منذ 2003 والى يومنا هذا نستهلك ونجتر شعار يعرفه الصغار والكبار __إخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعه__لكن ما هو هذا الشعار وما جدواه وكم عمره ولمن هو موجه وهل هو حل لمشكلة أم هو مشكلة بذاتها حيث استطاع هذا الشعار ان يخدر هذه الأمة ويرفع منسوب وطنيتها باتجاه سلبي وهو اطلاق صرخات مستمرة لذات الشعار دون ان يتم وضع النقاط على الحروف ووضع حد لهذه المهزلة المستمرة التي يذهب ضحيتها طرف واحد اتهم بشتى الاتهامات حيث الصفوي والمجوسي والهندي …ولم يزل هذا الطرف (الصفوي المجوسي الشيعي) يؤمن بوطن كبير يضم فرقاء يتلذذون يوميا بتفخيخ أبناءه وقتلهم واتهامهم بشتى التهم ,,واجه الشيعة باستنكار واسع قرار الأمريكان الذي يقضي بالتعامل مع الأكراد والسنة كدولتين بمعزل عن الحكومة حيث جوبه هذا القرار برفض شديد حتى من المرجعية كنا نتمنى ان الرفض يجب ان يكون واضح الملامح حيث ينبغي تحديد ورسم حدود الإخوة بيننا وبين الاكراد والسنة في المناطق الداعشية كالانبار وتكريت والحواضن في بغداد ,,الجميع يحلم بوطن كبير يحتكم لدستور موحد ويتقاسم الثروة والسلطة ويتعايش بسلام وامن ينعم به الجميع وتحل الخلافات والنزاعات بالاحتكام الى قضاء عادل بعيدا عن الصراع والتقاتل الذي يطيح بتكوينات وتركيبات هذا المجتمع ,,لكن هذا لم ولن يحصل لان العراق بيئة خصبة لتلقي الأجندات الخارجية وتطبيقها حرفيا إضافة الى عدم إيمان الشريك السني بأحقية الأغلبية الشيعية بالحكم وهذا ليس اتهاما فنحن على مدار سنوات لم نشاهد استنكار رسمي وشعبي من المؤسسة السنية لما يحصل للشيعة وفي الوقت الذي هب فيه ابناء الحشد الشعبي للدفاع عن أعراض السنة اتهموا بتهم يخجل كل حر في العالم من ذكرها فبينما يضحي الجنوبي الأسمر بنفسه يتهم من قبل أطراف تسكن فنادق اربيل وقنوات العهر الفضائية بأنه سارق لثلاجة وو..اليوم القادة الشيعة يدركون جيدا ان التقسيم وان لم يكن رسميا لكنه واقع حال ومفروض لا محاله فلا تجد اليوم شخص شيعي واحد يسكن بتكريت ولا الرمادي لانه يخشى ان يذبح هو وأطفاله وهذه بديهية يعرفها الجميع .
القادة الشيعة يدركون ذلك جيدا ولكن يحاولون ان يستمر الحال على ما هو عليه اما بسبب قصور في الرؤية او لإدراكهم ان عودتهم واستقلالهم في وطن شيعي سوف يعرضهم الى الاقتتال الداخلي والصراع على الثروة والسلطة وهذا ما يسبب لهم مشاكل هم في غنى عنها وفي النهاية فان المتضرر الأكبر هو الطبقية الشعبية الشيعية المسحوقة التي تدفع فواتير أفعال وتصرفات هؤلاء القادة الذين فشلوا مرارا وتكرارا في بناء جدار شيعي متماسك يمتلك ثقة بالنفس وعزيمة وصلابة في الموقف خاصة ونحن لدينا خزين هائل واحتياطي مرتفع جدا متمثلا بانتمائنا الى علي بن ابي طالب الرجل الذي لا يهادن وصوت العدالة الإنسانية لكننا مع شديد الأسف انسلخنا من هذه القيمة العليا واستبدلناها بشعارات جوفاء لا قيمة لها ….كان بوسعنا ان نضع حد لهذه المهزلة فمن غير المعقول ان يمتنع رئيس الجمهورية عن المصادقة على أحكام الإعدام في بلد يغط بالثكالى والأرامل والأيتام والإرهابيون ينعمون بفندق خمس نجوم ولجان حقوق الإنسان ليل نهار تزورهم ,,ان الشيعة اليوم أمام فرصة تاريخية في حق تقرير مصيرهم وترك فكرة الوطن الكبير الذي طالما ذبحوا لأجله وصرفوا خيراتهم للآخرين في حين لم ينالوا شكرا ولا ترحيبا من الآخر الذي يرقص على جراحهم وينعتهم بشتى الأوصاف,,أصبح الإنسان اليوم في كل المجتمعات أعظم من اي شيء آخر بما فيها الوطن وهذا ما قاله الإسلام ذاته حيث يعتبر المؤمن أعظم حرمة من بيت الله لذا يجب ان نوقف إراقة الدماء باختيار وطن شيعي مستقل لا توجد فيه حواضن إرهابية .