من الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة مع الاسف هي ظاهرة القطيعة في صلة الارحام ويبدو ان التغيير الديموغرافي الذي يتكلم عنه العالم قد تطور بطريقة ما حتى وصل الى التغيير الاجتماعي..
ان ما نلاحظه اليوم داخل اغلب العوائل التي اصبحت اقرب للتفكك من الانسجام والمحبة والرأفة…
نعم ارى في مجتمعنا اليوم الكثير من الناس يشكون من قلة صلة الرحم والقطيعة التامة مع اخوانهم والأغلبية يعلق الاسباب على الظروف العائلية الخاصة لإخوانهم وبصراحه انا استغرب جدا من الكلام الذي اسمعه يوميا من الاصدقاء وحديث الشارع بهذا الموضوع فهل سوف تختفي العادات والتقاليد في العراق واقول في العراق لان العراق ما زالت فيه صلة الارحام مستمرة وما زال العوائل تجتمع مع بعضها في كل المناسبات.. وقد لاحظت ان هذا غير موجود في دول الجوار منذ عدة سنوات وكل ما اخشاه ان تختفي العلاقات العائلية… اننا اليوم امام عالم اتصالات واسع وبإمكان اي اخ ان يسأل عن اخيه حتى وان كان عبر وسائل الاتصالات حتى لا تحدث قطيعة تامه بينهم…
اما من ناحية المشاكل الخاصة التي تواجه العوائل فعلى الجميع استخدام عقولهم قبل ان يستخدموا مشاعر قلوبهم وان لا يضع في الميزان المقاييس الثابتة والمعايير التي من شانها تبعد وتفسد العلاقات بين الاخوان…
وهنا أتوجه الى كل الاخوات المتزوجات بان يقوموا بتشجيع ازواجهن على التواصل مع اخوانهم واهلهم لان الزوج الذي يمارس القطيعة مع اهله سوف يتحول في يوم من الأيام النظام الوراثي الى ابنه وعندها ستخسرين ايتها المرأة ابنك ويعاملك بنفس المشاعر التي تعاني منها ام زوجك او اخوه او اخته لقد انتشرت القطيعة في مجتمعنا اليوم ومع الاسف الشديد واصبح الاخ مجرد صديق والاخت مجرد اسم في هوية الاحوال المدنية تحمل نفس الاسم لأخيها..
اما عن عقوق الوالدين فإنني اقولها وبمرارة ان دور رعاية المسنين قد امتلأت ومع الاسف لأشخاص قد انجبوا البنين والبنات واتعبتهم الحياة في ايصالهم الى اعلى الشهادات والوظائف في الدولة ولكنهم تبين فيما بعد انهم ابناء غير بررة ومن العاقين لوالديهم وهذا ما اوصل هؤلاء الآباء والامهات للسكن في دور رعاية المسنين التابعة للدولة وهنا أشيد لهذه المؤسسة الإنسانية بالبنان لأنه لولا وجودها لأصبح اغلب المسنين مرميين في الشوارع ولا حول لهم ولا قوة…
وكذلك ارجو من القضاء ان يشرع قوانين صارمة بحق عاق الوالدين من خلال التحري وزيارة هؤلاء المسنين
الذين افنوا زهرة شبابهم في تربية ابناءهم وان يقوم القضاء بالتحري عن ابنائهم وخاصة موظفي الدولة الذين يقبضون رواتب وهم لا يقدمون لوالديهم او عوائلهم الأصلية اي دعم مادي بحجة ان مصاريف عائلته الخاصة يكاد لا يكفي راتبه لسد احتياجاتهم..
لقد تحولنا من مجتمع اسلامي عربي اصيل له عادات وتقاليد ساميه اغلبها استمدت من الشرائع السماوية الى مجتمع فيسبوك غربي لا يصلح ان نبنيه على هذه الارض الطيبة الطاهرة ان الواجب علينا جميعا ان نصلح اخطائنا قبل ان ينتهي بنا المطاف وتنتهي الاعمار ونترك هذه الدنيا الفانية التي لا تعادل لحظة واحدة للخصام مع اهلك واخوانك..
اننا اليوم مطالبون في كل المحافل الاجتماعية ان نذكر هذه المسالة الإنسانية وعلى خطباء الجوامع كافة ان يتكلموا على مثل هذه الظواهر قبل ان يتكلموا عن تعليم الصلاة وطريقة الوضوء فالمجتمع الذي فيه قطع الارحام تصبح صلاته مجرد مظهر حياتي يقوم به الانسان لان قلبه اصبح قاس جدا فكيف يتقبل الله منا هذه العبادات وبيننا قطيعة الارحام..
كان الله في عون الرجال المستضعفين من نسائهم الذين قاموا بسببهم بقطيعة مع اهلهم وذويهم وكان الله في عون المحتاجين واخوانهم يملكون المال بثراء فاحش ولايقدمون لهم شيء وقد امتلأت قلوبهم بالقسوة والظلم والحقد الدنيوي….