14 أبريل، 2024 3:07 ص
Search
Close this search box.

” اخوان سنه وشيعه ” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

” اخوان سنه وشيعه ـــ هذا الوطن ما نبيعه “
لا نعلم لماذا يحصل تجاهل رابطة الأخوة العراقية ـــ العراقية, وان كانت المكونات الأخرى لا وجود لها من داخل تلك الأخوة المبرمجة طائفياً , ام انها اخوة تعبر اساساً عن مركب نقص وفقر في الأنتماء , ثم كيف لا يباع وطناً موقعاً على عقود بيعه الناجز عبر صفقة مجلس الحكم الموقت مروراً بتكريس ثقافة التجزئة وواقع التقسيم والأبتزازات المشحونة بشهوة المغامرات والمواجهات والأجتياحات المؤجلة .
ما معنى ان يرفض بيع المبيوع , فوق ذلك , كانت عملية البيع والشراء سريعة التنفيذ متدنية الثمن, لم يترك فيها الدلالون والوكلاء سوى خارطة على ورق الجرائد , شمالها وجنوبها وشرقها وغربها تقاسمها لصوص المرحلة , حصة الأسد اهديت للسفارة الأمريكية .
لقد بلغ خدر الأستغفال للمواطن العراقي , انه يدعي رفض بيع المبيوع يوم كان فيه شاهد زور على الصفقة من داخل صناديق الأقتراع , جمهور منهمك بدفن الجديد لليوم الجديد رغم حالة التضخم التي يعاني منها التراب العراقي من فائض المقابر الجماعية , وزحف مقبرة النجف بأتجاه ابتلاع مساحة المدينة , جمهور يبحث دائماً عمن يفتديه بروحه ودمة ورزقه وعقله ايضاً , انها بيئة لتكاثر حثالات الفتنة و ” هذا الوطن ما نبيعه  ” .
جمهور مسكون بكوابيس الأستغباء , كسرب نمل فاقد حفرته ورشده في هياج مليوني والأعناق تتلوى مرهقة تحت ثقل ارامل وايتام ومعوقين ونازحين بأعداد مليونية , مدنهم مرقعة بالمزابل وجداريات الأعتصاب الطائفي , قلوبهم مكبات للخوف والذعر وحزن المناسبات التي تجاوزت عدد ايام السنة الهجرية , سادية غير مفهومة ولا مبررة , ملايين من البسطاء ( ولد الخايبه حصراً ) يشتهون ويشتاقون متلهفون بعشق طائفي للقادم من نوبات الألم وتعذيب الروح وجلد الجسد والسفك الذاتي مغيبون بأفيون الأحقاد والكراهية والألغاء والثأر من الآخر ” النفس ” من دون ان يتسائلوا ( لماذا يحصل كل هذا ) , استذوقوا طعم الفتن ورغبة الأنتقام وتدمير العلاقات الوطنية الأنسانية , متكاسلون عن رفع قراد المرحلة عن افتراس اجسادهم المليونية , جل ما يفهموه ويستطيعوه , ان العشيرة والطائفة والمذهب والمرجع , هم فوق الوطن , الفرهود الشامل والمكاسب السريعة والتبذير العشوائي , هي اهم من المباديء والقيم والأخلاق, انانية الأخذ دون العطاء ( جيب نقش ) وكذلك الحرمنة والفساد اصبحت تقاليد مدعاة للفخر بديلة عن قيم النزاهة والكفاءة ” وهذا الوطن ما نبيعه ” .
الجهالة والضياع والتخلف وخراب الذات لدي البسطاء , يبرر لهم خرافة , ان الطائفة والعشيرة هما الأكبر وفوق الوطن والدين معه , اما في نظر ( ولد الصايبه ) , فالمذهب بقضه وقضيضه ومعه الطائفة والعشيرة , هما الأصغر وتحت صفر قيمة سماحة الدولار بالف مرة .
لقد تم سحق ذلك الزمن الذي اكتسبت فيه الأخوة عفوية رسوخ جذورها ورغبة التعايش السلمي تلقائية مصداقيتها والمحبة وثقافة الأندماج تراكم موروثات وطنية حميدة , زمن كانت فيه العلاقات العراقية العراقية خضراء بلون البراءة وحسن النوايا وصدق الدوافع , الجورة والمصاهرة وعلاقات الدم ( وليس سفك الدم ) اصالة لعراقية الأنسان العراقي  .
” من تهب نسمات عذبه من الشمال ـــ على اطراف الهور تتنفس گلوب ” ذكريات نقاء العشرة واللهفة لدفيء الآخر, انه الزمن الأجمل , نسيناه والنسيان اكبر الخيانات, تستنهضنا ذاكرته نخوة ان نخلع عن واقعنا اوحال الغزو الطائفي وقذارات الشوفينية والشوفينية المضادة .
بعد ان صفوا حسابهم مع الوطنية العراقية , وتقاسموا الوطن , واصبحت الأخوة والمحبة والتعايش الطوعي , ادعاءات واكاذيب واعلانات انتخابية لا تعرف الخجل , جعلت من الواقع العراقي كاريكاتير مثير للسخرية والأزدراء .
العلاقات من داخل العملية السياسية وحكومة المصالحات والمساومات والمشاركات , لا تمثل الواقع العراقي وحلم الملايين , انها كذبة بشعة لا تشكل طريقاً وطنياً لعودة العراقيين لسابق عراقيتهم , انها اجترار لعلف الفرقة والتقسيم من داخل اسطبلات لا يمكن لها ان تكون بديلة عن البيت العراقي المشترك , ان واقع التعايش السلمي والأندماج الطوعي في بيئة المحبة والأخاء لا تحتاج الى شعارات وهتافات مدعية لا تعبر الا عن مركب نقص , من رحم المجتمع الوطني ــ الوطنية المجتمعية ــ ( 1 )  فقط تولد عملية سياسية ناجحة وحكومة مصالحة وشراكة وطنية وعلاقات عراقية  متينة , اما من رحم المنطقة الخضراء وكواليس اسرارها , فلا يمكن ان ننتظر غير اجهاضات ملوثة بجينات التدخلات الأقليمية والدولية , انه حالة افتراس للمتبقي من عافية ( لشة ) الوطنية العراقية .
” چمل الغرگان غطه ” العراق الذي تفترس كبـده الآن ديدان الفتنة, يقترح فيه وزير العدل ـــ قانون الأحوال الشخصية ( الجعفري ) ـــ يوافق عليه ويمرره مجلس الوزراء بالأجماع , يحصل هذا في القرن الواح والعشرين , ان تتزوج الصبية القاصرة بعمر التاسعة ( 9 ) , من دون تحديد عمر سماحة الشيخ المتزوج , ولا مصير شيخة ( النكــ .. الأول ) , مسمار اضافي للفرقة والتشرذم والتقسيم , يدق في نعش الوحة الوطنية و ” اخوان سنه وشيعه “
( 1 ) مصطلح ـــ الوطنية المجتمعية ـــ مقتبس من محاضرة للكاتب الدكتور اسامه حيدر في المنتدى الثقافي العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب