبات الشعب فى حقه ان يعيش بأمان وحرية وله حق العمل ويتمتع بكل الخدمات ,مثله مثل الشعوب الاخرى التى تعمل حكوماتها لتوفير شروط الحياة والكرامة له ,ويحافظ على ثرواته لانها من حق الاجيال القادمة ايضا.

ان الدولة المثقلة بالديون والنزف المالى المستمرالذى تسببة تكاليف النخب الحاكمة وسرقاتها التى لم تنقطع, والحرب الاهلية وتكاليفها الخيالية, فى بلد تخلى حتى عن صناعة وانتاج ابسط الفقرات الضرورية( الرصاصة) هو فى وضع يرثى له, هذا بالاضافة الى الخزينة المتهاوية الخاوية. هل يمكن ان تستمر هذه الحالة المتناقضة ؟ لمن والى متى؟

ومع ذلك فان الدكتور العبادى فى وضع لا يحسد علية, ان الكلاب والوحوش الضارية سوف تقاوم وبضراوة كل ما يهدد مصالحها, وسوف تحاول استخدام ابشع الوسائل لتشكيك فى عملية الاصلاح وسوف يحيكوا المؤمرات ويضعوا العقبات فى طريق اعاقة تحقيقها وحتى افشالها. ولاشك فى ذلك , اذا اخذنا بننظر الاعتبار, ان نسبة عالية جدا من النخبة التى صعدت الى قمة القرار السياسى والاقتصادى والتشريعى ليس لها تاريخيا وطنيا ولا جغرافية مشرفة, جماعات كانت تعيش على حافة المجتمع , تعيش على مساعدات الدول التى هاجرت اليها, وتعيش الان فى العراق فى اوضاع الملوك والامراء وجمعوا ثروات هائلة بطرق يخجل لها جبين الشرفاء., انهم لايصدقون انفسهم وما هم علية الان, نكرات تقيم فى قمة الهرم الاجتماعى, يتمتعون بكل ما يوفره لهم من امتيازات, وبدون

مراقبة او وسائل ردع. انها حالة غريبة من التضامن فى اطار بقاء واستمرار التشكلية الحاكمة على ما هى علية, هذه التى تحصل بين عصابات المافيات المجرمة والعملاء الذين جاء بهم المحتل عام 2003 ووضعهم فى خدمته, واستطاعوا فى نفس الوقت ان يقدموا انفسهم فى خدمة العديد من مخابرات الدول المجاورة و التى لا تضمر للعراق خيرا, لكى يضمنوا استمرارهم فى الحكم. هؤلاء الذين ابدوا الفرحة وايدوا بسرعة كبيره وثيقة الاصلاح, ليس حبا بالعراق ولا يضرورة الاصلاح وانما لدفع الشبهات عن انفسهم ومثلما هو دائما

ان تركب الموجة فى الوقت المناسب وقبل فوات الاوان. ان الايام القادمة سوف تكشف عن حقيقة معادن الرجال والنساء الجالسون على رقاب الشعب.

كان اعلان وثيقة الاصلاح قد بعث فرحة امل كبيرة فى صفوف الشعب, خااصة بعد المظاهرات الجماهيرية فى بغداد والمحافظات الجنويى ومدن عراقية اخرى, واذا كانت الشعارات التى رفعها المتظاهرون تؤكد على ضرورة تحسين الخدمات الاساسية ومحاربة الفساد المستشرى فى جميع مؤسسات الدولة, فانه فى حقيقة الامر لاتقف على ذلك, وانما بعد ثلاثة عشر سنة من الحكم تتوالى الكوارت والفواجع على البلد والشعب, ومع صرف المليارات الضخمة, الا انها لم تخلف اثرا ايجابيا ملموسا فى البلد فى اى مرفق من ميادين الحياة, انها الحقيقة المرعبة التى يعيش الشعب العراقى التى تقوم على ان “الامس افضل من اليوم, واليوم افضل من الغد” والجميع يعيش حالة المستقبل التعيس الذى ينتظرهم.

ان المظاهرات والاحتيجات وما يسطره المثقفون فى وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية ليس جديدا ,الا ان كل ذلك لم يحرك المتسلطون ان يقفوا لدقائق لاعادة النظر فيما يفعلون وما سوف يعملون, وكان الشعب والبلد لا يعنهم بشىء او انهم اجانب وغرباء علية مهمتهم الرئيسية الاثراء على حسابة وتحقيق مصالح الذين اتوا بهم الى الحكم. ان المشكلة الكبيرة تكمن فى ان هذه النخبة ترجع “شرعيتها” الى الدين, الى الاسلام, ولكنهم اصبحوا خطرا كبيرا على الدين والاسلام واصبح الانتساب الى الطائفة, جميع الطوائف بدون استثناء, من الاخطار المستمرة التى تؤجج الارهاب وتفكك اواصر الوحدة الوطنية, كما ان الدين اخذ يعرف بالاشخاص الذين يدعوه, وهؤلاء كانوا ومازالوا سفهاء وكذابون وبذلك فد خسر الدين قدسيتة ومبادئه ورسالته الانسانية

ان الدكتور العبادى سوف يجابهه معارضة كبيرة علنية ومتسترة, وسوف تكون من اعضاء ومؤيدى الحزب الذى ينتمى الية ( حزب الدعوة),ان الغالبية منهم كانت المستفيدة مباشرة من نظام المحاصصصة, فقد قاموا بأسم الانتخابات باحتلال المواقع المهمة فى الحكومات المحلية, وكذلك فى الوزارات المرهونة للشيعة , هذا بالاضافةالى مختلفامكانيات الحصول على الكوميشنات والمقاولات وتجهيز الدولة بمختلف الاجهزة والمعدات. ان الجانب الاكثر اهمية هو ارتباط الغالبية منهم باشكال متعددة, دينية وايديولوجية ومصلحية بايران التى قضوا فيها سنين عديدة, والقضية, بالاضافة الى الاسباب التى تم ذكرها فهى تعنى فى نفس الوقت تسوية ديون لسنين النزوح والاقامة, والتى تفرض بنف الوقت نوعا من الولاء.وليس اخيرا فان عدم الوفاء يمكن ان يؤدى الى اغتيالات وتصفية بشرية, ان هذة الحالة ليس غريبة عن السياسة, بل انها من الوسائل الفعالةلارهاب الاخرين.