20 ديسمبر، 2024 12:34 ص

اخيرا اعترفت امريكا

اخيرا اعترفت امريكا

يعد تصريح جورج كيسي من اخطر التصريحات التي سمعتها حتى الآن المتعلق بالشأن العراقي الامني التصريح الذي يؤكد ويتهم ايران بصورة علنية على انها مسؤولة وبشكل مباشر عن قتل آلاف العراقيين من خلال دعم ميليشيات طائفية لكن الاخطر في تصريح الجنرال جورج كيسي هو ضلوع ايران بتفجر قبة الامامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء وهي مسؤولة عن ما تلاها من احداث دموية عاشتها مدن عراقية في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ العراق سلسلة احداث مروعة شهدها العراق عقب التفجير قتل وتفجير وتهجير واغتصاب للمساجد السنية آنذاك ,
الاربعاء 22/6/2006 لا يمكن لاي عراقي ان ينسى ذلك التاريخ الاسود في ايام العراق التي تحولت في مابعد كلها سوداوية ,استيقظ العراقيون وخصوصا اهل سامراء على نبأ عظيم مفزع وحدث كبير هو تفجير قبتي الامام علي الهادي والحسن العسكري المرقدان اللذان يعنيان الشيء الكثير لاهل سامراء فهما يمثلان شريان الحياة النابض لهم
والسؤال ما هذه المفاجئة العظيمة ولماذا اعترفت امريكا صراحة الآن ان ايران هي من تقف وراء احداث عام 2006 و ما تلاها من قتل للعراقيين السنة وبدعمها الميليشاوي المنظم والسؤال اين كانت امريكا في تلك الايام
لمن تكن مدينة سامراء بمعزل عن المناطق السنة التي كانت تشهد مواجهات عنيفة يوميا بين القوات الامريكية وفصائل المقاومة العراقية من جهة وتعرض عناصر وزارة الداخلية العراقية و استهدافها بهجمات منظمة على يد جماعات مسلحة يعني ان الوضع الامني في سامراء كان متوترا الى حد ما هذا التوتر و هو من دفع بالقوات الامريكية الى اجبار اهلي مدينة سامراء والمدن المجاورة لها واخضاعهم لحظر للتجوال الذي يبدأ من الساعة السادسة مساءا يرفع عند الثامنة صباحا وبحسب القوات الامريكية ان الحظر هو من اجل السيطرة على المدينة من اي اعتداء ,
وفي هذا الوقت لا يتحرك ليلا في المدينة فقط الامريكان وقوات الامن العراقية و بالعودة قليلا الى الوراء وتحديدا الى تاريخ 21/2/2006 اي قبل يوم واحد من التفجير روى شهود عيان يعملون و يسكنون حول الضريح تفاصيل مهمة سبقت الانفجار مؤكدين انهم شاهدوا تحركات مريبة للقوات العراقية والامريكية في ذلك اليوم يوحي ان ثمة شيء سوف يحصل الآن او بعد ساعات وفعلا صباح 22/2 حصل التفجير ليدخل العراق بعدها بدوامة من الدم لازلت آثارها شاخصة في اذهان كل العراقيين مرحلة ادخلت العراق في منعطف خطير واسست لعراق مريب يعاني جملة من الازمات والصراعات ,
وعقب التفجير تعرضت العشرات من المساجد السنية لاعتداءات وتدمير وتخريب وعقبها ايضا اغتيالات واسعة لائمة المساجد في بغداد ولم تكن عشوائية بل العكس كانت منظمة بشكل دقيق ومخطط لها بشكل جيد والاخطر في تلك المرحلة هو ظهور تصريحات نارية من شخصيات شيعية دينية فاعلة وشخصيات سياسية بالدولة العراقية تتهم متشددون سنة بانهم من نفد العملية تصريحات ادت الى مقتل اكثر من 600 سني في بغداد وحدها وتهجير اكثر من 1500 عائلة من اماكن سكناهم والاعتداء على اكثر من 170 مسجدا وخمس مؤسسات دينية بحسب ما تؤكده مصادر موثوقة ومنظمات حقوق الانسان , وبحسب المعلومات التي وردت في بيان وزير الداخلية العراقي باقر جبر صولاغ وعلى لسان موفق الربيعي مستشار الامن القومي فان مجموعة مكونة من خمسة اشخاص يرتدون ملابس مغاوير الداخلية جاءوا الى الضريح وقيدوا الحرس الخمسة والثلاثين بالقوة ودخلوا الضريح وقاموا بتفخيخه من الساعة الثامنة مساءا من اليوم التالي أي لمدة 12 ساعة متواصلة والسؤال يتكرر اين كانت القوات الامريكية وعناصر وزارة الداخلية العراقية في تلك اللحظات الحرجة
اعتقد ان امريكا كانت تعلم علم القين بما سوف يحصل وتصريح كيسي هو ذر الرماح في العيون تصريح مفهوم المغزى والدوافع منذ اللحظات الاولى ودائما ما تحاول الولاية المتحدة الامريكية ان تبرأ نفسها من الدم العراقي وان ايران وبعض الدول المتدخلة بالعراق كانت تعمل في الخفاء وامريكا الهرّ الكبير بالمنطقة لا يعلم خاصة في احداث سامراء تحول ذلك الهرّ الى هرّة صغيرة مغمضة كما يقول الإخوة المصريون ,
حازم الشعلان هو وزير دفاع سني عراقي سابق بعد ايام من التفجير وخلال لقائه بمجموعة من شيوخ وجهاء مدينة سامراء اعترف لهم صراحة انه قد تمكن من الحصول على معلومات دقيقة تفيد ان ايران دفعت عشرات الدولارات من اجل تفجير المرقدين واحداث فتنة طائفية وشغل السنة بالشيعة والعكس لتنفيذ مشروع السياسية الامريكية الايرانية في العراق والمنطقة ولسنوات نجحت امريكا وايران بدفع العراقيين نحو هذا المخطط باتجاه الاقتتال الطائفي الذي دمر الحرث والنسل ودق اسفين الفرقة بين ابناء البلد الواحد من حيث نعلم او لا نعلم بعد تصريح كيسي هل هناك من اصوات بعد الآن سوف ترتفع مجددا لدفاع عن الحليفين ايران وامريكا

أحدث المقالات

أحدث المقالات