23 ديسمبر، 2024 8:32 ص

اخيراً سقط الصنم … هل حفظتم الدرس جيداً

اخيراً سقط الصنم … هل حفظتم الدرس جيداً

اخيراً سقط الصنم وبسقوطه طويت صفحة سوداء قاتمة في تاريخ العراق , ثمان سنين عجاف تخطت في ظلمتها ليال غزو المغول لبغداد ثمان سنين هجر فيها اكثر من خمسة ملايين فرد من ابناء هذا الوطن بكافة طوائفهم ومذاهبهم ثمان سنين سالت فيها انهار من الدماء ثمان سنين انتهكت فيها الاعراض والحرمات ثمان سنين مزقت البلاد وانتشر فيها الفساد وتسلط  فيها الاوغاد على رؤوس العباد .

كان الحل لكل مشاكلنا بسيطا وفي  متناول  ايدينا لكن  لم يطغى  في عقول ساستنا الاشاوس الا العناد

كل منهم صنع لنفسه مملكتاً جمع فيها الاولاد والأحباب بنا حولها سوراً عاليتاً  وأحاطها بقطيع من الاغنام ممنوع عليها أن تأكل من مرعاها ممنوع أن تشرب من ماءها … فقط مسموح لها ان تذبح تحت اقدام السلطان … وأن تتناطح فيما بينها لكن بشرط أن يكون بعيداً عن اسوار المملكة فالسلطان اما نائم اما يأكل اما يقرأ قرآن ..!!.

وإذا بالسلطان  يصنع برجاً عاجياً عالٍ يصعد فوقه يوماً في الاسبوع لينظر كم ارتفع البنيان وهل اقتربت قطعان الاعداء من مملكته ام  لازال ينعم بالأمان .

وفي يوم اجتمع امراء الحرب وتوصلوا الى قرار بإسقاط البرج على رأس صاحبه .!! وزحف الامراء بكل قوتهم صوب مملكته وتناطحت القطعان فيما بينها سالت دمائها … تشتت شملها… سحقت بأقدامها كل مراعيها ولم يبقى لها شيئاً .

لكن استطاع الامراء الدخول الى مملكته ومحاصرته داخل برجه… صاح احدهم انزل فلن يمسسك سوءٌ انزل ولك الامان … لن انزل حتى تعترفوا اني اقواكم وأنا الاحق بالسلطان ثم اخرج من جيبه مصحفاً وقرأ عليهم .   

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وا ذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانناً

ساد المكان صمت مطبق هدأ الجميع بخشوع من هول حديث السلطان واتفقوا ان يصعدوا الى برجه ويتوصلوا معه لمخرج للازمة حتى لاتفتح ابواب الجحيم على الوطن وأن لاتتحول شوارعه الى انهار من الدماء .!!

وأخيراً اتفقوا على ان يتنازل عن برجه  لأحدهم وأن يغادر مملكته ويأخذ معه ما يأخذ وينسى امر السلطنة والسلطان .!

وقبل ان ينزل السلطان من برجه التفت نحو القطعان مخاطبهم … وانتم ايتها القطعان متى تحفظوا الدرس جيداً وتتعلموا منا كيف تعيشوا إخوان..!!؟.